تقارير وتحليلات

صحيفة البيان الإماراتية:

التحالف العربي أنقذ اليمن من غرور زعيم الحوثيين

زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي

البيان (أبوظبي)

«الشمال حقنا، والجنوب سنُقاتل فيه إلى آخر رجل»، بهذا التعالي والغرور والاستهتار، خاطب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بنعمر قبل اجتياح الميليشيات للعاصمة صنعاء بأسبوع أي في منتصف شهر سبتمبر 2014.

 

وبحسب سفير اليمن لدى واشنطن وأمين عام الحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك، إن كلام عبدالملك الحوثي كان موجهاً للمبعوث الدولي السابق جمال بنعمر أثناء زيارتهما له إلى محافظة صعدة، معقل الحوثيين، لإقناعه بضرورة التوقيع على مخرجات الحوار الوطني.

 

غرور وتعالٍ

بن مبارك وفي آخر حديث له أثناء مشاركته احتفالات أبناء اليمن في أميركا بذكرى الاستقلال، قال إن عبدالملك الحوثي بدا عليه الغرور والتعالي، وقال إن الحوثي اتفق مع علي عبدالله صالح على رفض الدولة الاتحادية بشكل كامل ونهائي.

 

وأضاف أنه عندما قال له بنعمر، وهل تتوقع أن تعز واب والحديدة سترضى بحكم مركزي من صنعاء؟ أجابه عبدالملك الحوثي «الشمال حقنا» ماسكاً قبضة يده، قال له بنعمر والجنوب؟ أجابه عبدالملك الحوثي: «الجنوب سنقاتل فيه إلى آخر رجل».

ما قاله زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي للمبعوث الدولي السابق، حولته الميليشيات وبدعم من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إلى واقع، بهدف نسف مخرجات الحوار، وفرض ذلك على اليمنيين بقوة السلاح، وهو ما حدث فعلاً باجتياح المحافظات الشمالية تباعاً ومن ثم محافظات الجنوب.

 

ثمار التحالف

كان للتحالف العربي التي تقوده المملكة العربية السعودية، دور مهم ومحوري في كسر غرور ميليشيات الحوثي، ومن يقف خلفها، سواء إيران التي تدعمها عسكرياً وسياسياً، أو قوات الرئيس المخلوع صالح، حيث كان لعاصفة الحزم التي انطلقت نهاية شهر مارس 2015 ثم «إعادة الأمل» دور كبير في إنهاء حلم الحوثيين ومن خلفهم إيران بالسيطرة على اليمن شمالاً وجنوباً.

 

وتمكنت «عاصفة الحزم» وخلال أشهر محدودة من طرد الميليشيات من كامل المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى تحرير محافظتي مأرب والجوف، أجزاء واسعة من محافظتي تعز وصعدة.

 

كما ساهمت في إيجاد جيش وطني بات اليوم ينتشر في المحافظات المحررة، بعيداً عن قبضة الحوثيين والرئيس المخلوع صالح. وتراجع الحوثيون ومعهم قوات الرئيس المخلوع صالح، إلى معاقلهم الرئيسية في صعدة وصنعاء، بعد أن كانوا مسيطرين على كامل اليمن.

 

إنقاذ اليمن

مراقبون يمنيون اعتبروا تدخل دول التحالف إنقاذاً فعلياً لليمن، بعد ما وصل الغرور بالميليشيات إلى اجتياح كامل اليمن وفرض أمر واقع بقوة السلاح، تحقيقاً لأهداف خارجية ترتبط بشكل مباشر بإيران، وقالوا إن تدخل التحالف السريع ساهم في إحياء المقاومة الشعبية واستنهاض همم الناس لرفض سياسة أمر الواقع الذي حاول الحوثيون فرضها، وما كلام زعيم الحوثيين للمبعوث الدولي السابق، إلا خير شاهد على صواب تدخل التحالف، لرفض المغامرة الحوثية.

 

صدام المغروريْن

يشوب التحالف بين المخلوع صالح وزعيم الحوثيين توترات خفية بالكادر تظهر للعلن، وهي في الواقع ليست خلافات سياسية بقدر تعبر عن تصادم مغرورين لا يقبل أحدهما بتفوق الآخر. ويرى مراقبون أن هذا التوتر الذي انعكس على شكل اشتباكات عديدة بين أتباع الطرفين مرشح للتطور وقد يفضي مع أي حل سياسي إلى صدام عميق قد يكون دامياً بين «الحليفين».


الإعدامات في إيران: انتهاك حقوق الإنسان في يوم القضاء على العنف ضد المرأة


الإصلاح الإداري والتنمية في سلطنة لحج: نموذج السلطان علي عبد الكريم العبدلي


تصعيد غير مسبوق في لبنان قبيل إعلان محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله


محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تعزز قوة الاقتصاد السعودي وتفتح آفاقاً جديدة للنمو