تحليلات
نتائج ومسببات تصريحات حكومية..
تحليل: الرئيس اليمني هادي وخفايا مزاعم الاقامة الجبرية
احتفلت قناة الجزيرة بما قالت أنه إعلان رسمي لوزير الدولة في حكومة الشرعية اليمنية / صلاح الصيادي أنالرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية في السعودية مثل رئيس وزراء لبنان الحريري قبل إخراجه من المملكة.
واستشهدت القناة الإخوانية التي تملكها الحكومة القطرية بمنشور للصيادي على موقع "فيسبوك"قال فيه: "كل اليمنيين مطالبون بالخروج والتظاهر والاعتصام، من أجل عودة الرئيس هادي إلى اليمن ".
وتابع الوزير: " لبنان استعادت رئيسها ببضعة أيام .. ونحن أهل الحكمة والإيمان تائهون ثلاث سنوات، إذا ضغطنا بعودة الرئيس هادي أضمن لكم شر هزيمة للمليشيات الإيرانية في اليمن، وإلا فانتظروا أسوأ الخيارات" .
ويأت يذلك رغم الدعم المشهود الذي تقدمه المملكة السعودية لليمن ، لكن أعضاء في حكومة الشرعية يتنكرون لمواقف المملكة والتحالف العربي الذي تقوده حيث سبق أن تهجم بعضهم أيضًا على الإمارات العضو البارز في هذا التحالف.
كما تأتي تصريحات الوزير تماشيا مع حملة تقودها جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) ضد المملكة وتتهمها باحتجاز هادي وتتصدر تلك الحملة مجموعة نشطاء وسياسيين إخوان مقيمين في تركيا وقطر أبرزهم توكل كرمان رئيسة قطاع المرأة في الإصلاح ، وخالد الآنسي اللذان نشرا من قبل أن الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية.
وتدورجماعة الإخوان المسلمين وممثلها حزب الإصلاح في فلك حلف (قطر- تركيا – إيران) رغم أنقسماً من قيادات الحزب تقيم في المملكة وتدعي عدم انتماء الحزب (للإخوان) رغم التأكيدات الرسمية اليمنية أنه كذلك وآخرها تأكيد رئيس الحكومة بن دغر الذي قال لصحيفة مصرية أن الإخوان المسلمين ممثلين بحزب الإصلاح.
الصيادي ليس الأول .. جذور الحملة ..
ما تحدث به وزير الدولة الشرعي ليس الأول في مشهد يمني سياسي تتقاسمه التجاذبات ولم تعد أطراف الحرب فيه طرفين نقيين (حوثي – شرعي ) بل أصبحت فيه قوى شرعية توالي حلفاء الحوثي وقوى كانت انقلابية توالي التحالف ، والحديث هنا عن اقتراب قوى (الإخوان المسلمين) حزب الإصلاح بدافع قطري من إيران وحليفها الحوثي واقتراب خلفاء (صالح) بدافع التطورات ومقتله من التحالف العربي.
فجماعة الإخوان المسلمين رغم كونها في الشرعية إلا أنها "انقسمت" شكلياً وظاهرياً وأصبح جزءاً منها يؤيد علنيا قطر وتركيا ويتهم التحالف العربي "باحتلال اليمن"لاسيما جناح إخوان تركيا وعلى رأسهم توكل كرمان وخالد الآنسي رغم محاولة الإخوان المقيمين في المملكة إصلاح الأمر بخطوات ضد كرمان.
وظهرذلك الانقسام علنيا بعد الأزمة الخليجية وطرد قطر من التحالف العربي واتهامها برعاية الإرهاب ، ففي يونيو 2017 أعلنت القيادية في حزب التجمع اليمني للإصلاح "توكل كرمان" رفضها لبيان الحكومة الشرعية المؤيد للعقوبات الدبلوماسية التي فرضتها عدد من دول الخليج على قطر الداعمة للإرهاب. وقالت كرمان أن "هذا القرار لا يمثلنا بعد وقوع الحكومة تحت الوصاية" - حسب وصفها.
وكانت عدد من دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية قد أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية معها، بالإضافة إلى جملة أخرى من العقوبات، وذلك على خلفية دعم الأخيرة لجماعات إسلامية متشددة منها"الإخوان" والقاعدة وداعش، بحسب ما جاء في بيان الخارجية السعودية.
