"حروب زعزعة الأوطان"..

تقرير: هذه قصة واهداف ما حصل في الأردن خلال الأيام الماضية

مشروع الشام الجديد يتوقع انه سيغير وجه الشرق الأوسط كلياً - أرشيف

عمان

كشف المحلل السياسي محمد باحداد عن ما اسماها خفايا واسرار محاولة الانقلاب الفاشلة، التي كانت تستهدف قلب النظام في المملكة الأردنية الهاشمية، وتم احباطها.

 

وقال باحداد في تدوينة على تويتر "ما حصل في المملكة الأردنية خلال الأيام الماضية الهدف منه، إفشال مشروع الشام الجديد التحالف المصري الأردني العراقي، افشال اتفاق العراق ومصر النفط مقابل الإعمار".

ولفت باحداد إلى الحرب اقتصادية التي قال ان هناك أطراف تدعم الحروب وزعزعة الأوطان العربية مقابل الحفاظ على مصالحها ولهذا تحالفنا العربي قوة للعرب.

لكن ما هي قصة مشروع الشام الجديد؟، هو اسم مشروع تعاون عربي يضم الأردن و العراق و مصر، يقوم على أساس التفاهمات الاقتصاديّة والسياسيّة بين هذه البلدان الواقعة في قلب الشرق الأوسط. تم إطلاقه بصيغته الحاليّة في أيلول/ سبتمبر 2020 بعد سلسلة من الاجتماعات بين قادة الأطراف الثلاثة.

في ظل التحولات الجيوسياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال العقد الأخير، قال تقارير لقناة سكاي نيوز عربية في فبراير الماضي "إن ثمة تحالفات سياسية وإقليمية جديدة تتطلع دول المنطقة إلى تدشينها، لتنويع مصادر العلاقات الخارجية بهدف مواجهة المستجدات والتحديات الصعبة، تبعاً لحالة التنافس القائمة على الموارد والثروات الطبيعية، وكذا النفوذ الإقليمي والداعم للعراق، بما يساهم في مواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها الأمة العربية".

يؤكد المحلل الأردني، عبد الله الحديدي، أن الأمن الاقتصادي للدول الثلاث مصر والأردن والعراق، يوف يشهد تغييرات إيجابية مهمة ولافتة على ضوء تفعيل مشروع الشام الجديد.

وأضاف "لقد أطلقت الدول الثلاث آلية للتعاون، بدأت من العاصمة المصرية القاهرة في مارس 2019، وأعلن وقتها عن مشروع مد خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق، وصولاً إلى ميناء العقبة في الأردن ومن ثم مصر".

وتابع: "سوف يتسنى لكل من الأردن ومصر الحصول على النفط العراقي، بخصومات تصل لنحو 16 دولاراً للبرميل، كما سوف يحصل العراق على الكهرباء من مصر والأردن، إلى جانب تدفق وزيادة الاستثمارات للعراق، حيث من المتوقع أن يبلغ الناتج المحلي لكل من العراق ومصر والأردن مجتمعة، نحو 500 مليار دولار".

ويلفت المحلل الأردني إلى أن فكرة المشروع الأساسية إنما تعتمد على "استثمار إمكانات الدول الثلاث ومقدراتها الحيوية، بهدف تحقيق تكامل اقتصادي، إذ إن مصر ستضخ طاقتها البشرية الهائلة، وتوفر قطاعاتها الصناعية الكبيرة لدعم المشروع الاقتصادي العملاق، كما أن العراق سيقدم إمكاناته النفطية، بينما الأردن سيقدم موقعه الاستراتيجي المهم للوصول إلى أفضل النتائج من المشروع على أرض الواقع".

 قال الخبير الليبي، محمد الشريف، في تصريح، إن مصر باتت تشكل تحالفات جديدة في الإقليم، لمواجهة المخاطر المستجدة، السياسية والميدانية، في ظل سعي القيادة المصرية دوما على سلامة منظومة الأمن القومي العربي".

وأوضح أن "مصر تعمد إلى توطيد العلاقات مع الأردن والعراق اليونان وقبرص بجانب حلفاء القاهرة الدائمين بالخليج العربي، الإمارات والسعودية والبحرين، للوصول إلى صيغة سياسية وإقليمية لدعم الاستقرار في المنطقة".

وتابع الشريف: "مصر الآن تؤسس كتلة موحدة، سياسية واقتصادية، مع الأردن والعراق، وذلك من خلال الاستفادة بوجود الأردن في منتدى شرق المتوسط للغاز، مقره بالقاهرة، بالإضافة إلى دعمها رغبة الأردن باتجاه توطيد العلاقات مع الدول النفطية كالعراق، والدول التي تملك غاز طبيعي بوفرة عالية مثل مصر، للتخلص من أزمات الطاقة بالأردن، وهو تحالف استراتيجي يشكل دعامة استقرار لهذه المنطقة التي يرتفع فيها التوتر إثر اكتشاف ثرواتها النفطية المستجدة".

الشام الجديد طوق نجاة لبغداد

من ناحية أخرى، يقول المحلل السياسي العراقي زياد الهاشم إن بغداد تتحرى التخلص من عقود الفوضى والسيولة الأمنية، منذ عام 2003، وما تلى هذا التاريخ من تداعيات سلبية بسبب الفراغ السياسي، ومن ثم فإن العراق يبحث في محيطه الإقليمي الحيوي، العربي والخليجي، عن الاستقرار والدعم.

ويضيف الهاشم "لذلك كان على العراق تغيير بوصلته الخارجية والاهتمام بتوطيد العلاقات الى أبعد مدى مع كل من الأردن ومصر، لاسيما وأنهما يتمتعا بثقل استراتيجي إقليمي ودولي كبير جداً ومؤثر، وهو ما يوفر للعراق مظلة جيدة لعبور تلك المرحلة الراهنة المأزومة".