"اليوم الثامن" تقدم قراءة مقتضبة في مسيرة التنظيم..

"الإصلاح اليمني".. حزب سياسي وميليشيات متطرفة وإرهابية

ظهور تنظيم الإخوان في اليمن بدأ في عام 1929م؛ فقد ألقى مؤسس الجماعة حسن البنا، محاضرة في صنعاء، وبعدها توطدت صلات البنا ببعض أبناء اليمن، وانطلق التنظيم في اليمن من يومها، وكان الإخوان في اليمن يستلهمون من التنظيم في مصر كثيراً من مناشطهم الاجتماعية والدينية

“التنظيم الدولي للإخوان”، يضع اليمن كملجأ آمن لقياداته وحتى أفكاره - اليوم الثامن

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات
عدن

تنظيم التجمع اليمني للإصلاح، الجناح اليمني لتنظيم الإخوان الدولي، واشد الفروع تطرفا، لوقوفه خلف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما أكدت عليه تقارير دولية وإقليمية، عاود مؤخرا محاولة نفي علاقته بالتنظيم الدولي للإخوان، وأنهم حزب سياسي، على الرغم من تأكيد أمينه العام عبدالوهاب الآنسي، ان التنظيم يمتلك ميليشيات مسلحة تقاتل في الجنوب، لمحاولة اخضاعه لمصلحة النفوذ القطري التركي.

المتحدث الرسمي باسم التنظيم عدنان العديني، أدلى بتصريحات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، اثارت جدلا واسعا، خاصة بمحاولة نفيه علاقة التنظيم بالإخوان المسلمين، والسعودية والموقف من قطر والحوثيين، وغيرها من القضايا، التي يحاول القسم السياسي في صحيفة اليوم الثامن تفنيدها وتقديم قراءة مستفيضة في مسيرة التنظيم اليمني.

 

العلاقة بالتنظيم الدولي للإخوان

نفى متحدث الإصلاح اليمني أي علاقة للتنظيم اليمني بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مؤكدا أنهم حزب سياسي يناضل للدفاع عن اليمن ووحدته، له أولويات وطنية، من بينها انه يعمل على اخراج اليمني من محنته.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تقرير: إعلام إخوان اليمن يفتح النار على "السعودية".. لماذا الآن؟

 

هذه التصريحات لا يبدو انها بحاجة للبحث بشكل أعمق والبحث عن أدلة تدحض هذه الافتراءات، فقيادات الإخوان دأبت على التأكيد على علاقة الفرع اليمني بالتنظيم الدولي، ولكن يبدو ان الإخوان في اليمن يبحثون عن مخرج وتجاوز المواقف الإقليمية والدولية الداعمة للحرب على الإرهاب، خاصة وان هناك تأكيدات على تورط الإخوان في تصفية قيادات يمنية وجنوبية، لعل من أبرزها تصفية أكثر من 150 مسؤولا جنوبيا عقب أشهر من توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية بين الجنوب واليمن في مطلع تسعينات القرن الماضي.

مركز ليفانت نيوز البريطاني، أكد في تحليل له تحت عنوان " الإخوان المسلمون في اليمن".. الرقص على حبال السياسةـ " اتخذ التنظيم الدولي للإخوان من اليمن منذ “المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي” في الخرطوم 1991، قرارات حوّلت اليمن لمحطة إيواء للعائدين من حرب أفغانستان، بعد أن حصل فرع الإخوان على الغطاء السياسي الكامل، بعد تشكيل حزب “التجمع اليمني للإصلاح” بحسب ما ذكر ذلك مؤسس الحزب عبدالله حسين الأحمر في مذكراته، وسخر التنظيم الدولي كل ما يمتلك من أجل تمكين حزب الإصلاح في توظيف حرب صيف 1994 أيديولوجياً، والاستثمار سياسياً في ما بعد انتهاء هذه الحرب".

 

اليمن ملجئ لأعضاء التنظيم الدولي

 

ويؤكد ليفانت نيوز "ان “التنظيم الدولي للإخوان”، يضع اليمن كملجأ آمن لقياداته وحتى أفكاره، وثمة مخطط لم يتزحزح منذ مؤتمر الخرطوم 1991، بوضع عدن والمكلا تحت السيطرة لمسببات أهمها: التواجد في مدخل باب المندب، والإشراف على بحر العرب، على اعتباره النقطة المشرفة على المحيط الهندي، هذه الاستراتيجية ظهرت في سنوات ما بعد غزو الجنوب، عندما تحولت الممرات المائية لنقاط تهريب السلاح والمخدرات والعناصر الإرهابية، ليس لليمن فقط، بل لاستهداف المنطقة كما حدث من العمليات الإرهابية التي استهدفت أمن المملكة العربية السعودية من التسعينيات الميلادية".


اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تقرير: "بن عديو".. أداة إخوان اليمن لمحاولة إذلال قبائل شبوة

 

ظهور تنظيم الإخوان في اليمن

 

ظهور تنظيم الإخوان في اليمن بدأ في عام 1929م؛ فقد ألقى مؤسس الجماعة حسن البنا، محاضرة في صنعاء، وبعدها توطدت صلات البنا ببعض أبناء اليمن، وانطلق التنظيم في اليمن من يومها، وكان الإخوان في اليمن يستلهمون من التنظيم في مصر كثيراً من مناشطهم الاجتماعية والدينية؛ حتى حاولوا الانقلاب باغتيال الإمام يحيى بن حميد، وكانت الحادثة التاريخية مؤشرًا على الدرجة التي بلغها التنظيم في اليمن وارتباطه بالتنظيم في مصر، حتى إن تنظيم “الإخوان” في مصر أصدر بياناً وضح فيه القضية وأبعادها وعلاقته باليمن، والإمام يحيى وابن الوزير الذي قاد الثورة وتولَّى الحكم، وقد حُكم عليه بالإعدام بعد سيطرة أحمد ابن الإمام يحيى على الحكم مرة أخرى.. وفيها استطاع كلٌّ من الجزائري الفضيل الورتلاني والمصري عبد الحكيم عابدين، الخروج من اليمن بعد تدخُّل جامعة الدول العربية، وكانا مبعوثَي حسن البنا في اليمن للإشراف على إخوان اليمن وتنظيمهم. وبعد 26 سبتمبر 1962م، عاد نشطاء التنظيم وعملوا على نشر أفكار جماعة الإخوان، وتأسيس عديد من المدارس الدينية التي أسهمت في كسب أفكار الإخوان أرضية كبيرة باليمن.

ويؤكد المركز "عندما نشبت الحرب بين علي صالح ونائبه علي سالم البيض، عام 1994، اصطف الإخوان المسلمون يقاتلون بشراسة ضد الجنوبيين حتى تم فرض سياسة الأمر الواقع في 7 يوليو 1994م، وبعد الحرب استولت حركة الإخوان على كثير من المراكز الدينية في الجنوب، وحاولت منذ دخولها بث الأفكار المتشددة وتعزيز التطرف الديني".

 

ليسوا مع قطر ولكنهم ينفذون أجندة الدوحة

 
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: إخوان اليمن.. هل فشلت خطة شرعنة السيطرة على التربة

 

قطر التي تقدم دعما سياسيا وماليا لإخوان اليمن منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، أصبح التنظيم اليمني يرى ان المصلحة مع الدوحة قد انتهت مع التأكيد ان العلاقة تحكمها المصلحة الوطنية، كما اسماها.

قال العديني للصحيفة السعودية عن العلاقة مع قطر "لقد كانت تحكمها المصلحة الوطنية"، متهما ان الدوحة تخدم الحوثيين، وهو التهمة التي ليست جديدة، فقطر هي من جعلت الحوثيين يأجلون السيطرة على مأرب، إلى ان ينتهي التنظيم من السيطرة على الجنوب، وهي المهمة التي فشل فيها حتى الآن، على الرغم من الدعم القطري الضخم.

منذ مطلع العام 2016م، أوقف تنظيم إخوان اليمن الحرب ضد الحوثيين، بوصول علي محسن الأحمر الى نائب الرئيس اليمني، لكن مع مطلع العام الحالي 2020م، كانت عملية التسليم المدن والمعسكرات واسلحة التحالف العربي، مثيرة للجدل، فالقوات التي مولت الرياض انشائها في مأرب وظلت لسنوات رابضة في فرضة نهم سلمت دون قتال لمجموعة قليلة من مقاتلي ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.

كانت عملية الاستسلام مثيرة، كيف لهذه القوات الضخمة ان تسلم لمجموعة من العناصر المسلحة، وبدلا من سؤال تنظيم الإخوان عن سقوط نهم، كان التنظيم يحضر تسليم محافظة الجوف، بسيناريو ربما اسواء سيناريو نهم.

يزعم الإخوان انهم ليسوا مع قطر، لكن الشواهد على الأرض تؤكد انهم ينفذون اجندة الدوحة الرامية الى تقاسم اليمن مع طهران على أن يذهب الشمال لإيران والجنوب، لقطر وتركيا، وهو ما يعمل الإخوان على تنفيذه عسكريا من العام الماضي.

تكشف الحشود العسكرية التي دفع بها الإخوان منذ أغسطس 2019م، صوب أبين، وتسليم المدن اليمنية الشمالية للحوثيين، حجم التنسيق بين حلفاء قطر وحلفاء طهران.

 

الموقف الإخواني من السعودية

 

يتبنى الإخوان في اليمن موقفا مناهضا للمملكة العربية السعودية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، فهم أول من ساعد المعارضين السعوديين من الخروج ومغادرة الرياض بجوازات سفر وجنسية يمنية، ناهيك عن المواقف الأخيرة لقادة الإخوان تجاه الرياض، وهي مواقف قديمة جديدة، لكنها تؤكد على ان التنظيم الإخواني سعى خلال 2011م إلى محاولة قلب النظام في السعودية، تماشيا مع الرغبة القطرية في ذلك.

ويظل موقف إخوان اليمن او حزب التجمع اليمني للإصلاح، معاديا للرياض، فهو التنظيم الذي برر توقيعه اتفاقين متتاليين مع الحوثيين في صعدة وصنعاء، أحدهما في حضرة زعيم الانقلابين عبدالملك الحوثي، والأخر بحضور المبعوث الأمم الأسبق جمال بنعمر.

