بحوث ودراسات

فرصة للخلاص..

تحليل: عبدربه منصور هادي.. رئيس اليمن من السعودية بإدارة قطرية

الربيع العربي في الدوحة.. ان تطلب الأم من الأب ان يهدي الحكم لنجلهما المراهق

 هبطت طائرة الرئيس عبدربه منصور هادي في الـ23 من يوليو  (تموز) 2013م، في مطار العاصمة القطرية الدوحة؛ في أول زيارة يقوم بها الرئيس اليمني الأول منذ أكثر من ثلاثة عقود، والتي جاءت به إلى الحكم المبادرة الخليجية التي قدمتها الدول المجاورة كحل للأزمة اليمنية جراء الثورة التي سعت للإطاحة بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح من الحكم.

في مطار الدوحة الدولي ثم في القصر الأميري كان تميم- الأمير الجديد الذي اتى اثر ربيع داخل الأسرة الحاكمة سلم فيها الوالد حمد آل ثاني الحكم لنجله المراهق- يستقبل رئيسا عربيا ربيعيا.

وصل هادي واقترب ببطء من تميم وسلم عليه بابتسامة عريضة مهنئه على وصوله إلى سدة الحكم كأمير جديد يشبه كثيرا هادي، وان اختلفت الطرق التي وصل فيها الستيني هادي والثلاثيني تميم الى الحكم في بلدين يختلفان كليا في نظام الحكم، فبلد هادي كانت شبه جمهورية يحكمها الإماميون وباتت جمهورية مع وصول أول رئيس من الجنوب الى سدة الحكم، فيما تميم كان هدية الربيع في قطر الذي ليس مثل الربيع الذي دعمته الدوحة في بعض البلدان العربية، فالربيع هناك "ان تتدخل الأم (موزة) لدى الأب (حمد) ليسلم السلطة إلى الولد المراهق تميم".

في الـ25 من يونيو  (حزيران) 2013م، سلم حمد السلطة لنجله الأمير المراهق تميم، ربما اراد ذلك تعبيرا عن تماشيهما مع الربيع العربي الذي دعمته قطر بقوة بهدف تغيير الأنظمة وزعزعة استقرار العديد من البلدان ابرزها سوريا وليبيا ومصر واليمن، وهي الدول التي لا تزال الى الساعة تئن من وطأة ربيع قطر الدموي.

كان هادي فرحا بوصوله الى سدة الحكم كرئيس لليمن، فهو لم يكن يحلم ان يجلس على الكرسي ذاته الذي كان يجلس عليه صالح في القصر الجمهوري بصنعاء، وظل هادي طوال ربع قرن نائبا له يصفه الساخطون من نظام صنعاء بـ(المركوز)، فحين سلم صالح له العلم اليمني كانت ملامح الرئيس اليمني الجديد والقادم من الجنوب، تعبر عن سعادته الكبيرة، فالرجل لم يحلم قط بالوصول الى سدة الحكم.

قاطع الجنوبيون انتخاب ابن جلدتهم هادي رئيسا لليمن، لانهم يرون ذلك شرعنة للاحتلال العسكري لبلادهم، لكن الرفض الشعبي ساهم في تقوية هادي شمالا، حيث اعد الشماليون الرفض الجنوبي لانتخاب هادي هو تأكيد على رفضهم للوحدة اليمنية حتى وان كان الرئيس جنوبياً، وهو ما دفعهم إلى التمسك بالمشرعن الأخير.

هادي الذي ظل مدينا لصالح بتسليمه السلطة، رفض في أول لقاء يجمعه بصالح ان يجلس على كرسي الرئاسة، دخلا الى القصر، اشار هادي على صالح ان يجلس على الكرسي الذي تعود ان يجلس عليه طوال ثلاثة عقود، لكن صالح رفض وألح على هادي ان يجلس، فقد أصبح هو الرئيس.