ولم يقتصر الهجوم الإخواني الموالي لقطر على توكل كرمان ، ولم يكن الخلاف معها فقط ، فقد تمثل هذا الخلاف بمهاجمة القيادي الإخواني شوقي القاضي، دول التحالف العربي على صفحته في فيسبوك، حيث شبه قرار مقاطعة قطر بـ"حصار قريش للمستضعفين في شِعب بني هاشم".
على الرغم من إصدار حزب “الإصلاح” اليمني الجناح السياسي لجماعة الإخوان في اليمن، بيانًا يؤيد فيه قرارات الدول الخليجية والعربية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، إلا أن قيادات وناشطين من الحزب يبدون تعاطفاً وتضامناً كاملاً مع الدوحة وينددون بتلك القرارات.
"كرمان" .. البداية ضمن خطة قطرية تركية
ومايدل عن أن حديث الصيادي يأتي ضمن حملة ضد المملكة والتحالف العربي تقودها وتمولها قطروتركيا هو أنه جاء بالنص تعبيراً عن ما قالته توكل كرمان قبل نصف عام ،وتحديدا في سبتمبر من العام الماضي عندما قالت :"رئيسنا تحت الإقامة الجبرية ".. ودعت للضغط لإطلاق سراحه - حسب قولها
فقد قالت الناشطة الإخوانية ورئيسة قطاع المرأة بحزب الإصلاح "توكل كرمان" أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هو رهن الإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض.
وفي سلسلة تغريدات لها على حسابها الشخصي على موقع "تويتر" قالت كرمان :" إن الرئيس هادي رهن الإقامة الجبرية في الرياض.. بناءً على معلومات مؤكدة، وليس رجماً بالغيب".
واعتبرت كرمان أن الدليل الوحيد على أن الرئيس هادي ليس رهن الإقامة الجبرية هو "أن يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن الآن عودة نهائية".
وطالبت الناشطة اليمنية التحالف الذي تقوده السعودية بتسليم كافة الجزر والموانئ والمطارات والسواحل التي "يحتلها التحالف" لحكومة هادي.
وتوعدت كرمان التحالف بأنه في حال لم يسلم الجزر والموانئ فإن الشعب اليمني "سيتصدى للتحالف ويناهضه".
وأضافت كرمان أن البنك المركزي اليمني في عدن هو الآخر "مختطف لدى المحتل الإماراتي الغاشم"على حد وصفها، معتبرة أن الرواتب تصرف لمن يرضى عنهم "وتمنع عن من لا يرضى عنه، ما يحدث لتعز نموذجاً" بحسب وصفها.
يذكرأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يتخذ من الرياض مقراً لإقامته منذ هروبه من صنعاء بداية عام 2015، حيث كان قدم استقالته ليعود عنها بعد فراره، ويعتبر أنه الرئيس الشرعي.
وكانت كرمان وجهت العديد من الانتقادات للتحالف العربي في الأيام الفائتة، واصفة إياه بأنه"تحالف لمنع عودة الشرعية"، ومعتبرة أن الإمارات تحتل اليمن.
انقسام شكلي:
وحاول حزب الإصلاح - الذي يعد فرع من جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها السعودية والإمارات منظمة إرهابية - النأي بنفسه عن كرمان وأمر بتجميد عضويتها في صفوفه. وقال الحزب في بيان نشره على موقعه الإلكتروني:"ما صدر عن توكل كرمان لا يمثل الحزب ومواقفه وتوجهاته ويعد خروجاً على مواقف الإصلاح". وأضاف البيان : "وبناءً عليه اتخذت الأمانة العامة قراراً بتجميد عضويتها في التجمع اليمني للإصلاح استناداً إلى نظمه ولوائحه" . وهي خطوة قوبلت بحذر من النخب الخليجية التي ترى في التجميد والخلاف الظاهري مجرد مناورة وخلاف شكلي ، فقد كتب الكاتب السعودي سلمان الدوسري :"كلهم توكل وإن أعلنوا خلاف ذلك".
وظهرجليا تبني قطر وتركيا للخط الذي يقوم بحملة ضد التحالف ودولتي الإمارات والسعودية تحديداً وإفساح قناة الجزيرة وقتا كبيرا لهذا الموضوع ولإظهار الخلاف الإخواني الشكلي حوله.