وعلى الرغم  من انقسام الإخوان بين صقور مناهضة للسعودية وحمائم ترفع شعار الولاء، الا انه تصريحات مرشد الجماعة في تعز قد كشف عن علاقة التنظيم اليمني بإيران وتركيا وقطر، ووقوفه ضد السعودية ودول الخليج.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: إخوان اليمن.. هل فشلت خطة شرعنة السيطرة على التربة

 

وسخر مرشد إخوان اليمن من ما اسماه فشل السعودية أمام الحوثي وكشف عن تحالف الجماعة مع إيران وتركيا ضد اليمن والتحالف العربي.
وسالم هو الأسم الحركي لعبده فرحان المخلافي القيادي الإصلاحي ومسؤول الجناح العسكري للإخوان في تعز وقد تم ترقيته في الجيش إلى رتبة مستشار لقائد المحور.

وكشف فيديو مسرب، بثته قناة يمنية عن تحالف حزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، مع إيران وتركيا، للسيطرة على ميناء المخا ومضيق باب المندب وممر الملاحة الدولية.

وظهر القائد العسكري الإخواني في تعز، عبده فرحان المخلافي المكنى بـ"سالم"، يبشر في الفيديو، بأن تركيا قد وعدتهم بتقديم عربات وأسلحة، وأن إيران أيضا أصبحت في صفهم.

وتحدث سالم، في الفيديو الذي بثت عبر يوتيوب وتناقلته وسائل إعلام محلية، عن ملامح لتوحيد الجبهة الداخلية اليمنية، في إشارة إلى التحالف مع مليشيا الحوثي الانقلابية، ضد الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.

 

ولم يتوقف القيادي الإخواني عن تمجيد الدور التركي والإيراني المرتقب، بل وجه إساءات للتحالف العربي، تتطابق مع ما تورده وسائل إعلام حوثية، بتنفيذ هجمات إرهابية بالشريط الحدودي مع السعودية.

وتزايد الدور الإخواني المشبوه باليمن بشكل لافت خلال العام الجاري، لكن هذه هي التصريحات العلنية الأولى من نوعها، التي تكشف نوايا حزب الإصلاح، لحرف المعركة الأم، وتفجير حروب جانبية ضد المقاومة الوطنية بالساحل الغربي، تنفيذا لأجندة تركية بالسيطرة على ممرات الملاحة بمضيق باب المندب.

وبدأت أولى خيوط المؤامرة تتكشف بالمحاولات المتكررة للهجوم على عدن ومدن الجنوب، فضلا عن الانسحابات الغامضة من جبهات القتال الرئيسية مع مليشيا الحوثي الموالية لإيران، في بعض جبهات “نهم” والبيضاء، قبل أن يتدخل رجال القبائل لاستعادة البعض منها.

إخوان اليمن يتواطؤون مع الحوثيين لابتزاز التحالف العربي

 

وحاولت محور الشر الإخواني، عرقلة اتفاق الرياض، لأكثر من 9 أشهر، قبل أن يتلقى ضربة موجعة، الأيام الماضية، بعد أن نجحت السعودية وبدعم إماراتي، في الدفع قدما بتنفيذه عبر آلية سريعة، أثمرت في أيامها الأولى، عن تعيين محافظ ومدير لأمن عدن وتكليف معين عبدالملك بتشكيل حكومة التوافق المرتقبة خلال 30 يوما.

 

 الموقف من الإرهاب

 

اعترف الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، عقب انفضاض شراكته مع الإخوان بأن التنظيم اليمني هو الأب الروحي للتنظيمات الإرهابية، ناهيك عن اعترافات سابقة أدلى بها نبيل أبو نعيم أحد قادة قاعدة الجهاد او ما عرفوا بالأفغان العرب، والتي أكد فيها على قتال تنظيم الإخوان إلى جانب قوات نظام صنعاء في الحرب على الجنوب.. مؤكدا ان الأفغان اليمنيين يشكلون القيادة الفعلية لإخوان اليمن الذي تأسس بدعم من صالح لمحاربة الحزب الاشتراكي الجنوبي.

وعلى الرغم من تأكيد تقارير دولية على أن القاعدة يقاتل في صفوف ميليشيات الإخوان في الحرب الحالية على الجنوب، الا ان مواقف التنظيم الذي استولى على السلطة بعد خروج صالح في العام 2012م، اعترض موقف موحد في مؤتمر الحوار على ضرورة مواجهة الإرهاب.

وبعيدا عن سرد هذه المواقف، تعد مأرب المعقل الرئيس للإخوان، الملاذ الآمن لتنظيم القاعدة، وقد قتل هناك زعيم التنظيم في الجزيرة العربية قاسم الريمي، الذي استهدف في غارة أمريكية استهدفت معقله الرئيس، في مزرعة يمتلكها زعيم إخوان اليمن في المحافظة بن عبود الشريف.

____________________________________________________

المصدر| وسائل إعلام يمنية واقليمية ودولية