وكرد للجميل، قال هادي في خطاب متلفز واصفا وصوله إلى حكم اليمن بـ(الوضع) تعبيرا عن عدم رضاه عن ذلك "أنا لا ارغب أن أكون في هذا الوضع اليوم الذي أنا فيه. فاذا كنت بالأمس في هذا الكرسي الذي أنا جالس عليه ارفض إن امسك بدلا عن علي عبدالله صالح لكن القدر واصرار الرئيس على هذا وضعني في هذا الوضع وإنا لا استطيع أن أغطي خبرة وشعبية علي عبدالله صالح في هذا الكرسي، ولا اكذب على نفسي وأنا كنت اعمل طوال ستة عشر عاما مع فخامة الأخ الرئيس ولكن كنت عاملا مساعدا معه، لكن لا استطيع أن اكتسب خبرته وشعبيته وذكاءه في التعامل مع كل شرائح المجتمع في اليمن".

 وأردف "انا لا استطيع العمل في هذا الوضع الا بدعم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام ولا أحب أن أضع نفسي في هذا الوضع ولكن بتكليف فخامة الأخ الرئيس وبتكليف المؤتمر الشعبي العام سأعمل بكل قواي لخروج اليمن من هذه الازمة".

حاول صالح إن يجعل من هادي رئيسا صوريا فيما هو سيقوم بدور الرئيس الفعلي لليمن، ولكن من صفة رئيس سابق ومخلوع في أن واحد، لكن الرئاسة التي اتت الى هادي دون أن يحلم بها، تشبث هادي الرئيس المنتخب توافقيا في الشمال والمرفوض في الجنوب "بالسلطة واراد ان يحكم اليمن أطول فترة ممكنة، فحاول من خلال مؤتمر الحوار اليمني ان يستميل الحراك الجنوبي الى صفه واستطاع بالأموال ان يصنع حراكا جنوبيا خاصا به يمثله اشخاص ليس لهم اي صفة قيادية في الحراك الجنوبي.

وحين اقترب موعد انعقاد مؤتمر الحوار اليمني الذي دعا له هادي لبناء يمن جديد تحت سقف الوحدة اليمنية، استطاع هادي وبعض الساسة الشماليين من بينهم عبدالكريم الارياني (ثعلب السياسة اليمنية) ان يقنعوا القيادي الجنوبي البارز محمد علي احمد الذي شارك في مؤتمر الحوار مع رجل الاعمال الجنوبي الراحل احمد فريد الصريمة، الا انهما انسحبا لاحقا عقب انقلاب هادي والقوى اليمنية الشمالية على ما تم الاتفاق عليه وهي الفدرالية من اقليمين بحدود دولتي العام 1990م، يعقب ذلك استفتاء، الا ان الارياني قال في تصريح شهير له "افضل الانفصال المعجل على الانفصال المؤجل"، اي انه يدعم استقلال الجنوب بسرعة لا ان يذهب الجنوب ببطء نحو الاستقلال.

انتهى مؤتمر الحوار اليمني بعد ان استمر نحو  عام قضاه المتحاورون في فندق الموفنبيك بصنعاء، لكن ذلك لم ينتج اي حل لأي قضية وابرزها قضية الجنوب، التي انسحب فريقها بقيادة محمد علي احمد، الا ان هادي استطاع ان يوجد فريقا بديلا للحراك الجنوبي بقيادة ياسين مكاوي، ويذهب هادي نحو اقرار مخرجات مؤتمر الحوار التي طبخت على نار هادئة قبل ان يخرج هادي يقول "لقد اتفقنا على دولة اتحادية من ستة أقاليم"، جدد الجنوبيون رفضهم لها باعتبار الموافقة عليها يعني نسف قضية اسمها (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).

سمح هادي ومعه حزب المؤتمر الشعبي العام وتجمع الإصلاح اليمني (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الدولي)، جماعة الحوثي بالمشاركة في مؤتمر الحوار على الرغم من عدم امتلاكهم اي صفة سياسية، غير أنهم متمردون قتلوا أكثر من 100 الف من الجيش اليمني بينهم قادة ألوية أغلبهم جنوبيون.

فالحوار لم ينتج اي حل، غير انه اوجد شرعية لقضية جماعة متمردة في اقصى الشمال كانت تحلم بالسيطرة على كل اليمن.

