"هادي" رئيس لشرعنة السيطرة على ساحل حضرموت..

تقرير موثق: إعلام سعودي يمهد تسليم مأرب لميليشيات الحوثي

يتحالف جزء كبير من حكومة هادي مع تركيا التي تقف في صف قطر وإيران - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

مهدت قنوات إخبارية سعودية تسليم تنظيم الإخوان الحاكم في اليمن، محافظة مأرب الغنية بالثروات النفطية لميليشيات الحوثي الموالية لإيران، فيما أكد متحدثون صحة تقارير إخبارية تحدثت عن ان عبدربه منصور هادي الرئيس اليمني المنتهية ولايته قبل ستة أعوام، لم يعد الا رئيس يشرعن احتلال الجنوب، الأمر الذي يؤكد على ان الحرب في طريقها إلى حرب "استيطانية جديدة لمحافظة حضرموت التي تنش في الجزء الأكبر منها التنظيمات الإرهابية"، وهو ما ينسف جهود التحالف العربي الذي تقوده الرياض، في وضع نهاية وشيكة لحرب الاستنزاف، وتحقيق ولو الجزء اليسير من أهداف محاربة المد الإيراني والتركي.

قناة "الشرعية" الممولة سعوديا وتشرف عليها ما بات يعرف باللجنة الخاصة، قدمت جملة من التبريرات والشروط لاستئناف الحرب ضد الحوثيين والمتوقفة منذ صعود علي محسن الأحمر الى منصب نائب الرئيس في مطلع العام 2016م.

وقالت القناة على لسان المذيع ومسؤول في الحكومة اليمنية المقيمة في المنفى، "ان تحرير صنعاء يجب ان يبدأ بتحرير عدن أولاً"؛ في إشارة الى رغبة حكومة هادي في السيطرة على الجنوب واحتلال العاصمة عدن، على غرار احتلال صيف العام 1994م.

وذهب المذيع إلى ابعد من ذلك، منتقدا الجنوبيين الذين قال انهم يطالبون اليمنيين الشماليين بتحرير أرضهم وتساءل "كيف تريدني احرر إب وتعز وفيها أكثر من عشرة مليون، انا لا اريد ان افتح حرب استنزاف مع الحوثيين، يجب أولا ان تسلم عدن وان تكون عاصمة لكل اليمنيين، بعدها يمكن التفكير في كيفية تحرير الشمال، لا يمكن تحرير الشمال وعدن ليست خاضعة لحكومة الشرعية".

وأكد ضيف القناة على كلام المذيع، مؤكدا ان لا حديث عن تحرير صنعاء، قبل السيطرة على عدن.

وعلى ما يبدو ان هناك تعميم صادر من اعلى هرم الحكومة اليمنية المؤقتة، لسيطرة على حضرموت منع أي تحرك لقوات النخبة لاستعادة الوادي الذي يشهد مسلسلا دمويا منذ خمسة أعوام وتسبب بمقتل المئات اغلبهم مدنيون.

وتحدث سياسي يمني موال للحكومة المنفى في قناة الحدث السعودية بذات المنطق، قائلا انه يجب نقل النازحين من مأرب إلى حضرموت، على اعتبار انها المحافظة الوحيدة الآمنة منذ خمس سنوات؛ هو ما يؤكد رغبة الحكومة المسيطر عليها من تنظيم الإخوان تسليم مأرب للحوثيين والانتقال إلى حضرموت لحمايتها من أي تحرك عسكري لقوات النخبة لاستعادة الوادي.

وبرر ان مأرب تعاني من امراض واوبئة جراء الامطار التي ضربت المحافظة مؤخراً.. محذرا ان التأخر في نقل النازحين ومخيماتهم من مأرب الى حضرموت قد يجعلهم عرضه للهجمات الحوثية على المحافظة؛ الأمر الذي يفسر على توافق حوثي إخواني برعاية قطرية لتسليم مأرب للحوثيين مقابل سيطرة الإخوان على كامل محافظة حضرموت وشبوة.

