"يحيى ابوعوجاء يعود إلى سيئون و"حيدان" في مواجهة "الهبة".

تقرير: "العسكرية الأولى".. ما مصير قوات متمردة على التحالف العربي

"يحيى أبو عوجاء" يصل سيئون وسط تجنيد ميليشاوي هو الأوسع منذ بداية الحرب - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

 أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية "ان قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت"، لا تخضع للعمليات المشتركة، وأنها تخضع لوزارة الدفاع اليمنية، التي تدين بالولاء لسياسة تنظيم الإخوان (الحاكم)، هذا التصريح لم تمض عليه سوى ساعات قليلة حتى عاد القائد العسكري يحيى ابوعوجاء القائد الفعلي للقوات اليمنية في وادي حضرموت، وبالتزامن مع عودة الحاكم العسكري لوادي حضرموت، حتى دفع التنظيم بوزير الداخلية إبراهيم حيدان إلى مواجهة الهبة

عودة "أبوعوجاء" وثقتها عدسات الكاميرات، من مطار سيئون إلى منزله الفخم في وادي حضرموت، واستقباله لعناصر عسكرية وميليشاوية وهي تزور المنزل للترحيب بعودته، بعد غياب لأكثر من عام في جمهورية السودان، للدراسة العسكرية.

وقالت مصادر عسكرية ان قيادات بارزة في تنظيم القاعدة حضرت الى منزل ابوعوجاء للسلام عليه، غير ان ما اظهرته التسجيلات المرئية، المكلف بمهام مدير شرطة وادي حضرموت والمصنف على قوائم الارهاب المحلية، وفقط تقارير محلية، والتي كانت قد كشفت في الخامس من نوفمبر الماضيـ، عن  ما اسمتها فضيحة مدوية لوزير داخلية حكومة المناصفة ابراهيم حيدان المقيم في عاصمة الاخوان الجديدة مدينة سيئون منذ شهور، بعد فراره من العاصمة عدن الى معقل التنظيم الأخير بعد اقتراب الحوثيين من السيطرة على مأرب، حين أصدر حيدان اصدر قرارا بتكليف متهم في قضايا ارهابية مديرا لشرطة وادي حضرموت، وهو المتهم المدان بقضايا قتل وفساد.

وكثف حزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان المسلمين جهوده من خلال واجهات رسمية وأطرهم الخاصة تجهيز الوطن الجديد لهم في وادي حضرموت بعد بعدما اضحت مأرب وشبوة مهددة بالسقوط بيد مليشيات الحوثي أداة إيران.

 وبدأ تنظيم الإخوان إجراءات تجهيز الوطن البديل منتصف الشهر الماضي بتعيين حسن أحمد العيدروس مديرا عاما للشرطة وادي وصحراء حضرموت شرق البلاد، وتبعت بقرارات أخرى لمسؤولين موالين للتنظيم بهدف السيطرة على مفاصل مؤسسات الدولة.

ودشن قيادة التنظيم الدولي للإخوان عمليات نقل مراكز إدارة وسيطرة وزارتي الداخلية والدفاع وبعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات من مدينة مأرب الآيلة للسقوط إلى مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت.

قالت مصادر مطلعة لـ (اليوم الثامن) إن حسن العيدروس كان لاجئا في دولة قطر بعد فراره إليه خوفا من محاسبته على خلفية تورطه في جرائم فساد وقتل وتواطئ مع مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي.

وكان التحالف العربي قد أصدر بحقه مذكرة اعتقال على خلفية تواطئة مع الحوثيين وتنظيمات القاعدة وداعش، ولكن تنظيم الإخوان ساعده بالفرار إلى دولة قطر، واعادوه إلى حضرموت بعد تعيينه مديرا لأمن الوادي والصحراء.

واستهل حسن العيدروس اعماله يتنفيذ مخططات التنظيم الدولي للإخوان المنتمي له بملاحقة كل المنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام أو المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت، و إقالة المسؤولين وكبار الموظفين المحسوبين أو الموالين للمؤتمر والانتقالي.