شعر صالح ان هادي بدأ عملية تمرد عليه، الأمر الذي دفعه الى التخلص منه عقب هجوم إرهابي يقول موالون لهادي ان صالح حاول اغتيال الرئيس اليمني الجديد في مستشفى العرضي بصنعاء يوم الـ5 من ديسمبر (كانون الأول) 2013م.

بعد فشل صالح في اغتيال هادي الذي كان مقررا له يوم الهجوم ان يزور قريبه في المستشفى والذي لقي حتفه في الهجوم، قالت عنه وزارة الدفاع اليمنية انه نفذ من قبل مسلحين أغلبهم سعوديون.

ذهب صالح للتحالف مع الحوثيين الذين كانوا قد وافقوا على مخرجات الحوار، ثم بعد تحالف صالح معهم رفضوا المخرجات، وذهبوا لمناقشة شن حرب عدوانية هي الثانية على الجنوب، قبل ان يتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لوقف تمددهم صوب الجنوب صاحب الموقع الاستراتيجي الهام.

دشن الحوثيون وصالح انقلابا على هادي في صنعاء، وكانوا يستطيعون قتله والتخلص منه الا انهم ارادوا ان يبقوا عليه، لغرض في أنفسهم، ربما، او ان ايران طلبت عدم التخلص منه، في محاولة لاستمالته بسلطة أمر الواقع التي كان الحوثيون قد فرضوها في صنعاء في الـ21 من سبتمبر (ايلول) 2014م.

 وجد هادي نفسه محاصرا في منزله بشارع التسعين، في يناير (كانون الثاني) 20154م، الأمر الذي دفعه الى تقديم استقالته قبل ان يتمكن في أواخر فبراير (شباط) من العام 2015م، من الفرار صوب عاصمة الجنوب عدن، في طريقة لا تزال غامضة الى اليوم.. هل نجح في الافلات ام هم الحوثيون سمحوا له بالفرار صوب الجنوب لكي يكون مبررا لهم لاجتياح الجنوب واحتلاله والسيطرة على باب المندب وتهديد الملاحة الدولية.. تفاصيل خروج هادي من صنعاء لا تزال غامضة.. ما الذي حصل؟ لا أحد يعرف ربما قد يكشف هادي ذلك في مذكراته.

وجد الحوثيون وصالح الفرصة مواتية للهجوم على عدن بدعوى ملاحقة هادي، لكن الهدف الرئيس لهم هو اعادة احتلال الجنوب وباب المندب وتهديد الملاحة الدولية، والبدء في الخطة الثانية والتي تهدف من خلالها إيران إلى بسط نفوذها على الخليج العربي وإقامة دولة فارس.

لكن الهجوم الشمالي على عدن عده الجنوبيون عدوانا آخر على بلادهم، الأمر الذي دفعهم الى مقاومته باعتبار ما يجري هي حرب شمالية جنوبية على غرار الحرب التي خسرها الجنوب ابان الاجتياح الأول في يوليو  (تموز) 1994م، وعلى وقع الهجوم العسكري الشمالي هرب هادي مرة أخرى من عدن صوب عمان ومنها إلى السعودية، فيما قاوم الجنوبيون الغزو الجديد، وتمكنوا من الصمود بأسلحة بسيطة، قبل ان يتدخل التحالف العربي لضرب الحوثيين وقوات صالح في اواخر مارس (اذار) 2015م، بعاصفة الحزم التي يقول هادي انه علم بها وهو على حدود سلطنة عمان.

وبعد نحو شهر من المقاومة الجنوبية، ظهرت الى العلن مقاومة ولكن خجولة في بعض المدن اليمنية الشمالية، لا تزال الى اليوم على نفس الوتيرة بالدليل انها لم تحقق اي عملية تحرير في مدن شمال اليمن باستثناء ما حققته القوات الجنوبية في الساحل الغربي لليمن وتحرير قاعدة خالد اكبر القواعد العسكرية التي استولى عليها الانقلابيون.

