وزراء "الانتقالي" الحلقة الأضعف..

تقرير موثق: وزراء الإخوان.. إخونة الوزارات بإقصاء أبناء الجنوب

وثيقة من مجموعة وثائق تؤكد فصل وزير التعليم العالي لموظفين جنوبيين دون سابق أنذرا - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

وزارتا الشباب والرياضة، والتعليم العالي، ينكشف من الوزارتين واقعة الاخونة للوظيفة العامة من خلال إقصاء أبناء الجنوب الذين لا ينضوون في تيار الاخوان المسلمين المدعوم من أطراف اقليمية من بينها قطر، في حين ان وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي فشلوا في توظيف أي موظف جديد كما يفعل وزراء تنظيم الاخوان، وباتوا الحلقة الأضعف في حكومة معين عبدالملك، على الرغم من انهم يمتلكون الدعم الشعبي والسياسي والأمني من المجلس الانتقالي في العاصمة عدن.

مصادر وثيقة، قالت لصحيفة اليوم الثامن إن وزير التعليم العالي خالد الوصابي انتهى قبل نحو شهرين من اخونة الوزارة بإصدار قرارات تعيين وتوظيف جديدة لعناصر في تنظيم الاخوان "جلهم يمنيون شماليون"، وأقدم بالمقابل على فصل موظفين جنوبيين بينهم مدير إدارة التوثيق والمصادقة في الوزارة.

وحصلت صحيفة اليوم الثامن على مجموعة من الوثائق التي تبين قيام الوزير بفصل موظفين جنوبيين، بفضل رفضهم المصادقة على شهادات صادرة عن جامعين تابعتين لتنظيم الاخوان "جامعتا العلوم والوطنية".

وقالت المصادر "إن تنظيم الإخوان عادة يرسل عناصره إلى الخارج ويستخرج لهم شهادات مزورة من الجامعات الإخوانية ويوجه الوزير بالمصادقة عليها على انها شهادة حقيقية، وهو الأمر الذي كان يرفضه الموظفون الجنوبيون الذين يطالبون بضرورة وجود تأكيدات رسمية من الجامعة من بينها بيان درجات، الا ان الوزير دائما ما يوجه بضرورة المصادقة على الشهادات دون أي بيانات".

في العاشر من أكتوبر وفي اليوم الذي تعرضت فيه العاصمة عدن لهجوم إرهابي استهدف محافظ العاصمة أحمد حامد لملس، ووزير الزراعة والري والثروة السمكية سالم السقطري، قام وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد الوصابي وبدون سابقة انذار او اي مبرر بالتهجم والتلفظ على إدارة المصادقة، في تصرف اثار غضب الكثيرين.

وقال موظفون تعرضوا للفصل في حديث لصحيفة اليوم الثامن "إنه في يوم الأحد العاشر من أكتوبر واثناء استقبال معاملات المواطنين قام الوزير الوصابي بالصياح والتهجم علينا نحن موظفو الإدارة أمام المعاملين بحجة تأخير بعض المعاملين والذين بطبع لديهم وثائق غير مكتملة ونحن بطبع لا نصادق عليها لحساسية العمل الذي نقوم به وحاولنا تفهيم الوزير بسبب تأخر معاملاتهم بسبب أن الشهادات التي تأتي من مناطق سيطرة الحوثيين ليس لديها قاعدة بيانات لدينا حيث يأخذها المدير العام وهو من يقوم بالتواصل مع الجهات المختصة من صنعاء وغيرها ونحن بدورنا ننتظر الرد منه   ولكن بدون جدوى".

