تحليلات
استعراض دعائي لن يلقى استجابة
اليمن: الحوثي يجند النساء على الطريقة الإيرانية
نفذت ميليشيات الحوثي والمخلوع الإجرامية خلال الفترة الماضية استعراضاً عسكرياً نسوياً، وظهرت النساء يحملن الكلاشينكوف، والقاذفات، والرشاشات، وكن دون سن الثامنة عشرة، وهو انتهاك واضح وصارخ للقوانين الدولية والمحلية أمام العالم حيث تعتبر سابقة خطيرة جداً في مجتمع محافظ.
هدف الاستعراض
وحول الهدف من هذا الاستعراض العسكري النسوي أوضحت المحامية وعضوه مجلس إدارة منظمة أمن من الألغام ومخلفات الحروب «أنغام جعفر هاشم»: أن التمهيد لتجنيد النساء من قبل مليشيا الحوثي من خلال الاستعراض العسكري فرقعة إعلامية ودعاية يهدف من خلالها لإبراز دور المرأة أمام الرأي العام خاصة أن المرأة في الشمال تحكمها عادات وتقاليد صارمة.. مؤكدة «أنه لن تكون هناك جدية في ذلك بحكم الوضع الاجتماعي والقبلي في اليمن وخاصة في شماله وأن نقل التجربة الإيرانية إلى اليمن باعتقادي سيكون صعبا جداً لاختلاف البيئة والعادات والتقاليد وكون المجتمع في شمال اليمن مجتمعا قبليا سيرفض هذه التجربة على الواقع».
وبينت: «أن أغلب المجتمع اليمني وخاصة في شماله سنة وزيديون متقاربون، ومثل هذه التجربة سيتم رفضها خاصة أن حقوق المرأة في الشمال تخضع لتقاليد صارمة».
الجانب القانوني
ومن الجانب القانوني أشارت المحامية أنغام «إلى أنه لا يوجد أي نص قانوني يجبر المرأة على أن تجند في الصراعات والجبهات القتالية ولن يكون هناك قانون أصلاً يوجب ذلك لأنه سيواجه رفضاً قوياً بحكم وضع المرأة».
جماعة الحوثي والمخلوع صالح الإجرامية انتهكت وبشكل واضح القانون الدولي واليمني الذي يجرم التجنيد الإجباري للنساء وللفتيات، حيث إن هناك عقوبات على المستوى الوطني ضد هذه الانتهاكات، ولكن نظراً لما تمر به البلاد من صراعات، فإن من الصعب تطبيق القانون داخل الدولة.
استغلال المرأة
وذكرت رئيسة مؤسسة أنصار تنمية وحماية المجتمع أقدار مختار «أن الحروب عادة تؤثر على المرأة بشكل كبير فتملي عليها تغيير أدوارها المحدودة والتي تجد المرأة نفسها مضطرة إلى ممارستها أثناء الحروب والنزاعات وهنا يظهر استغلال الوضع المادي والعوز حيث أقدمت المليشيات الانقلابية على استغلال هذه الظروف وقامت على حشد قواتها من الشباب والأطفال وأخيراً النساء».
وأكدت: «على أن المجتمع المحلي والدولي يقف الآن أمام انتهاك جديد يضاف إلى قائمة الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية والمتمثلة باستغلال النساء وإشراكهن في نزاعات مسلحة».
الفقر
ووفقاً لتقارير إعلامية سابقة رجحت أن من أهم الأسباب التي ساهمت في انصياع النساء للمشاركة في الحرب الفقر والتهديد بالقتل، وقد اعتبر المحللون السياسيون استخدام الحوثي النساء في العملية العسكرية خصوصاً في الصفوف الأمامية كدروع بشرية تراجعاً كبيراً في تقديم الأطفال إلى الصفوف الأولى والأمامية وورقة ضاغطة يستخدمها الحوثي بهدف تقديمهن دولياً فيما بعد على أنهن ضحايا حرب، حيث إن التحالف العربي بمساعدة الصليب الأحمر قام بإطلاق سراح 52 من أطفال الميليشيات في شهر يوليو الماضي الذين تم أسرهم خلال مشاركتهم في الحرب أو من خلال محاولتهم التسلل إلى الحدود السعودية.
انتهاكات حقوق الإنسان
كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في وقت سابق في تقريره الثامن عن حالة حقوق الإنسان في اليمن للنصف الأول من العام الحالي عن مقتل 1146 مدنياً بينهم 373 طفلاً و68 امرأة وإصابة 4044 مدنياً بينهم 1067 طفلاً و369 امرأة.وأوضح مراقبون حقوقيون أن نسبة النساء اليمنيات المتضررات من جرائم الحوثي على اختلافها سواء قتل أو اعتقال أو جرح وتهديم منازل وتهجير لهن وقتل لذويهن وتجنيد لا تقل عن 60% من نساء اليمن ابتداء من صعده وحتى عدن وعودة إلى صنعاء وأن المجندات منهن بسنهن 10%.وأكدت أغلب المنظمات المحلية والدولية في تقاريرها أن الحرب التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية ضاعفت من العنف المبني على النوع الاجتماعي بنسبة 80%، مبينة أنها وثقت خمسة آلاف حالة لضحايا العنف كانت 81% من الحالات للنساء.
ورقة فاشلة
وأكدت الصحفية سحر عبد الكريم «أن جريمة تجنيد وحشد الفتيات اليمنيات القاصرات إعلان فشل للمليشيات الانقلابية في تجنيد المزيد من الرجال واستغلال النساء باعتبارهن آخر ورقة في مشروعهم الانقلابي الخاسر رغم علمهم بان ما يقومون به يعتبر مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي الإنساني».
وأوضحت «أن المشروع الانقلابي المتمثل بالحوثي والمخلوع صار يستخدم أساليب قذرة تقوم على استغلال الأطفال والنساء في الصراعات والنزاعات المسلحة وهذا أحقر أنواع الاستغلال بعد ما ساهم في قتل وتشريد الكثير من أبناء الشعب لأهداف واهية تخدم أجندات خارجية متمثلة بإيران».