تحليلات
معالجة الملف اليمني بعيدا عن ردات الفعل..
رصانة سعودية بمواجهة محاولة إيران خلط الأوراق في اليمن
كشف لقاء جمع ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمّد بن سلمان مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بمقر المنظمة الأممية في نيويورك عن تعاط سعودي رصين مع الملف اليمني وفق مسار واضح رسمته الرياض مع حلفائها الإقليميين والدوليين يقوم على مواصلة التصدّي لميليشيا الحوثي، والانفتاح على مساعي الحلّ السلمي العادل والانخراط في الجهود الإنسانية بهدف التخفيف من معاناة اليمنيين جرّاء الحرب في بلدهم.
وبحسب صحيفة العرب الدولية فأن خلاصة لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان مع أمين عام الأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّ السعودية ماضية في العمل على الملف اليمني مع حلفائها على مساري الحرب والسلام بالتوازي مع المسار الإنساني، وفق ما تقتضيه مصلحة المنطقة، لا كردود فعل عصبية على التصعيد الإيراني الذي تجلى في موجة إطلاق الصواريخ
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنّ ولي العهد والأمين العام الأممي بحثا خلال اجتماعهما الوضع في اليمن والدور الذي تقوم به السعودية لتخفيف الأزمة الإنسانية الخانقة في البلد واستجابة المملكة لنداء الأمم المتحدة لدعم الجهود الإنسانية في اليمن، ومبادرتها مع دولة الإمارات العربية المتّحدة إلى تقديم 930 مليون دولار دعما لتلك الجهود.
وفي سياق لصيق بإسناد الجهد الإنساني في اليمن، بادرت الإمارات، الأربعاء، إلى إعلان تعهّدها بتقديم مبلغ يعادل 500 مليون دولار لدعم الخطة الأممية.
وعقب التوقيع على مذكّرة تفاهم لتقديم ذلك التبرع الطوعي، أكد الأمير محمّد بن سلمان التزام المملكة بالعمل مع الأمم المتحدة من أجل تحقيق المصالح المشتركة للطرفين.
وأضاف “نحن نعمل بقدر الإمكان من أجل إيجاد الحلول لمشاكل الشرق الأوسط، وتجنب حدوث الأخطاء والإشكاليات بالمنطقة. وسوف نعمل مع الأمم المتحدة من أجل تحقيق مصالح بلادنا والمنظمة الدولية”.
وكان الأمير محمد قد اعتبر إطلاق سبعة صواريخ من قبل ميليشيا الحوثي باتجاه الأراضي السعودية “محاولة أخيرة بائسة أظهرت أنهم ضعفاء”.
وشدّد خلال لقاء مع محرري ومراسلي صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، على سعي بلاده لحل الأزمة في اليمن عبر عملية سياسية.
وقال محلّلون سياسيون تعليقا على كلام ولي العهد إنّه تضمّن تأكيدا للابتعاد عن سياسة ردّ الفعل في التعاطي السعودي مع الملفّ اليمني المعقّد والتزام خطّ واضح في معالجته في ضوء جملة من المحدّدات والثوابت.
وشرح هؤلاء أنّ إيران يإيعازها للحوثيين إطلاق وابل من الصواريخ دفعة واحدة باتجاه الأراضي السعودية كانت تهدف إلى استثارة المملكة ودفعها إلى ردّ فعل عصبي لإعادة خلط أوراق الملف اليمني وإشاعة أجواء من التوتّر والتصعيد هو ما تحتاجه طهران في الفترة الحالية بالذات حيث يواجه نظامها، أكثر من أي وقت مضى، حالة من الامتعاض الدولي من سلوكاته، لا يُستبعد ترجمتها إلى استراتيجيا لمواجهته بقيادة كلّ من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ولا تبدو السعودية على عجلة من أمرها في الردّ على الصواريخ الإيرانية التي استهدفتها قبل أيّام من داخل الأراضي اليمنية.
وقال الجبير إنّ بلاده “تحتفظ بحقها في الرد على العدوان الإيراني في الوقت وبالشكل المناسبين”، مشيرا إلى أنّ لقاء ولي العهد مع غوتيريش شهد مناقشة إطلاق جماعة الحوثي صواريخ باليستية إيرانية الصنع باتجاه المملكة، وكاشفا عن عثور قوات التحالف العربي على صواريخ باليستية أخرى داخل اليمن من صنع إيران، وأن الرياض عرضت هذه الصواريخ على الدول الصديقة.
وتعليقا على الهبة التي قدمتها السعودية والإمارات دعما لمعالجة الأوضاع الإنسانية في اليمن، قال الجبير في تغريدة على تويتر “إن ما قدمته المملكة ومعها دولة الإمارات من دعم لخطة الاستجابة الإنسانية، يأتي في إطار الاهتمام الكبير بالشعب اليمني، وهذا ما أكد عليه ولي العهد خلال التوقيع على برنامج الشراكة مع الأمم المتحدة”.
ومن الجانب الأممي، قال أمين عام المنظّمة أنطونيو غوتيريش في بيان صدر إثر لقائه الأمير محمّد بن سلمان إن “إنهاء الصراع الدائر في اليمن هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الإنسانية الراهنة”.
وذكر البيان أن “الأمين العام وولي العهد السعودي ناقشا الحاجة لأن تعمل أطراف الصراع باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية يتم التفاوض عليها عبر حوار يمني-يمني جامع”.
وتابع “كما ناقشا التزامات جميع الأطراف وفق القانون الإنساني الدولي والمتعلقة بحماية المدنيين وبنيتهم الأساسية، والحاجة لضمان الوصول الإنساني لجميع أنحاء اليمن، وإبقاء جميع الموانئ مفتوحة أمام السلع والمواد الإنسانية والتجارية”.
وأوضح البيان أن الهبة السعودية الإماراتية تغطي نحو ثلث متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018 والتي ستمكن الأمم المتحدة وشركاءها من المساعدة في تخفيف معاناة الملايين بأنحاء البلاد.
وأعرب عن الأمل في أن “يحذو المانحون الآخرون حذو السعودية والإمارات، ويقدموا مساهمات سخية في فعالية إعلان التعهدات المقررة بجنيف في 3 أبريل المقبل”.