تقارير وتحليلات

تحفه المخاطر..

اليمن: اتفاق ‘‘سالم‘‘ و‘‘العباس‘‘ لوقف سيل الدم في تعز

محافظة تعز اليمنية

ما يزال الاتفاق الذي أبرم بين مستشار قائد محور تعز، رجل الإصلاح الأول في مدينة تعز العقيد عبده فرحان، مع قائد كتائب ابو العباس العقيد عادل عبده فارع محفوف بالمخاطر خاصة وأنه كان اتفاقاً لمقتضى المرحلة في المدينة التي تشكو تدهوراً امنياً كبيراً وجرائم بشعة كانت الى قبل أيام ترتبك جملةَ وبشكل يومي، ولم يكن اتفاقاً نابعاً عن ثقة ثنائية بين قطبي الصراع القائم في المدينة.

لقاء كهذا كشف جملة من الخبايا التي لم تكن مكشوفة سلفاً، إذ عُرف من خلالها مصير قيادة الجيش الوطني في تعز، والذي يخضع في غالبيته لقيادة محسوبة على حزب الإصلاح، حيث أظهر اللقاء عجز القيادات العسكرية في المدينة عن حل الإشكاليات الأمنية التي حُلت في ظرف ساعة خلال اللقاء، رغم جهود قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل التي انتهت الى الفشل أكثر من مرة وصعدت الخلافات بين أطراف المقاومة الشعبية.

عُقد لقاء الطرفين بعد أن سادت نظرة سلبية في المحافظة إزاء القيادات العسكرية، بالذات عقب العثور على جثامين خمسة من الجنود في مقبرة شرقي المدينة دفنوا بعد أن تم تعذيبهم وقتلهم، وكان بينها جثتان مفصولتا الرأس عن الجسد، إضافة الى سقوط قتلى مدنيين في شارع جمال ومنطقة صينة ومناطق متفرقة بالمدينة شهدت حوادث قتل موسعة، واتفق الطرفان على التسامح ونبذ الفرقة والخلاف من اجل تحقيق الاهداف وتحرير تعز من مليشيا الحوثي ، وتحقيق حلمها المنشود بدولة مدنية آمنة وعادلة. بحسب ما تداوله ناشطون مقربون من الطرفين.

وكان الوضع في مدينة تعز على وشك الانفجار، فيما لوح قائد اللواء 22ميكا اللواء صادق سرحان بالاستقالة من منصبه العسكري احتجاجاً على حوادث قتل الجنود والانفلات الأمني ولعدم قدرة الأجهزة المعنية في المحافظة في ضبط القتلة المسئولين عن تلك الحوادث، وأنذر بالاستقالة في حال عجزت القيادة العسكرية عن وضع الحل.

وقالت مصادر مطلعة لمراسل ‘‘اليوم الثامن‘‘ أن المنطقة الشرقية التي يتحصن فيها متطرفون ما تزال تعيش وضعاً أمنياً حذراً، حيث القوات الموزعة بين الألوية العسكرية والأجهزة الأمنية تنتشر في المنطقة وتتموضع في حالة جاهزية تخوفاً من أي ردة فعل مرتقبة للعناصر المتطرفة هناك.

وتحدث سكان عن تخوفهم من العودة الى منازلهم في هذا التوقيت مؤكدين أنهم سيعودون في حال استتبت الأمور وانتهت مظاهر التخوف الأمني، فيما طالبهم مدير عام الشرطة بالمحافظة العميد/منصور الأكحلي خلال زيارته لمناطق الانتشار الأمني، بالعودة الى منازلهم وممارسة أعمالهم وان القوة الأمنية المنتشرة ستعمل على تأمينهم وحماية ممتلكاتهم.

وهاجم ناشطون مقربون من الإخوان كتائب أبو العباس السلفية المشاركة في الحملة الأمنية. معتبرين مشاركتها مخادعة لا جدوى منها، بينما شدد آخرون على اشراك قواته في العمل الأمني بالمدينة كونها تؤمن مناطق متفرقة منها وتشكل قوة عسكرية لها القدرة على المساهمة في العملين العسكري والأمني.

وأشارت مصادر أمنية وأخرى عسكرية، الى أن اشراك كتائب أبو العباس في الحملة الأمنية فرضه سالم على قيادة المحور والقادة العسكريين الرافضين لمشاركته. مبينةً أن أبو العباس طرح شروطاً على سالم أثناء اللقاء تضمن له عدم مضايقة قواته من قبل الاطراف العسكرية ووعد بأنه سيساعد في ضبط المسئولين على حوادث القتل وستكون قواته جاهزة في أي وقت يتطلب منها المساهمة عسكرياً وأمنياً.

وما تزال الخطورة قائمة في تبدد هذا الاتفاق الشفوي بين أبو العباس وإصلاح تعز، واللذان يتحكمان كلياً بواقع الوضع في مدينة تعز في ظل غياب القوى الأخرى عن المشهد العسكري، إذا ما استمر صلف الإصلاح وتطلعه الى إقصاء الجميع والانفراد بالمشهد على حساب القوى المناهضة للمليشيات الحوثية بالمحافظة. حسب المراقبين.

الدبلوماسية الأمريكية والاعتراف المفقود: أهمية دعم استقلال أرض الصومال اليمن الجنوبي


دور الأم المعاصر في بناء مستقبل أبنائها: تحديات وحلول


هل تقود الحرب في لبنان إلى تغييرات جذرية؟ خبراء يتناولون التأثيرات المحلية والإقليمية


حرب هجينة ومعنويات هشة: هل يصمد النظام الإيراني أمام موجة الأزمات الداخلية والخارجية؟