ومثلما اعتنت الجزيرة بكل التصريحات السابقة لكرمان وغيرها عن احتجاز الرئيس وقصة (الإقامةالجبرية) أفردت حلقة لنقاش ما قاله الصيادي واستضافت فيه وجهين إخوانيين أحدهما يمثل معسكر إخوان قطر تركيا ، والآخر الإخوان المقربين من المملكة وأظهرت الخلاف بينهما.
فقد خصصت حلقة (2018/3/11) من برنامج "ما وراء الخبر" لمناقشة ما أسمته (تحذير وزير الدولة في الحكومة اليمنية الشرعية صلاح الصيادي) مما وصفها بالنتائج السيئة إذا لم يعد الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى اليمن، وأبرزت دعوة الصيادي اليمنيين للتظاهر والاعتصام من أجل عودة رئيسهم، الذي شبه وضعه بوضع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إبان احتجازه في الرياض في نوفمبر/تشرينالثاني الماضي - حد قولها.
وفي البرنامج استضافت الجزيرة الإخواني المقرب من قطر والمقيم بتركيا ( خالد الآنسي) وقدمته ككاتب ومحلل سياسي وهو بدوره نفذ ما عليه وأكد : " أن ما يحدث يكشف أن أجندة الرياض لاتختلف عن أجندة أبو ظبي، وأن هناك سيناريو يجري تنفيذه بتوافق تام بين البلدين يهدف لتمزيق اليمن وإعاقة قيام دولة موحدة وتسليمه لمليشيات متعددة."
ومضى قائلا : "الشرعية عبارة عن ورقة مختطفة تستخدمها السعودية والإمارات كمحلل لممارساتها في اليمن، مثلما استخدم الحوثيون من قبل الشرعية في صنعاء عندما وضعوا هادي تحت الإقامة الجبرية ومارسوا ضغوطا عليه لتمرير ما يريدون".
وحسب الآنسي فإن تصريحات الوزير صلاح الصيادي ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها تصريحات لوزراء آخرين، وهي رسالة للعالم بأن الرئيس اليمني مختطف وحياته مهددة وأن السعودية مسؤولية عن سلامته وعليها أن تسمح له بالعودة إلى اليمن.
وكان الضيف المقابل له الإخواني الأخير الذي يزور السعودية ويقيم فيها طويلا (محمد جميح) وقدمته على أنه في المقابل كاتب وباحث ونفذ بدوره ما طلب منه وقال :"إن هادي وحكومته لم يعودوا لليمن فور تحرير عدن، والمشكلة الآن أنه مع طول المدة أصبح هناك رؤوس في عدن ترى نفسها أكبر من الرئيس نفسه، وبالتالي لا يستطيع الرئيس العودة قبل حدوث توافق سياسي على عودته."
وأوضح أن تصريحات الصيادي لا تكشف جديدا، ولكنها تشير إلى رغبة شعبية ورسمية في عودة الرئيس، والمشكلة لا يتحملها التحالف الذي يرفض عودة هادي، وإنما تشاركه فيها الحكومة الشرعية، لأن الرئيس هادي يلتقي يوميا مسؤولين يمنيين وسفراء عرب وأجانب ولا يصرح لأحد بأنه معتقل أو تحت الإقامة الجبرية.
ووفقاً لجميح فإن الحل يكمن في إصلاح العلاقة بين الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي، مشيراًإلى أن الإمارات تدعم مليشيات انفصالية في ظل تخوفها من سيطرة التجمع اليمني للإصلاح على البلاد، ويمكن للسعودية أن تلعب دور الوسيط بين مختلف الأطراف السياسية اليمنية.
(توكل) دمية قطرية تركية تثير الغضب !
وأثارت تحركات كرمان الغضب ،حيث شن ناشطون يمنيون هجوما عليها واعتبروها أداة قطر العقيمة التي استخدمها "تنظيم الحمدين" في الآونة الأخيرة، لنشر الخراب في محاولة يائسة لزعزعة استقرار المنطقة العربية، لذا قامت بمهاجمة مصر تارة والمملكة العربية السعودية ودول المقاطعة تارة أخرى بهدف خدمة الأجندة القطرية المشبوهة.