اللواء صالح طيمس، الذي يحمل صفة قائد المنطقة العسكرية الأولى، لكن صلاحيات القيادة بيد رئيس الأركان يحيى أبو عوجاء، وهو ما أكدت عليه مصادر عسكرية جنوبية، أفادت لصحيفة اليوم الثامن "ان صلاحيات القيادة العسكرية في المنطقة الوسطى بيد العميد ابوعوجاء، الذي بيده التمويل العسكري والمالي وصاحب السلطة الفعلية في قيادة العمليات العسكرية، وما صلاحيات طيمس الا "شكلية".

وهو ما بينه التسجيل المرئي الموثق لعودة ابوعوجاء الى سيئون، حيث أظهر المستقبلون وجميعهم يمنيون شماليون، الحفاوة الكبيرة بـ"ابوعوجاء"، في حين لم يعر أحدهم اللواء طيمس الذي ظهر وهو يشدد على اليمن واهمية الوحدة اليمنية، ويدلي بحديث خاطف لم يوثق بشكل صحيح، حيث ان الكاميرا فقط سجلت صوته في حين ان العدسة موجهة صوب العميد ابوعوجاء الذي كان يقوم بالسلام على الضباط والجنود الموالين له.

وقال مصدر عسكري جنوبي لصحيفة اليوم الثامن "إن طيمس يمتلك منصبا رفيعا في الجيش اليمني، لكن دون أي صلاحيات، فهو لا يستطيع ان يصرف "مرتبات جنود يتم ايقافها"، وهو ما تكرر أكثر من مرة، لكن ابوعوجاء يصرف مرتبات جنود بعضهم يقاتل في صفوف الحوثيين في أكثر من جبهة، ومع ذلك تصل مرتباتهم شهريا وتصرف عن طريق مندوب يأتي الى قيادة المنطقة العسكرية الأولى في سيئون ويستلم مرتباتهم بدعوى "انهم مفرغون من الخدمة العسكرية".

ابوعوجاء الذي ظهر في التسجيل المرئي وهو يتحدث عن السودان والدراسة هناك، أكد انه ألقى كلمة قوية تشجيعية للسودان بعد ان عاتبوه بدعوى ان هادي ونائبه لم يشيروا الى دور السودان في عملية التحالف العربي وقتالهم في أكثر من جبهة.

وأظهرت التسجيلات المرئية قيام الحاكم العسكري لوادي حضرموت يحيى ابوعوجاء وهو يقوم بتربية "غزلان"، تم اصطيادها من جبال محافظة حضرموت، الأمر الذي اثار سخرية قيادات أمنية في وادي حضرموت زودت اليوم الثامن بالتسجيلات المرئية تلك.

وقبل انتهاء مراسيم الاستقبال لابوعوجاء، تقدم مراسل وكالة سبأ للأنباء بنسختيها في صنعاء والرياض، بسؤال حول طبيعة الدراسة التي تلقاها ابوعوجاء في كلية الأمير العسكرية بالسودان.

وقبل ان يصمت للحظات، ثم يخبر المراسل انه درس "استراتيجيات"، دون ان يضيف أي شيء، فقط أكد انه غادر سيئون في يناير العام الماضي وعاد في يناير الجاري، أي ان مدة الدراسة كانت عاما كاملاً.

لكن مصادر أخرى، نفت ان تكون عودة ابوعوجاء جاءت بعد انتهاء الدراسة، وانما جاءت تلبية لدعوة وجهها له نائب الرئيس علي محسن الأحمر بضرورة العودة الى حضرموت، خاصة بعد التطورات التي شهدتها محافظة شبوة، وتحريرها من ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، عقب شهور من تسليم الأذرع المحلية الموالية للأحمر، بيحان وعسيلان وعين، دون أي مواجهة.