وقالت مصادر سياسية وثيقة الصلة بحكومة هادي لـ(اليوم الثامن) "إن الإخوان يستميتون دفاعا عن حضرموت وشبوة والمهرة، وهي محافظات غنية ومواقعها استراتيجية، والتنظيم قد يرى ان الحفاظ عليها أهم من التوغل صوب العاصمة عدن".

وذكرت المصادر "أن شبوة باتت ساحة لأنشطة الاستخبارات التركية، التي تقف وراء تحركات الإخوان عسكريا في بناء معسكرات ميليشياوية، هدفه التصدي لأي انتفاضة عسكرية جنوبية في المحافظة التي تعد أهم محافظة في الجنوب الذي ينشد استعادة دولته السابقة.

وأكد مصدر سياسي جنوبي "أن الرئيس هادي لم يعد وجوده في سدة الحكم، الا كمشرعن للاحتلال اليمني،".

وقال المصدر في تصريح لـ(اليوم الثامن)، طالبا عدم الإشارة الى اسمه "ان الإخوان حين يشعرون بان مهمة هادي انتهت سوف يعملوا على الإطاحة به، بل انهم يذكرون في مجالسهم، ان الإطاحة به سهلة جداً، مقارنة بالإطاحة بنظام علي عبدالله صالح في العام 2011م.

ولفت المصدر إلى أن الحكم والسلطة أصبحت سلطة مصالح وتجارة، وبالتالي الحرب ضد الحوثيين لم تعد تعني أحد، بقدر ما يعني الجميع في الرياض وغير الرياض، السيطرة على الجنوب، حتى لو أسقط الحوثيون كل الشمال بما في ذلك مأرب، لا يهم، المهم السيطرة على عدن وباب المندب، ومن ثم التفاوض باسم تركيا وقطر وإيران".

وكشف المصدر أن الإخوان يسعون للسيطرة على ساحل حضرموت، التي يرون انها بعيدة عنهم، على الرغم من محاولة المحافظ فرج البحسني التماهي والوقوف على حياد في بعض القضايا الجنوبية، لكنهم يخططون للإطاحة به، واستبداله بقيادي إخواني حضرمي، وهو ما يعني ان مهمة الرئيس هادي بشان حضرموت، تتعلق بمستقبل المحافظ الذي قد يخلف البحسني، واذا نجح الإخوان في تعيين محافظ لحضرموت، فهذا يعني ان مهمة الرئيس انتهت.

وبشان موقف أبناء حضرموت من مستقبل اختيار المحافظ، قال "ان ظهرت هناك بعض الأصوات الرافضة، لكن القرار حين يتخذ لن يتم التراجع عنه، وأبناء حضرموت يخشون من استعادة السيطرة الإخوانية على ساحل حضرموت، ويدركون ان مشروع إقليم حضرموت، مجرد خدعة لاستعادة السيطرة على منابع النفط، فقط، لكن الحضارم سيظلون بعيدا عن إدارة المحافظة فيما اذا تأخروا في استعادة الوادي".

وبدأ واضحا منذ العام 2017م، ان الحكومة اليمنية المؤقتة المدعومة سعوديا، لم تعد تفكر في تحرير صنعاء واستعادتها من قبضة الموالين لإيران، بل عملت على تعميق احتلالها لمنابع النفط في حضرموت وشبوة، وتخوض قتالا شرسا ضد القوات الجنوبية بهدف السيطرة على أبين والتقدم صوب العاصمة عدن، وهو ما يعني ان المياه الدولية قد تصبح في خطر "تحالف ايران وقطر وتركيا"، وفيما اذا تحقق لهذا التحالف ذلك، فهذا يعني نسف مشروع التحالف العربي الذي تقوده الرياض.

--------------------------------------------
المصادر| صحيفة اليوم الثامن