تحليلات
إيجاد حل سياسي..
تقرير: الحوثيون يلجأون إلى المساومة للخروج من ورطتهم
هزائم عسكرية وخناق مالي
طالب قيادي حوثي رفيع الأحد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بتأمين دفع المرتبات "كخطوة أولى قبل أي نقاش".
جاء ذلك بحسب محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة للجماعة، في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر". وقال الحوثي "بالنسبة للمبعوث يجب أن يبلّغ بأن تأمين دفع المرتبات هي أول خطوة يقوم بها".
وأضاف مهدداً "ما لم يقم بتأمين المرتبات فيتم التعامل معه مثل من سبق"، في إشارة لرفض الحوثيين استقبال المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ في آخر جولاته إلى صنعاء.
وتابع القيادي الحوثي "لذلك نتمنى إبلاغه من كل من يقابله أن هذا هو الأولوية قبل كل شيء إن كان لديه مصداقية".
وتتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بالسيطرة على 60 بالمائة من موارد البلاد، وتسخيرها للمجهود الحربي، ما تسبب بعرقلة صرف رواتب أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
ووصل المبعوث الأممي غريفيث، السبت، العاصمة صنعاء، للتشاور مع مسؤولي جماعة الحوثي، حول استئناف المفاوضات لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ بداية الحرب.
وقال المبعوث الأممي، إنه لا يوجد حل عسكري وأن الحل السياسي هو الخيار الوحيد الذي سيساهم في إنهاء الكارثة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون.
ولفت إلى أنه في إطار وضع ملامح خطة عمل متكاملة للتسوية السياسية السلمية في اليمن التي يأمل بدئها في القريب العاجل، "خاصة وأن هناك تفهم إقليمي ودولي بأن الحل للمعضلة اليمنية ممكن جداً ولن يمر إلا عبر الحل السياسي".
واكدت مصادر عسكرية أن ميليشيات الحوثي تكبدت خلال معارك الأيام الماضية منذ انطلاق عملية تحرير مدينة الحديدة في الثلث الأخير من مايو الماضي ما يقارب 1000 قتيل وجريح، بينهم عشرات من القيادات الميدانية، علاوة على وقوع العشرات من عناصرها أسرى في يد قوات الجيش الوطني.
كما دمرت الغارات الجوية البحرية الكثير من الأسلحة والمعدات والآليات القتالية لها.
كما تواصل قوات الجيش الوطني عمليات تمشيط الجيوب التي تتمركز فيها عناصر ميليشيات الحوثي على امتداد مناطق الساحل الغربي جنوب مدينة الحديدة، وتصدت لعدة محاولات تسلل يائسة للميليشيات في بعض المناطق وكبدتها خسائر فادحة.
وقالت مصادر ميدانية إن قوات الجيش الوطني مشطت عشرات المناطق في التحيتا والحسينية والدريهمي، وتعمل على تأمين كافة المناطق المحررة من أي عمليات اختراق للميليشيات.
ومنذ أكثر من 3 أعوام، يشهد اليمن حربًا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى. وخلفت هذه الحرب أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة، ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة، حسب تقارير سابقة للأمم المتحدة.