ولم تكن هذه المرة الأولى للصدام بين اليمنيين والناشطة الإخوانية فقد أثارت حفيظتهم بتعليقاتها الساخرة عقب مقتل الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، بتغريدتين بالإنجليزية والعربية عبر حسابها بموقع تويتر، قائلة: "نهاية مؤسفة للمخلوع علي صالح، أحاطت به خطيئته وذاق وبال أمره".
وكانت قطر قد جندت "كرمان"، لتنفيذ أجندتها المشبوهة في اليمن، من خلال تحويل الأموال الى المنظمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة لنشر أفكارها التحريضية، وتطاولت على الإمارات وروجت بوضع هادى رهن الإقامة الجبرية، ودافعت عن إرهاب قطر، متمنية خراب دول الخليج واستثنت قطر، كما مولت "كرمان"، مؤسسة الرحمة التابعة للقاعدة في المكلا، لنشر أفكارها المتطرفة، التي تتبناها قطر والقاعدة.
و منجهته، قال الكاتب الكويتي مبارك البغيلي في تغريدة له على تويتر، إن توكل كرمان، الناشطة اليمنية المنتمية للإخوان، تمتلك قناة بلقيس، بتكلفة 22 مليون دولار.
وأغدقت الدوحة الأموال على توكل ، فحسبما أوضحت مواقع يمنية ، أظهرت بيانات حسابها البنكي، في بنك قطر الوطني الذي يحمل رقم 234442220001، أن الحساب حتى نهاية 2015 كان به مبلغ 3570 مليون ريال قطري، و بتتبع بيانات الحساب في بنك قطر وُجِد أن عنوان صندوق بريدها المسجل في البنك برقم :PO.BOX 23123وهو عنوان بريد مشترك تابع للاستخبارات القطرية، وتقوم "كرمان"، بتحويل الأموال من قطرإلى عدة دول عبر بنك قطر بحكم حملها للجنسية القطرية برقم"27988600428".
وفي السياق ذاته، أوضح موقع "عربي "، أن هناك متابعات من أجهزة غسيل الأموال،وتبين أنها استخدمت عددًا من الجمعيات الخيرية، لغسيل الأموال الخاصة بمنتسبين لتنظيم القاعدة يرتبطون بتجارة المخدرات مع أفغانستان، وبتتبع معاملات الحساب تكشفت تحويلات لحسابات يمنية تابعة لمنظمات إخوانية متورطة في دعم وتمويل أنشطة القاعدة مثل مؤسسة"رحمة" الخيرية وكذلك مؤسسة "توكل كرمان" الخيرية عبر شركة للصرافة فرضت عليها عقوبات دولية لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب وتنظيم القاعدة في اليمن.
وحسبما أوضح محمد علاو المسؤول في حزب المؤتمر الشعبى باليمن، لصحيفة "الوطن" السعودية: " إن قطر قامت بعمليات فساد مالي لضمان استقرار اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام، على منح الجائزة للإخوانية توكل كرمان، و سهلت حصولها ، على الجائزة من خلال الرشاوى المالية، حيث تستغل الإخوانية حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2011 للتنقل في عدد من دول العالم لجمع الأموال وتحويلها من وإلى الجماعات الإرهابية في اليمن ودول أخرى برعاية قطر" .
وفي إعلان صريح عن "معسكرها " دعت في أكتوبر من العام الماضي رئيسة قطاع المرأة بحزب الإصلاح (توكل كرمان) حزبها للتحالف مع "تركيا وإيران" بالإشارة إليهما ضمنياً أنهما (الأقوى والأكبر إقليميا من السعودية والإمارات والأكثر احتراما لشركائهما).
كما تعهدت كرمان بأن الحوثيين "سيجتاحون السعودية خلال أيام" إذا انسحب حزبها من معارك الحد الجنوبي ، وقالت أن ذلك وعداً منها وصفته بـ(وعداً مفعولاً ).
وأضافت قائلة :" على الإصلاح أن يسحب مقاتليه من ميدي ، معارك الحد الجنوبي لا تعنيه،أيام فقط وميليشيا الحوثي يجوسوا خلال الديار بعيداً وراء الحدود، وكان وعداً مفعولاً! " .