عباس زكي يستعرض مواقف عدن مع القدس..

تقرير: الرئيس علي ناصر يكشف كيف خططت إسرائيل لضرب عدن

علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق

القاهرة

استعرض الدبلوماسي الفلسطيني عباس زكي سفير فلسطين وعميد السلك الدبلوماسي في عدن سابقا، دول اليمن الجنوبي في دعم القضية الفلسطينية، وذلك على خلفية ما يحدث في فلسطين اليوم، من مقاومة شديدة.

وعلق الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد على تصريحات الدبلوماسي الفلسطيني عباس زكي، وقال "نقدر مواقف الاخ عباس زكي تجاه موقف اليمن الجنوبي من القضية والقيادة الفلسطينية ونعتبر أن ماقمنا به هو واجب قومي سواء بتقديم السلاح لهم قبل وأثناء وبعد اجتياح لبنان".

وأكد الرئيس ناصر في تصريح بعث به لصحيفة (اليوم الثامن)" إن عدن أرسلت دعما لفلسطين عبارة، عن 10 ألف بندقية كلاشنكوف و10 مليون طلقة نُقلت جواً من برلين الى مطار دمشق أثناء الاجتياح".

وقال "إنه تم استقبال المقاتلين في ميناء عدن الذين جاؤوا بعد اجتياح لبنان والاحتفال الكبير بعيد الثورة الفلسطينية بقيادة المناضل والقائد ياسر عرفات في يناير من عام ١٩٨٣م.. وتقديم كافة أشكال الدعم لهم بما في ذلك إقامة معسكر خاص للتدريب والسكن للعائلات في لحج شمال عدن وفي حضرموت أيضاً".

وأكد الرئيس ناصر "أن بعض الدول العربية احتجتْ على ذلك بأن هذا التواجد العسكري الفلسطيني يهدد أمنها، وهو ليس كذلك.. فقد كنا حريصين على أمن الجيران قبل وبعد وصول الفلسطينيين الى حضرموت وقد تحملنا بسبب هذا الموقف تهديد من اسرائيل في نوفمبر من عام ١٩٨٥م بأنها ستضرب هذه المعسكرات".

وعلي ناصر محمد رئيس اليمن الجنوبي الذي اطيح به من الحكم في انقلاب 13 يناير، 1986، قاده حليف السوفيت حينها عبدالفتاح إسماعيل، وفر إلى الجارة اليمن الشمالية قبل ان ينتقل إلى الإقامة في سوريا منذ توقيع اتفاقية الوحدة.

وذكر ناصر "إن في مساء 29 نوفمبر 1985م اتصل بي الرئيس علي عبد الله صالح هاتفياً في دار الرئاسة بعدن، لكنه لم يعثر عليّ، إذ كنت أقوم وقتها بجولة في المحافظات لشرح نتائج المؤتمر العام الثالث للمواطنين، وعندما عدت إلى عدن براً في الرابعة صباح يوم 30 نوفمبر، وجدت في انتظاري رسالة قصيرة من الرئيس صالح، يقول فيها إنه "يريدني لأمر هام جداً"، لم يكن الوقت مناسباً لإجراء اتصال به في هذا الوقت المبكر جداً من الصباح. كذلك فإنني كنت في غاية الإرهاق، فاستسلمت للنوم، لكنني صحوت على اتصال آخر منه، وأخبرني مباشرة بأن لديه أمراً هاماً يريد أن يخبرني به، وقال إنه اتصل بي مساءً ليطلعني على معلومات خطيرة تجمعت لديهم، لكنه لم يجدني، وقال إن المعلومات تشير إلى أن إسرائيل تخطط لتوجيه ضربة إلى القوات الفلسطينية في عدن".

وقال ناصر :"كان أول سؤال وجهته إليه: هل هذه المعلومات مؤكدة؟، أجاب بأنه استقى معلوماته من خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، كذلك فإن لديه معلومات من الرئيس المصري حسني مبارك، عن أن الطائرات الإسرائيلية قد تخرق أجواء البلدين لتوجيه الضربة القادمة إلى عدن والفلسطينيين، أو قد تجتاز البحر الأحمر لتنفيذ ضربتها، وطلب منا اتخاذ الاحتياطات اللازمة في كل الأحوال".

وأضاف "أكدتُ حينها للرئيس علي عبد الله صالح والملك فهد والرئيس حسني مبارك بأننا سنتصدى لأي ضربة عسكرية جوية أو بحرية سواءً في عدن أو باب المندب.. وأن ذلك سيهدد الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن، ووصلت رسالتنا لإسرائيل ولم يحدث شيء بعد ذلك".

وأضاف "ونحن نتابع في الأيام الأخيرة مايجري في القدس والمسجد الأقصى وغزة وغيرها من المدن الفلسطينية من عدوان وقصف وتهجير وتدمير للمدن، ونناشد الدول الشقيقة والصديقة بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني لمواجهة هذا العدوان بالفعل وليس بالكلام".

وقال "عانى هذا الشعب الصامد منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم من شتى أنواع الحروب والاحتلال والعدوان وتشريد السكان الى البلدان المجاورة والى شتى أنحاء العالم ولم يتعرض شعب في تاريخ البشرية لما تعرض  له الشعب الفلسطيني وسط صمتٍ عربي إقليمي ودولي، وهو يدفع ثمن دفاعه عن هذه الأمة وعن وطنه ومقدساته وفي المقدمة المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين".

وحيا الرئيس ناصر "الشعب الفلسطيني الصامد وأكد وقوفه الى جانبه في نضاله من أجل تحقيق استقلاله وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف".