بعد فوزه بجائزة السعودية الكبرى..

"لويس هاميلتون" يحسم لقب بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد

هاميلتون يحسم جائزة السعودية الكبرى بعد سباق مجنون

واشنطن

أرجأ سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون حسم لقب بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد الى السباق الختامي، وذلك بعد فوزه بجائزة السعودية الكبرى الأحد في جدة بعد سباق مجنون حافل بالحوادث والإثارة وتبادل الاتهامات بينه وبين منافسه في ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن الذي حل ثانياً.

ودخل السائقان الجولة الحادية والعشرين والسباق السعودي الذي يدرج في روزنامة بطولة العالم للمرة الأولى، وفيرستابن في الصدارة بفارق ثماني نقاط عن هامليتون، الطامح بإحراز لقبه الخامس توالياً والانفراد بالرقم القياسي لعدد الألقاب والذي يتشاركه مع الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر (7 لكل منهما).

لكن البريطاني نجح وبعد سباق مجنون رفع فيه العلم الأحمر مرتين وفُعِلَت فيه سيارة الأمان أكثر من مرة، خرج من جدة وهو على المسافة ذاتها من الهولندي بعدد النقاط (369.5) بعد نيله أيضاً نقطة أسرع لفة، قبل خوض الجولة الختامية المقررة الأحد المقبل في أبوظبي.

وقال هاميلتون بعد الفوز المثير "أتسابق منذ فترة طويلة ولكن هذا السباق كان صعبًا بشكل لا يصدق. حاولت أن أكون صلباً وراشداً بقدر ما أستطيع، مع كل خبرتي على مر السنين... كان الأمر صعباً، لكننا ثابرنا كفريق".

وكان يتعيّن على فيرستابن أن يرفع الفارق مع هاميلتون من ثماني نقاط الى 26 لكي يحسم اللقب ويكسر احتكار فريق مرسيدس للقب السائقين الذي أحرزه الصانع الألماني في المواسم السبعة الماضية.

لكن هاميلتون بدا عازماً على تأجيل الحسم الى جولة ختامية نارية الأحد المقبل في أبوظبي منذ التجارب التأهيلية التي أنهاها في المركز الأول أمام زميله الفنلندي فالتيري بوتاس وفيرستابن توالياً.

وكان يوم مرسيدس حافلاً ليس بسبب فوز هاميلتون وحسب، بل لأن بوتاس خطف المركز الثالث من سائق ألبين الفرنسي إستيبان أوكون قبل أمتار معدودة على تجاوز خط النهاية.

وتحت الأضواء الكاشفة للحلبة، بقي هاميلتون عند الانطلاق أمام بوتاس ومن خلفهما فيرستابن وابن موناكو شارل لوكلير وسائق ريد بول الآخر المكسيكي سيرخيو بيريس.

وبدأ هاميلتون يبتعد ووصل الفارق الى قرابة ثانية ونصف بعد خمس لفات أمام بوتاس الذي حاول حماية ظهر بطل العالم وتأخير فيرستابن قدر الإمكان، إلا أن الفنلندي لم يكتف بهذا الدور بل ضغط وابتعد أيضاً عن السائق الهولندي.

حادث شوماخر يخلط الأوراق 

وأدار هاميلتون سباقه من دون ضغط حقيقي ووسع الفارق تدريجياً حتى اللفة العاشرة حين دخلت سيارة الأمان إثر حادث كبير لسائق هاس الألماني ميك شوماخر.

واستغل هاميلتون ذلك لاستبدال الإطارات بالنوع القاسي، كما فعل زميله بوتاس، فيما اختار فيرستابن البقاء على الحلبة خلافاً لزميله بيريس ولوكلير.

وتذمر الهولندي في اتصال مع فريقه من الاستراتيجية الخادعة لمرسيدس وقيام بوتاس بتأخيره خلال وجود سيارة الأمان من أجل إتاحة الوقت أمام هاميلتون لإجراء توقفه، ما جعل سائق ريد بول أمام خيار البقاء على الحلبة ولا شيء سوى ذلك لأنه لو قرر التوقف لكان سيتأخر كثيراً خلف بطل العالم.

لكن قرار مراقبي السباق برفع العلم الأحمر وإيقاف السباق بسبب الضرر الذي حصل بحائط الأمان نتيجة حادث الاصطدام، أعاد خلط الأوراق وسمح لفيرستابن باستبدال إطاراته والانطلاق أمام هاميلتون الذي تذمر من قرار إيقاف السباق.

واستفاد أوكون أيضاً من عدم التوقف خلال وجود سيارة الأمان، إذ انطلق بعد التوقف من المركز الرابع أمام الأسترالي دانيال ريكياردو (ماكلارين) ولوكلير ومواطنه بيار غاسلي (ألفا تاوري).

واصطف السائقون على خط الانطلاق عوضاً عن الانطلاق خلف سيارة الأمان من أجل إكمال اللفات الـ36 المتبقية، ونجح هاميلتون في بادئ الأمر بتخطي فيرستابن لكن الأخير رد واستعاد مركزه بعد خروجه عن المسار بشكل غير قانوني، ما أربك البريطاني وسمح لأوكون بتجاوزه.

 التوقف مجدداً 

لكن السباق توقف مجدداً بعد ثوانٍ إثر حادثين لبيريس والروسي نيكيتا مازيبين (هاس) اللذين انسحبا من السباق على غرار البريطاني جورج راسل (وليامس) الذي اصطدم فيه مازيبين.

وقام مراقبو السباق بتخيير ريد بول بالانطلاق خلف هاميلتون لتجنب فتح تحقيق بحق فيرستابن نتيجة تجاوزه البريطاني من خارج المسار، لكن مع جعل أكون في المركز الأول أمام قطبي الصراع على اللقب بما أنه تجاوز سائق مرسيدس خلال حادثة الأخير مع الهولندي قبل توقف السباق للمرة الثانية.

ووافق مدير ريد بول كريستيان هورنر على اقتراح مدير السباقات في الاتحاد الدولي للسيارات مايكل ماسي، وعاد السائقون للاصطفاف على خط الانطلاق.

ونجح فيرستابن في التقدم على هاميلتون ثم على أوكون وتصدر السباق، ثم تمكن سائق مرسيدس في أن يتخطى الفرنسي واللحاق بمنافسه الهولندي.

وبعد اصطدام الياباني يوكي تسونودا (ألفا تاوري) ببطل العالم السابق الألماني سيباستيان فيتل (أستون مارتن)، تم تفعيل سيارة الأمان الافتراضية في اللفة 24 لكن للفة واحدة فقط من أجل رفع الأشلاء عن الحلبة.

ومع الوصول الى اللفة 27، بات هاميلتون قريباً جداً من فيرستابن الذي قاوم مع مساعدة من سيارة الأمان الافتراضية الذي تم تفعيلها مرتين من أجل رفع أشلاء متطايرة من سيارة فيتل عن الحلبة بعد حادث اصطدام مع الفنلندي كيمي رايكونن (ألفا روميو).

وعاد السائقون الى التسابق في اللفة 33، مع محافظة فيرستابن على فارق تراوح بين ثانية وثانية ونصف أمام هاميلتون تزامناً مع تفعيل سيارة الأمان الافتراضية مجدداً في اللفة 36.

ودخل بعدها السائقان في صراع كاد أن يودي بهما خارج السباق بعدما فقد فيرستابن السيطرة على سيارته خلال محاولة تجاوز من هاميلتون، لكنه بقي أمام الأخير بعدما خرج عن المسار.

وأراد فيرستابن أن يسمح لهاميلتون بتجاوزه لأنه بقي أمام الأخير بعد الخروج عن المسار، لكن البريطاني لم يتوقع أن يكبح سائق ريد بول لكي يسمح له بتجاوزه فاصطدم به ما تسبب بكسر الجانح الأمامي لسيارة مرسيدس وسط سخط هائل من بطل العالم سبع مرات.

وبقي هاميلتون على الحلبة رغم الاضرار في سيارته، لكن الفارق بينه وبين فيرستابن أصبح أكثر من ثانيتين، ثم عاد ليتقلص تدريجياً.

وبما أن هاميلتون لم يتجاوزه خلال محاولة السماح للبريطاني بتخطيه، خفف فيرستابن سرعته لكي يسمح له بالتقدم عليه لكنه كان مستعداً للرد سريعاً واستعاد المركز.

إلا أنه عاد وسمح للبريطاني بتجاوزه بسبب الطريقة التي تخلى بها عن مركزه واستعادته مجدداً في المحاولة الأولى، وذلك تزامناً مع معاقبة الهولندي بخمس ثوانٍ نتيجة تجاوزه سائق مرسيدس من خارج المسار في الحادثة السابقة بينهما.

وبدأ هاميلتون يبتعد عن فيرستابن حتى تخطى خط البداية النهاية الذي شهد تجاوزاً رائعاً لبوتاس على أوكون ليخطف المركز الثالث.