الأدب والفن

"جيل بكامله من الأحلام"..

أين شادية؟.. سؤال الحب والحنين في عيد ميلاد نجمة لن تتكرر

النجمة شادية

في كل عام، وتحديدًا في الثامن من فبراير، يستيقظ عشّاق الطرب الأصيل على نغمة خاصة: ذكرى ميلاد شادية، تلك الفنانة التي لم تكن يومًا مجرد صوت أو وجه على الشاشة، بل حالة فنية وإنسانية متكاملة سكنت الوجدان العربي.

وفيما تتسابق المواقع الإخبارية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر صورها، واسترجاع ذكرياتها وأغنياتها، يعلو سؤال واحد بصوتٍ شفيف من جمهورها الوفي: أين شادية؟

 

رحلت شادية عن الفن منذ عقود، واختارت أن تبتعد عن الأضواء طوعًا بعد مسيرة حافلة جمعت فيها بين الغناء والتمثيل، في مزيج قلّ أن يتكرر. ومع ذلك، لم يغب حضورها يومًا عن الذاكرة، ولم تُمحَ صورتها من الوجدان العربي.

لكن في السنوات الأخيرة، ومع تقدمها في العمر وتراجع ظهورها الإعلامي، غابت أخبارها بشكل شبه كامل، حتى بات الحديث عنها أشبه بالهمس؛ لا أخبار مؤكدة، لا تصريحات مباشرة، لا صور جديدة.

 

يؤكد الكثير من الفنانين المقربين من شادية أن التواصل معها صار نادرًا، وبعضهم يعترف بصراحة أن آخر مكالمة معها كانت منذ سنوات، وإن حاول البعض تلطيف الأمر بالقول: "من كام شهر تقريبًا". لكن الحقيقة أن شادية غابت، لا فقط عن الشاشة، بل حتى عن الاتصالات المباشرة، باستثناء حالات نادرة.

الفنان حسن يوسف، أحد أبرز من رافقوا مسيرتها، صرّح ذات مرة بأنها لا ترد على أحد، وأنها إذا رغبت بالحديث مع أحد، هي من تبادر بالاتصال. وهو أمر مفهوم ومشروع، خاصة لمن قررت أن تنهي حياتها في هدوء بعيدًا عن ضجيج الإعلام.

ومع ذلك، يظل السؤال يلحّ: لماذا لا تطلّ شادية، ولو مرة في العام، برسالة صوتية قصيرة تطمئن جمهورها؟ لماذا لا يسمع الناس صوتها، كما اعتادوا، في يوم عيد ميلادها؟".

 

شادية ليست مجرد مطربة أو ممثلة. هي جيل بكامله من الأحلام، من القصص، من الأفلام التي تروي وجع البسطاء، ومن الأغاني التي تحدثت عن الوطن والحب والانكسار والفرح.
من "إن راح منك يا عين" إلى "يا حبيبتي يا مصر"، كانت شادية الصوت الذي عبر بمشاعر الناس، لا عنهم فقط.

غيابها عن الإعلام ليس مسألة شخصية فقط، بل فقدٌ ناعم لصوتٍ كان يمثل جسرًا بين زمن الفن الحقيقي وزمن السرعة والاستهلاك.

 

ربما لا تحتاج شادية إلى الظهور الكامل أو العودة إلى الأضواء، لكن يكفي جمهورها أن يسمع صوتها ولو مرة واحدة كل عام. ليس بدافع الفضول، بل بدافع الوفاء؛ لأن من أعطى بهذا القدر، يستحق أن يظل حاضرًا في الوعي لا فقط بالذكريات، بل بالاطمئنان البسيط.

نحن نفهم خصوصيتها، ونحترم اختيارها للسكينة، لكن في المقابل، نعتقد أن الحب الجماهيري الصادق لا يجب أن يُقابل بصمتٍ مطلق.

في عيد ميلادها، نقول لشادية:
كل عام وأنتِ في قلوبنا كما كنتِ دائمًا... شادية الوطن، شادية الذاكرة، شادية القلب. 

ترامب في السعودية: استثمارات تاريخية وتحول في سياسة الشرق الأوسط


الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن سوريا: خطوة نحو إعادة الإعمار والاستقرار


الكونغرس الأمريكي يصوت لصالح دعم الديمقراطية في إيران وإدانة قمع الملالي


القمم الخليجية-الأمريكية: تنسيق استراتيجي لمواجهة التحديات الإقليمية