كان الجنوبيون الاكثر وفاءً للتحالف العربي والحكومة الشرعية، لكن عقب تحرير الجنوب سرعان ما تنصل هادي عنهم بل يقول جنوبيون انه سعى الى تمكين أحزاب معادية لبلادهم.

أحد الصحافيين الأجانب سأل هادي خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس اليمني عن الحراك الجنوبي ومطالب الاستقلال، فأنكر هادي ذلك، قائلا "في الجنوب هناك حراكان (حراك سلمي) وآخر مسلح مدعوم من (إيران)، دون ان يتحدث عن الهجمات التي نفذها الحراك المسلح الموالي لإيران حسب زعمه، فالحراك الجنوبي، يقول جنوبيون إنه كان له الدور الأبرز في دفع الجنوبيين للقتال دفاعا عن بلادهم، لأنه أوجد قضية سياسية، خلال الـ8 سنوات الماضية، كانت كفيلة بحض الناس على  القتال دفاعا عن بلادهم للتصدي للغزو الشمالي الجديد.

نفى هادي وجود اي دعوات لاستقلال الجنوب.. مستدلا "انا رئيس اليمن من الجنوب ورئيس الحكومة الجديد ايضا من الجنوب".

قتل وجرح العشرات من الجنوبيين خلال رفض انتخاب هادي رئيسا لليمن، فيما قتل وجرح عشرات الآلاف منذ وصوله إلى سدة الحكم، فأبين المحافظة التي ينتمي اليها هادي أصبحت خارج نطاق الحكم منذ العام 2012م، فحتى تجربة اللجان الشعبية التي أسستها القبائل في بلدة لودر (حاضرة السلطنة العوذلية سابقا)، عمل هادي وعن طريق قوى شمالية إلى وأدها، وهي التجربة التي حلت محل الأجهزة الأمنية بل أنها استطاعت هزيمة قوات الأمن الخاصة الموالية للحوثيين في عدن.

في حي خور مكسر وسط العاصمة عدن تنتصب لوحة عملاقة عليها صورة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي توجه له العديد من الانتقادات حول تجاهله لمعاناة الناس في الجنوب، ناهيك عن غياب اي دعم للرجل حول قضية الجنوب، بل ذهب البعض إلى معارضته لتبنيه مشروع الاقاليم الستة ، وهناك مناصرون للرجل في المدينة، لكن ليس بالمستوى المطلوب.

يقول المعارضون للرجل إنه بات قريبا من جماعة الإخوان المسلمين التي تعد احد ابرز الاطراف التي شنت حربا على بلادهم، والمدعومة من دولة قطر المتمردة على جيرانها.

ويرى آخرون ان تحالف هادي مع هذه الجماعة قد يهدد مستقبل قضية الجنوب، فالإخوان وفقا للعديد من السياسيين الجنوبيين يسعون تحت لواء الشرعية للعودة الى الجنوب، لكن تحالف الجماعة الأخير مع الحوثيين من الممكن ان يعيد ترتيب الاوراق، خاصة في ظل مؤشرات عن توجه جديد لدول التحالف العربي في محاربة الحوثيين.

لقد طالت الحرب وطالت معها معاناة الناس وخاصة في الجنوب الذي يعاني من حصار مطبق تشترك فيه الكثير من الاطراف سواء تلك التي يقاتل اليمنيون والجنوبيون مليشياتها او تلك التي كانت تقف في صف الشرعية قبل ان تبدأ اليوم مرحلة جديدة من التحالفات، فالحرب التي لم تنته بعد، ولكن التحالفات الجديدة ربما تعجل بنهاية الحرب، وهو ما يعني نهاية شرعية الرئيس هادي، الذي بات يفقد الكثير من المناصرين من القوى المناهضة للإخوان والحوثيين.

كان كثيرون يعتقدون أن الفرصة باتت مواتية للرئيس هادي لعقد تحالفات قوية مع الجنوبيين، وخاصة مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي بات يشكل قوة جماهيرية وسياسية في الجنوب، إلا ان الرجل ذهب الى معاداة المجلس الانتقالي وهو ما جعل شعبية الرئيس تنحسر جنوبا، فيما بات شمالا محط سخرية، ويتحمل الفشل العسكري في مواجهة الحوثيين.

