تحليلات
الاستفادة من تعيينات هادي..
كيف ولماذا يعرقلإخوان اليمن جهود التحرير؟؟
أعاق حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن خلال الأيام الأخيرة، العمليات العسكرية التي تتولاها المقاومة الشعبية على مختلف الجبهات لمنعها من أي تقدم ميداني، مستفيداً من وجود قيادات عسكرية إخوانية عينها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في سياق تحالفه مع الحزب.
حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين يطبق خطة لإعاقة عمليات المقاومة الشعبية
وكشفت مصادر يمنية في تصريح صحفي لصحيفة "العرب" اللندنية، إن قياداتإخوانية سربت أخبار هذه الخطة في رسالة إلى التحالف العربي، مفادها أنّجماعة الإخوان لن تسكت على محاولة تقليص نفوذها في مؤسسات الشرعية حالياً، وخاصة في مرحلة ما بعد التحرير، وأن هذا القرار جاء بعد قرار التحالف بالانفتاح على المكونات المهمة وذات الفعالية العسكرية والسياسية التي تساعد على تسريع مهمة التحرير، من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ومن رموز حزب المؤتمر الشعبي العام وأسرة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
رسالة مسربة إلى التحالف العربي تفيد بأن جماعة الإخوان لن تسكت على محاولة تقليص نفوذها في مؤسسات الشرعية
بالمقابل بعثت قيادة مقاومة محافظة البيضاء (وسط اليمن) رسالة مفتوحة إلى الرئيس هادي وقيادة التحالف العربي، كشفت خلالها عن جزء من ممارسات حزب الإصلاح التي تهدف إلى عرقلة جهود تحرير المحافظة ونهب الدعم المقدم للمقاومة وصرفه للموالين للجماعة.
واتهمت الرسالة حزب الإصلاح بوضع العراقيل أمام محاولات استعادة الدولة لسيطرتها في البيضاء واليمن بشكل عام، وعدم الاكتفاء بالوقوف موقف المتفرج دون المشاركة في المعارك بل وتوجيه عناصر الإخوان في المحافظة بمغادرة جبهات البيضاء والانضمام إلى جبهات مأرب والتي قالت الرسالة إنها باتت محصورة في الإخوان وتحت إشرافهم المباشر.
جماعة الإخوان تنهب الدعم المقدم للمقاومة الشعبية وتصرفه للموالين لها
ولفتت رسالة قيادة مقاومة البيضاء إلى قيام حزب الإصلاح بتنصيب ممثلين عن مقاومة البيضاء من بين عناصر الحزب المتواجدة في مأرب، وقيام تلك القيادات بالعمل على عرقلة المقاومة الحقيقية المتواجدة في الجبهات.
ومن أبرز العراقيل التي أشارت إليها الرسالة، استخدام سلطة الإخوان في مأرب وفي قيادة الجيش الوطني والأمن لعرقلة "دمج مقاومة البيضاء بالجيش الوطني والأمن لمدة لا تقل عن عام ونصف العام، مع حرص الإخوان على تسجيل أفرادهم في ألوية الجيش الخاصة بهم مثل اللواء 117، رغم أنّ أكثرهم غير مشاركين في جبهات البيضاء المشتعلة".
جماعة الإخوان توجه عناصرها بمغادرة جبهات البيضاء والانضمام إلى جبهات مأرب والتي باتت محصورة في الإخوان
وأكدت الرسالة قيام حزب الإصلاح بالاستيلاء على المرتبات والدعم المقدم لمقاومة البيضاء من قبل الحكومة الشرعية، وصرف المرتبات بموجب الولاءات الحزبية ومن دون أي صفة قانونية ومن خلال كشوفات مخالفة لتلك المعتمدة من الشرعية.
وجاءت شكوى المقاومة في محافظة البيضاء بعد أيام قليلة من حالة مشابهة شهدتها محافظة تعز إثر إقدام المئات من أفراد الجيش الوطني على قطع أحد الشوارع الرئيسية احتجاجاً على قيام قيادة محور تعز الموالية لحزب الإصلاح بإسقاط أفراد الجيش الوطني غير الموالين لهم من كشوفات الرواتب وإضافة أسماء أخرى من عناصر الجماعة.
ويرى مراقبون أن ممارسات حزب الإصلاح القائمة على الاستحواذ وإقصاء المخالفين من مختلف مؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية، والانهماك في إنجاز مشروع حزبي ضيق، من أبرز أسباب تعثر جهود التحرير وإرباك التحالف العربي لدعم الشرعية وإطالة أمد المعركة.
رسالة قيادة مقاومة البيضاء تؤكد استيلاء حزب الإصلاح على الدعم المقدم لهم وصرف المرتبات بموجب الولاءات الحزبية
وحذر المراقبون من أن استمرار هذه الممارسات في ظل الصمت الرسمي من الرئيس هادي، سينعكس سلباً على الملف اليمني وسيخدم الانقلابيينالحوثيين في نهاية المطاف، وسيؤدي إلى موجة من الاحتجاجات المتصاعدة في صفوف المؤيدين للشرعية الذين باتوا يضيقون ذرعاً بسياسة إخوان اليمن.