الموت الأسود..

منظمة الصحة العالمية تراقب عن كثب انتشار وباء الطاعون الدبلي في الصين

الطاعون ينتج عن بكتيريا تعيش في القوارض والبراغيث

واشنطن

قالت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إن تفشيا فيما يبدو لوباء الطاعون الدبلي في الصين يجري "التعامل معه بشكل جيد" ولا يعتبر أنه يمثل خطرا كبيرا.
وأصدرت السلطات في مدينة بيان نور بمنطقة منغوليا الداخلية الصينية تحذيرا الأحد وذلك بعد يوم واحد من إبلاغ مستشفى بحالة يشتبه بأن تكون طاعونا دبليا.
وجاء ذلك عقب الإبلاغ عن أربع حالات إصابة بالطاعون هناك في نوفمبر/تشرين الثاني، بما في ذلك حالتان من الطاعون الرئوي، وهو نوع آخر أكثر فتكا.
وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في إفادة صحفية للأمم المتحدة بجنيف "نراقب حالات التفشي في الصين، ونتابع الأمر عن كثب بمشاركة السلطات الصينية والمنغولية".
وأضافت "في الوقت الراهن لا نعتبره أمرا ينطوي على خطورة كبيرة، لكننا نتابعه ونراقبه بحرص".
والطاعون الدبلي الذي اشتهر في العصور الوسطى "بالموت الأسود" مرض شديد العدوى وغالبا ما يكون فتاكا وينتشر في الغالب عن طريق القوارض.
وحالات الطاعون مألوفة في الصين بالرغم من أنها أصبحت نادرة بشكل متزايد. وسجلت الصين 26 حالة إصابة و11 حالة وفاة خلال الفترة من 2009 إلى 2018.
وحاليا يصيب الطاعون أقل من 5 آلاف شخص سنويًّا في جميع أنحاء العالم وقد يصبح الطاعون قاتلًا إذا لم يُعالَج باستخدام المضادات الحيوية على الفور. 
يعد الطاعون مرضا معديا مميتا إذا لم يتم علاجه، وينتج عن بكتيريا يطلق عليها اسم "يرسينيا"، تعيش في بعض الحيوانات وخصوصا القوارض والبراغيث، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها حول المرض.
ويمثل "الطاعون الدبلي" النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي تصاحبه أعراض كتورم العقد اللمفاوية في مناطق الفخذين والإبطين والرقبة، وتكون مؤلمة، وتتطور بشكل متسارع في الأسبوع الأول بعد الإصابة. 
ويشير موقع "مايو كلينيك" الطبي، إلى أن أعراض المرض قد تتضمن أيضا الحمى والقشعريرة، بالإضافة إلى الصداع والتعب وآلام في العضلات.
كذلك قد يؤثر هذا الطاعون على عمل الرئتين، الأمر الذي يسبب سعالا وآلاما بالصدر وصعوبة في التنفس.
وفي بعض الحالات، تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وتسبب "إنتانا" أو "تسمما"، يمكن أن يحدث تلفا في الأنسجة، وفشلا في الأعضاء.
ويرى باحثون ان مرض الطاعون في حال أعيد إلى الوجود قد يكون فتاكا خصوصا بعدما أظهر وباء كوفيد-19 كم من الوقت تحتاج الأنظمة الصحية العامة لكي تفعّل طواقمها.