وكانت قوات محور بيحان العسكري التي تدين بالولاء للأحمر قد سلمت القواعد العسكرية للحوثيين، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وانسحبت صوب مدينة عتق مركز المحافظة دون أي مواجهة، الأمر الذي دفع قبائل شبوة الى الانتفاضة والخروج لرفض لسلطة الاخوان.

ودفع الجنوب بقوات العمالقة الجنوبية التي اطلقت عملية "إعصار الجنوب"، وتمكنت خلال تسعة أيام من تحرير عسيلان وعين وبيحان، لتعلن في اليوم العاشر انتهاء كامل العمليات العسكرية بتحرير كامل تراب محافظة شبوة، لتنتقل الى المرحلة الأخيرة من العمليات والمتمثلة في استكمال تحرير مكيراس وباقي مدن الجنوب المحتلة، وابرزها وادي حضرموت الخاضع لسيطرة قوات الأحمر.

واعتبرت مصادر سياسية إعلان التحالف العربي بقيادة السعودية، بان قوات المنطقة العسكرية الأولى، لا تخض للعمليات المشتركة، بانها مثابة رفع غطاء عن قوة عسكرية ضخمة، حيدتها عاصفة الحزم من عملياتها العسكرية التي انطلقت لتفكيك منظومة الجيش اليمني التي سيطر عليها الحوثيون.

وبحسب المصادر فأن تلك القوات في طريقها الى ان تصنف "ميليشيات متمردة"، خاصة وان اتفاقية الرياض التي وقعت عليها حكومة هادي مع المجلس الانتقالي، قد نصت صراحة على الدفع بالقوات الشمالية المرابطة في الجنوب لقتال الحوثيين في تخوم مأرب.

ولا خيار امام القوات الا الخروج من وادي حضرموت وتسليمه لقوات النخبة، والذهاب نحو مأرب لتحرير، دون ذلك قد تكون عرضة لغارات التحالف العربي بقيادة السعودية، ناهيك عن عملية عسكرية مرتقبة قد تخوضها القوات الجنوبية لتحرير وادي حضرموت من قبضة قوات جيش الاحتلال اليمني.

وعلى وقع الحراك الاخواني في سيئون والتشبث الرهيب، دفع تنظيم الاخوان، بوزير الداخلية إبراهيم حيدان، لمواجهة النخبة الشعبية في حضرموت، من خلال استدعاء شخوص محسوبون على التنظيم، بدعوى انهم من قيادات الهبة الشعبية في حضرموت.

وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الداخلية، فأن حيدان وخلال لقائه بوفد لجنة (حرو) أكد على دعم حرية التعبير السلمي عن الرأي، متهماً، الهبة الحضرمية بأنها اعمال فوضى تهدف إلى الاضرار بالمصالح العامة والخاصة للمواطنين.

ووعد حيدان بتجنيد 3000 من أبناء وادي حضرموت بحسب الاحتياج والكثافة السكانية لكل مديرية، مقابل إيقاف الهبة الحضرمية، زاعما ان التجنيد استجابة لمطالب أبناء حضرموت في السيادة على ارضهم.

وأكدت مصادر أمنية جنوبية ان وادي حضرموت يشهد اوسع عملية تجنيد ميليشياوي قدموا من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين الموالين لإيران، وهو أوسع تجنيد للقوات الاخوانية منذ بداية الحرب في العام 2015م.

وقال الموقع الرسمي لوزارة الداخلية -الذي يديره عضو في تنظيم الإخوان يدعى محمد فارع- ان وزير الداخلية اطلع من الوفد على المطالب الحقوقية ومخرجات لقاء حضرموت العام (حرو)".

وكان حيدان قد فر الى وادي حضرموت، حيث اخر المعاقل لإخوان اليمن، ورفض العودة مع الحكومة الى عدن الممارسة مهام عمله من العاصمة، بدعوى ان قراره سيكون بعيدا عن توجهات الإخوان الذين نجحوا في نقل مقر وزارته الى سيئون.