تحليلات
عمالتها لطهران..
قطر تغرد خارج السرب وتدعو إلى الحوار مع إيران
تميم بن حمد
كعادتها دائماً في مخالفة الإجماع الخليجي والعربي، والتغريد خارج السرب، دعت قطر، أمس الأربعاء، إلى الحوار مع إيران بشأن الاتفاق النووي، رغم تأييد الدول العربية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق.
وبررت الخارجية القطرية في بيان قرارها بأنها كدول بالخليج العربي، لم تكن طرفاً في الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت إن «قطر بحكم موقعها الجغرافي وعلاقاتها السياسية والتاريخية مع أطراف الاتفاق، معنية بشكل مباشر بأية تداعيات للقرارات التي تتخذها هذه الأطراف».
ويرى مراقبون أن الموقف القطري يرجع إلى أن القرار القطري أصبح ليس بيدها، وخارج سيطرتها بعد سيطرة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على بعض الأمور في الدوحة، وحماية تميم، حتى أصبح الاستمرار في التعنت والخروج عن الصف العربي سمة من سمات دبلوماسية نظام الحمَدين.
هذا التحكم من قبل النظام الملالي في القرار القطري الذي لا يخفى على أحد، جعل الدوحة لم تسجل موقفاً مشرفاً من قرار الرئيس الأمريكي الخاص بالاتفاق النووي الإيراني.
ورغم العلاقات القطرية الأمريكية، ووجود قاعدة «العديد» العسكرية الأمريكية غرب الدوحة، والزيارات الأخيرة لأميرها تميم بن حمد إلى واشنطن إلا أنه يبدو أن العلاقة والحبل السري الذي يربط بين نظام الحمَدين والميليشيات الإيرانية الإرهابية أقوى من علاقة قطر بواشنطن.
فأمير قطر تجاهل الترحيب بالقرار الأمريكي لأنه يخشى من انسحاب الحليف الإيراني من المساندة التي يتمتع بها منذ أن خرج عن الاصطفاف العربي، وعن جيرانه.
والموقف القطري المريب من عدم التعليق على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران، لم يكن مستغرباً، فقد اعتادت الدوحة أن تكون في نقطة أخرى خارج الصف العربي، وهذا ما ظهر في كثير من المواقف، خاصة التي يكون نظام الملالي طرفاً فيها.
وكان آخر تلك التصرفات التي تؤكد أن قطر دولة مارقة ، تحاشي نظام الحمَدين ذكر إيران في بيانها بخصوص قطع المغرب علاقاته مع نظام الملالي الذي يدعم جبهة البوليساريو الانفصالية.
ووجه ائتلاف المعارضة القطرية، أمس، انتقادات حادة لنظام الحمَدين، مؤكداً أنه أثبت بموقفه أنه مجرد عميل من عملاء إيران.
وفي سلسلة تغريدات على «تويتر»، قال الائتلاف إن بيان وزارة خارجية النظام، جاء ليظهر أن تميم وجماعته هم عملاء لنظام إيران الإرهابي.
وأضاف أن :تميم بعد زيارته الأخيرة لواشنطن، كان يعتقد أن أمريكا لن تنسحب من الاتفاق النووي، ووجه وزراءه وأجهزته الأمنية بالاستمرار بعقد الصفقات المالية والاستثمارية مع الإيرانيين، وزيادة التنسيق المخابراتي مع الحرس الثوري.
وتابع «إن تميم وطغمته الحاكمة، ليسوا إلا سماسرة وعملاء عند الإيرانيين والأتراك، ويقومون بأوسع عملية تهديد للأمن والاستقرار العالمي، من خلال تسهيل إفلات إيران من العقوبات القديمة والجديدة التي طبقت فوراً عليها.
ووصف تميم ب«أمير الظلام»، موضحاً أن «تميم، ومافياته، هم من أكثر البيئات الحاضنة للإيرانيين وميليشياتهم في المنطقة، حيث يهربون أموالهم ويسهلون عملياتهم التخريبية في الدول العربية والأجنبية، ويمولون «حزب الله» اللبناني، وفروعه في العراق وسوريا واليمن». وأشار إلى أن النظام القطري حول أرضنا الحبيبة إلى مرتع لمجرمي نظام الملالي، وإرهابييه، وأجهزة مخابراته، وأموالهم المنهوبة من الشعب الإيراني المقموع.
وبشر الائتلاف بأن الولايات المتحدة ستطبق عليه «العقوبات الدولية عاجلاً أم آجلاً»، في إشارة إلى ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، وتوعده قطر، ودولاً أخرى تدعمها بعقوبات قاسية.
بدوره، أكد المتحدث باسم المعارضة خالد الهيل، أنه يجب على نظام الحمدين الانصياع للإرادة الدولية والعربية، وفض الشراكة مع العدو الإيراني.
وقال «الهيل» على «تويتر»: ينبغي على «تنظيم الحمدين» ونظامه العميل، الانصياع للإرادة الدولية والعربية، وفض شراكته المدمرة مع العدو الإيراني. وأضاف: لا مجال للتخاذل المعتاد منه.. إما مع الإرادة العربية، وإما مع العدو الإيراني. واختتم: نؤيد هذا القرار التاريخي الذي كنا نتعطش له منذ فترة طويلة.
وأكد الباحث السعودي والمستشار في الشؤون الأمنية محمد الهدلا، أن انسحاب واشنطن من النووي يشكل ضربة موجعة لنظام الملالي، وكل أذرعها في المنطقة . وأضاف على «تويتر»: لا يمكن للإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، تجاهل سلوك إيران في الوقت الحالي، الذي أصبح يشكل تهديداً خطراً على دول المنطقة.. الرئيس الأمريكي يتعامل مع الدولة الإيرانية على أنها كيان واحد داعم للإرهاب.. والدور القادم على كل أذرعها في المنطقة مثل قطر و»حزب الله.
باحث سعودي: الدور القادم على كل أذرع الإرهاب في المنطقة مثل الدوحة و«حزب الله»