فالمجلس الانتقالي الذي اعلن دعمه للرئيس هادي تعرض لحملة اعلامية من قبل جماعة الاصلاح، الأمر الذي خلق حالة من العداء بين المجلس ومناصري الرئيس هادي في الجنوب، لكن الرجل فرط في فرصة تبدو مواتية للتحالف مع المجلس الانتقالي، خاصة في ظل التقارب بين حلفائه الإخوان والانقلابيين في صنعاء والذي جاء برعاية قطرية إيرانية، الا ان هادي لم يستثمر تلك الفرصة.

 ويرى البعض ان هادي اصبح محاطا من جماعة الإخوان الذين منعوا عنه الانفتاح على مختلف القوى اليمنية، حتى ان البعض اتهم الرئيس بانه اصبح ينفذ توجهات الإخوان الموالين لقطر.

 وعلى الرغم من الأزمة التي استفحلت بين قطر وجيرانها، الا ان هادي فظل لعب دور المحايد في هذه الأزمة، فوسائل اعلامه التي يديرها اعلاميون اخوان فظلت الحياد المؤقت.

الدول الرباعية الداعمة لمكافحة الإرهاب، اتهمت قطر بدعم الحوثيين، الا ان هادي ظل على المحافظة على علاقته الوثيقة مع تميم بن حمد.

استطاع الإخوان ان يمارسوا نشاطا مناهضا للسعودية من داخل أراضيها، او انها غضت الطرف عنهم.

فمحمد جميح المحرر في صحيفة (القدس العربي) القطرية، الذي سبق له واتهم هادي بتسليم صنعاء للحوثيين ومحاولة اغتيال علي محسن الأحمر، تمكن في مناسبتين ان يجري مقابلة مع الرئيس عبدربه منصور هادي، وكانت الأخيرة قد اثارت جدلا واسعا.

وتساءل الكثير من الصحافيين والسياسيين والمتابعين للشأن اليمني، كيف تصل صحيفة دولة محظورة الى داخل الرياض لتجري مقابلة مع الرئيس هادي، وهو ما فسر بأن مكتب هادي على علاقة وثيقة بالنظام القطري، لكن النظام السعودي غض الطرف عما يمارسه اليمنيون الموالون لقطر في اراضيها، ربما لأنها تعتبرهم ضيوفا.

فمحمد جميح، الذي يصف نفسه بأنه صديق الرئيس هادي، سبق أن شن عليه هجوما حادا ووجه له اتهامات خطيرة، على الرغم من ان هادي يعتبر جميح من المقربين منه، بل ان جميح شارك في مؤتمر الحوار اليمني على قائمة الرئيس هادي.

يكتب جميح في صحيفة (القدس العربي) التي يعمل محررا فيها "كيف بعت صنعاء ايها الرئيس"، نشر في أكتوبر 2014م.

يقول "اختارني هادي على قائمته لمؤتمر الحوار، وذهبت إلى صنعاء، وتمت مسرحية الحوار التي غطت أكبر جريمة كان يعد لها الحوثيون".

واتهم جميح هادي بانه حاول اغتيال الأحمر، ووجه اتهامات لوزير دفاعه السابق اللواء محمد ناصر أحمد الذي قال انه كان يخوض حروبا كاذبة في الجنوب.

يقول جميح عن صديقه الرئيس هادي "هادي باع صنعاء، ثم خرج في اليوم الثاني ليقول للناس إنها لم تسقط".

ويردف ساخرا "الرجل الذي يكثر من قراءة كتب المؤامرات العالمية، والكتب التي تتحدث عن إعادة رسم الخرائط في الشرق الأوسط، يظن نفسه أحد القادة الذين سيعيدون رسم خرائط المنطقة".

