تشكيل وحدة شبه عسكرية قوامها بين 100 و150 رجلا..

ألمانيا: توقيف جنديين سابقين يعتزمان ارسال مرتزقة إلى اليمن

أحد المتهمين كان مسؤولا عن تجنيد مرتزقة للتدخل في عدة نزاعات

واشنطن

أوقفت نيابة مكافحة الإرهاب في ألمانيا الأربعاء جنديين سابقين كانا يعتزمان تشكيل مجموعة من المرتزقة أرادا إرسالهم للقتال في اليمن.

وكان المشتبه بهما يعتزمان تشكيل "وحدة شبه عسكرية قوامها بين 100 و150 رجلا" مكونة بشكل رئيسي من شرطيين وجنود سابقين، بحسب بيان صادر عن النيابة العامة الاتحادية في كارلسروه.

وكان هدفهما "التدخل في الحرب الأهلية في اليمن من خلال خوض القتال"، وبعد ذلك في نزاعات أخرى.

وجاء في البيان أنهما أبديا "رغبتهما في إحلال السلام في منطقة الحرب الأهلية والدفع بمفاوضات سلام بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية".

وتم توقيف المدعوان أشيم أ. وأرند-أدولف ج وهما ألمانيان، فجرا بتهمة محاولة تشكيل "منظمة إرهابية".

وفي هذا السياق، قالت النيابة أن أشيم أ "حاول بإصرار وعلى مدى فترة طويلة الدخول في حوار مع مسؤولين في الحكومة السعودية" من أجل تمويل المشروع، مضيفة أنهما "حاولا وبشتى الطرق إنشاء قناة اتصال مع الجهات الحكومية السعودية والحصول على موعد اجتماع لتقديم عرضهما"، لكن "كل هذه الجهود ذهبت سدى" إذ تجاهل الجانب السعودي العرض ولم يتلق الألمانيان أي رد على عرضهما.

ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وإضافة إلى الانتشار في اليمن، كان المشتبه بهما يرغبان في تقديم خدمات "شركتهما العسكرية الخاصة" في نزاعات أخرى.

وكان أحد المتهمين مسؤولا عن تجنيد مرتزقة وقد اتصل بالفعل، بحسب النيابة، بسبعة أشخاص على الأقل لهذا الغرض.

وأكدت النيابة أنهما كانا ينويان عرض رواتب شهرية تبلغ 40 ألف يورو على عناصر سابقين في الجيش أو الشرطة الألمانية.

كما أشارت النيابة الاتحادية المسؤولة عن قضايا الإرهاب إلى أن "المشتبه بهما كانا على دراية بأن الوحدة التي سيقودانها ستكون حتما مطالبة بارتكاب أعمال إجرامية أثناء مهمتها" في حال تدخلها في اليمن، مضيفة "كانا يتوقعان أيضا مقتل وجرح مدنيين في العمليات القتالية".

وذكرت أن القوات الخاصة ألقت القبض على الرجلين صباح الأربعاء في منطقة برايسغاو هوخشفارتزوالد (جنوب) وفي ميونخ (جنوب). وتم تفتيش شقتيهما وأملاك أخرى.

وبحسب مجلة دير شبيغل الأسبوعية، فإن أشيم أ. وأرند-أدولف ج. كانا مظليين في الجيش الألماني، ثم عملا في شركة أسغارد للخدمات الأمنية الخاصة، المثيرة للجدل.

وفي عام 2010، أحدثت الشركة ضجة في برلين عندما أبرمت عقدا مع معارضين للحكومة الصومالية.

وفي عام 2020، تعرضت أسغارد، التي تجند أعضاء سابقين في الجيش الألماني والشرطة، لانتقادات بعد أن كشفت وسائل إعلام ألمانية أنها كانت بمثابة منصة لشبكة واسعة من اليمين المتطرف.

ويثير انضمام جنود، بينهم عناصر من القوات الخاصة، إلى تيار من اليمين المتطرف الراديكالي قلق حكومة أنجيلا ميركل التي صنفت "الإرهاب" العنصري والمعادي للسامية في طليعة التهديدات.

وأساءت عدة تجاوزات إلى سمعة الجيش الألماني في السنوات الأخيرة، فتم حل سرية من القوات الخاصة في عام 2020، بعد الكشف عن سرقات كبيرة للذخيرة فيها وقيام العديد من أعضائها بأداء التحية النازية المحظورة خلال إحدى الحفلات.

وأدت الحرب التي بدأت في 2014 في اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة. وتسببت بمقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين وبنزوح الملايين، بحسب منظمات غير حكومية دولية.