احتمالية نشوب صراع..

لبنان تدعو لوقف ممارسات إسرائيل "العدائية الاستفزازية" بالمنطقة

غانتس يعتبر الخلاف مع لبنان بشأن الغاز مسألة مدنية ستُحل دبلوماسيا

بيروت

نفت إسرائيل اتهام لبنان لها بالتعدي على حقل غاز متنازع عليه في البحر المتوسط وهونت الاثنين من احتمال نشوب صراع بسبب هذا الخلاف، في حين اعلنت الحكومة اللبنانية عن دعوة الوسيط الأميركي آموس هوكستين للحضور الى بيروت.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم الاثنين إن الخلاف مع لبنان بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي البحرية مسألة مدنية ستُحل دبلوماسيا بوساطة أميركية، مضيفا في تصريحات لكتلته البرلمانية نقلها التلفزيون "كل ما يتعلق بالنزاع سيتم حله في إطار المفاوضات بيننا وبين لبنان بوساطة الولايات المتحدة".
وبعد مضي شهور على تعثر محادثات تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن ترسيم الحدود البحرية، حذرت بيروت الأحد من أي أنشطة في المياه المتنازع عليها ردا على وصول سفينة تشغلها شركة إنرجيان ومقرها لندن لإنتاج الغاز لإسرائيل.
وتقول إسرائيل إن الحقل المعني يقع داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها وليس في المياه المتنازع عليها.
وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار لمحطة إذاعة تل أبيب 103 إف.إم "هذه (الرواية اللبنانية) بعيدة تماما عن الواقع". وأضافت أنه لم يكن هناك أي تعد على الإطلاق من جانب إسرائيل.
وكانت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي خاضت عدة حروب مع إسرائيل، قد حذرت إسرائيل في السابق من التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها حتى يحل النزاع وقالت إنها ستتخذ إجراء إذا حدث ذلك.
وقالت الحرار ردا على سؤال عن فرص التصعيد "لسنا عند هذه المرحلة على الإطلاق. حقيقة، هذا هو الانفصال (بين الكلام والواقع) الذي يجعلني أعتقد أنهم لن يتخذوا أي إجراء".
لكنها أضافت "إسرائيل تتخذ استعداداتها وأوصي بألا يحاول أحد مفاجأة إسرائيل".
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في بيان أنه بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون، تقرر دعوة هوكستين "للحضور الى بيروت للبحث في مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة".
كما تقرر، وفق البيان، إجراء "سلسلة اتصالات دبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان، واعتبار أن أي اعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل في المناطق المتنازع عليها، تشكل استفزازاً وعملاً عدوانياً".
وقالت إنرجيان إن وحدة تخزين وتفريغ الإنتاج العائمة وصلت الأحد إلى حقل كاريش الذي يبعد نحو 80 كيلومترا غربي مدينة حيفا في المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية الخالصة. وقالت الشركة إنها تعتزم بدء تشغيلها في الربع الثالث من العام.
ويقول لبنان إن حدوده تقطع البحر بزاوية أوسع جنوبا وتمتد الحدود التي تطالب بها إسرائيل أبعد شمالا مما يخلق مثلثا من المياه المتنازع عليها.
وفي العام الماضي وسع لبنان المساحة التي يطالب بها بنحو 1400 كيلومتر مربع لتتسع بذلك المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل.
واعتبر مسؤولون لبنانيون الأحد أن أي نشاط إسرائيلي في المناطق البحرية المتنازع عليها يشكل "عملاً عدائياً" و"اعتداءً" على ثروة لبنان الطبيعية. بينما قالت إسرائيل إن حقل "كاريش" غير متنازع عليه، وإن "أعمال التنقيب فيه انتهت منذ أشهر"، ووصول السفينة هو تمهيد لبدء عمليات استخراج الغاز.
وبدأت الولايات المتحدة التي الوساطة غير المباشرة بين الجانبين في عام 2000 لتسوية خلاف يعطل التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط منذ فترة طويلة.
وتوقفت المفاوضات الاخيرة التي انطلقت بين الطرفين العام 2020 بوساطة أميركية في أيار/مايو من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
واعتبرت الخبيرة في شؤون النفط والغاز في لبنان والمنطقة لوري هايتيان أنه "اذا كان المسؤولون اللبنانيون يعتقدون أن دعوة هوكستين الى بيروت ستوقف العمل في كاريش فهذه ليست إلا مضيعة للوقت".
وشددت على أن ما يوقف العمل في كاريش ويحرّك طاولة المفاوضات هو صدور موقف رسمي لبناني عبر توقيع رئيس الجمهورية لمرسوم يقضي بتعديل الحدود البحرية بما يضمن المساحة الإضافية التي يطالب بها لبنان.
ولم يعلّق حزب الله بعد مباشرة على وصول السفينة، لكن الأمين العام للحزب حسن نصرالله أكد في كلمة في التاسع من أيار/مايو أن حزبه قادر على منع اسرائيل من التنقيب واستخراج النفط من المنطقة المتنازع عليها.
وقال إنه "لن تجرؤ شركة في العالم أن تأتي الى كاريش او إلى أي مكان في المنطقة المتنازع عليها إذا أصدر حزب الله تهديداً واضحاً جدياً في هذه المسألة".