 وأضافوا "استمر يتهجم ويصيح بطريقة استفزازية وعدم السماح لنا حتى بالرد او بالكلام معه ومن ثم صعد إلى مكتبه وهو يصيح ويتهجم وهذه له المرة الأولى، وفي المرة الثانية في يوم الثلاثاء بتاريخ 10/12في وقت الظهيرة وكان هذا اليوم يوم مقابلات أيضا وأمام المعاملين نزل الوزير الوصابي وصاح وتهجم علينا وهذه المرة معه مسجل جامعة العلوم والتكنولوجيا ومدير فرع الجامعة الوطنية (جامعات تابعة لتنظيم الإخوان)، وبحضور وكيل القطاع الشؤون التعليمية في الوزارة د. خالد باسليم ومستشار الوزارة الاستاذ محمد عبد الواسع هذا المرة بحجة عدم إنجاز عمل وثائق دفعة لجامعة العلوم والتكنولوجيا والذي نحن لم نشرع بالعمل بها لأن العمل بها يتطلب عمل اضافي والذي يلزمونا فيه بصفة الزامية ودون مقابل لأن قبل العيد الكبير عملنا اضافي وانجزنا عملنا دون أن يعطونا حق العمل الإضافي ولما طالبناهم بمستحقاتنا لم يعطونا رفضنا بطبيعة الحال العمل تلك الوثائق الا بإعطائنا مستحقاتنا حق العمل الإضافي على الأقل حق العمل الإضافي الأول وهذا شيء متعارف عليه في قوانين العمل ولكن مثل المرة الأولى لم يتفهم الوزير الوصابي ذلك ولم يسمح لنا حتى بالكلام معه وكان الوزير الوصابي مستمر في صياحه وتهجمه علينا وبعدها قام بصورة شفهية وقام بتوقيف مدير الإدارة واثنين من المتعاقدين".

 وأضافوا "في اليوم التالي عند حضورنا لدوام تفاجئنا بأن تم تغيير مكاتبنا من مكانها وإحضار ثلاثة موظفين جدد غيرن، قاموا بفتح ادراج مكاتبنا واخذ ختم المصادقة وتغيير قفل المكتب وهذا كله تم في المساء ونحن بدورنا قدمنا شكوى لوزارة الخدمة المدنية والذين بدورهم قبلوا تظلمنا، وقالوا إنهم بدورهم سيشكلون لجنة للتحقيق بالأمر ونحن لحد الان لم نعرف انها تم تشكيلها ام لا مع العلم أن هذه الخطوة الذي أقدم عليها الوزير الوصابي كانت مقصودة لأن كنا من قبل نتلقى تهديدات على لسان مدير عام المصادقة عبدالباري باشبيل والذي كان يقول لنا بالحرف الواحد اعملوا وانتم ساكتين اي لا تطالبوا بمستحقاتكم والا البديل موجود يقول لكم الوزير".

وقالوا "نحن من مؤسسي الوزارة وكوادرها الذين عملوا على إنجاح الوزارة منذ اليوم الأول من تأسيس الوزارة وكان مقرها في جامعة عدن بعد الحرب في عهد للوزير الأول البروفسور حسين باسلامة وفي النهاية، يتم فصلنا ويوقفنا عن العمل وتوقيف رواتبنا وكل هذا بحجة أن هناك تقصير بعملنا تارة، وتارة أخرى بحجة الغياب والتهرب من العمل ونحن كما ذكرنا سلفا من مؤسسي الوزارة وكوادرها ".

وأكدت مصادر في الوزارة ان الوزير اعتمد موظفين جدد في الوزارة جميعهم يمنيون من تنظيم الإخوان.

من ناحية أخرى، كشفت مصادر في وزارة الشباب والرياضة، ان الوزارة أصبحت عبارة عن إدارة من إدارات تنظيم الاخوان، بعد ان منح الوزير نائف البكري، الاخواني اليمني المقرب من تنظيم الاخوان في السودان، مانع لمع، صلاحيات فصل وابعاد كل من لا ينتمي الى الاخوان واستبدالهم بعناصر اخوانية، وهو ما تم من خلال ملتقى الشباب الذي مثل موارد كبير للتنظيم بعد ان تم الاستحواذ على الدعم المقدم من الأمم المتحدة للملتقى ناهيك عن الاستحواذ على مبلغ وقدره ثلاثمائة مليون ريال يمني سحبت من أموال صندوق النشء والشباب الذي اصبح تحت تصرف مانع لمع.

وعلى الطرف الأخر، بات وزراء المجلس الانتقالي الحلقة الأضعف، فعلى الرغم من انه كان متوقعا ان يتم تأمين الوزارات بكوادر جنوبية، أبقى الوزراء على عناصر اخوانية تم التعاقد معها قبل أعوام، خاصة في وزارة الثروة السمكية التي لا يزال طاقم الوزارة الى اليوم من تنظيم الاخوان، وبعض عناصر الوزارة هم صحافيون وناشطون مناهضون للمجلس الانتقالي الجنوبي ولهم مواقف عدائية تجاه الجنوب، الا انهم لا يزالوا يعملون في الوزارة دون ان يغير الوزراء الإدارات المنفذة من الكوادر الجنوبية لانجاح تلك الوزارات بدلا من تعرضها لاختراق من قبل هذه العناصر الاخوانية الموجودة في تلك الوزارات.