يواصل جميح هجومه على هادي قائلا "إنها مدرسة واحدة، مدرسة المكر السيئ الذي لا يحيق إلا بأهله، مدرسة هادي الذي وجه وزير الداخلية بإطلاق الرصاص على أقدام المتظاهرين، ثم أبلغ الحوثيين، بأنه لا يرغب في التصعيد، وأن الحل سيكون سياسياً، لكي يورط وزير داخليته فيما بعد".

وقال جميح في مقالته بصحيفة (القدس العربي) القطرية "اعتذر للناس الذين ربما أسهمت بكتاباتي ولقاءاتي المتلفزة في خداعهم عن حقيقة أمرك".

ثم يقول بلغة تهكمية "لو رشحت نفسك مرة أخرى أتحدى أن تفوز حتى بأصوات الذين قدمت لهم صنعاء على طبق من ألم وعار، لن ينتخبك الجنوبيون لأنهــــم يرونك صورة صالح، ولن ينتخبك الشماليون، لأنك بعت العاصـــمة، ولن ينتخبك الحوثيون لأنهم يحتقرونك، ولن ينتخـــبك الإخوان لأنهم ذاقوا منك ما لم يخطر لهم على بال".

وأضاف ساخرا "أما صالح فقد كان أدرى الرجال بك حين جعلك يوما ما نائباً له، ومن عادة نائب الرئيس في بلداننا أن يكون بمواصفاتك أيها الرئيس".

 وأختتم "سيحاكمك الزمان يا هادي، والويل لك من حكم التاريخ، الذي كان يمكن أن تكون فيه رقماً صعباً لولا أنك رضيت أن يجعلك الحوثيون صفراً على الشـــمال الويل لك".

حافظ هادي على علاقته بالدوحة، على الرغم من حالة العداء التي زرعها الموالون له تجاه بعض دول التحالف العربي (السعودية والإمارات)، لكن هادي الذي يقيم في الرياض، لم تظهر حكومته اي موقف رسمي تجاه نظام قطر بل أن الكثير من المسؤولين في حكومته، دأبوا على مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة وأبرزهم مختار الرحبي السكرتير الصحفي في الرئاسة اليمنية.

وسائل إعلام الشرعية التي تبث من الرياض (اليمن، وعدن، ووكالة سبأ) وقناة الشرعية التي تمول من اللجنة الخاصة السعودية وبإدارة من اعلاميي جماعة الإخوان  الموالين للجنرال علي محسن الأحمر باتت تركز جهدها ضد ما يعتمل في الجنوب وخاصة جهود التحالف العربي في محاربة الإرهاب.

فوكالة سبأ التي تخضع لاشراف مكتب الرئيس هادي المقرب من أمير قطر سبق لها واعلنت تضامن الحكومة اليمنية مع الدوحة ضد السعودية التي تعمل الوكالة بأموالها، وهو ما اثار حالة من الجدل والسخرية من الحكومة الشرعية.

هادي رئيس اليمن من السعودية، بات إدارته اليوم تعمل ضد التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وهو ما جعل السعودية تعبر عن عدم رضاها تجاه ما يحصل الا انها فضلت الصمت وارسال رسائل مبطنة للرئيس هادي بأنها سوف تقبل بأي تسوية سياسية قد تضمن حماية حدودها، فهي ليس مستعدة لتمويل قوات عسكرية تخضع لقوى سياسية موالية للدوحة المتمردة.

الحل يبقى بيد الرئيس هادي، فإذا استطاع ان يتخلص من الإدارة الإخوانية القطرية، فأن نجاحات عسكرية وسياسية يمكن لشرعيته ان تحققها في اليمن، وهو ما يعني تحقيق انتصار كبيرة واستعادة الشرعية التي اغتصبها الموالون لإيران.

معركة في الدوري الإنجليزي: غوارديولا أمام اختبار البقاء وتوتنهام لرد الاعتبار


دراسة أمريكية تسلط الضوء على العلاقة بين الأمراض النسائية والموت المبكر


هل يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى تغيير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل؟


بعد أبراهيم رئيسي: كيف ستؤثر صحة خامنئي على المشهد السياسي الإيراني؟