تحليلات
المعركة الأخيرة..
تقرير: هل تكون الهجين آخر المعارك ضد داعش؟
مقانلون من قوات سوريا الديمقراطية يتدربون قبل هجوم أخير على داعش
من هذا المنطلق، تشير كاتبة المقال لاستعدادات يجريها التحالف الدولي بقيادة أمريكية، والذي حارب داعش طوال السنوات الأربع الأخيرة، لإحكام قبضته على آخر جيب للمتشددين في شرق سوريا. ويتوقع أن تكون المعركة من أجل القضاء عليهم شرسة، بحسب مسؤول بارز مشارك في الحملة.
استعدادات
وقال الميجور جنرال فليكس غيدني، ضابط بريطاني، نائب قائد الاستراتيجية والدعم للحملة الدولية ضد داعش: "في بلدة الهجين في شرق سوريا، قريباً من الحدود العراقية، يتحصن أكثر من 1000 من أشرس مقاتلي داعش، ومنهم مقاتلون أجانب".
وقال غيدني لصحفيين في البنتاغون: "نتوقع مقاومة شديدة من مقاتلين أعدوا العدة لهذه المعركة. ولأنهم يتواجدون في آخر مناطقهم، نعتقد أن القتال من أجل اقتلاعهم منها سيكون شديداً".
وأشار غيدني إلى إتاحة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تحالف من مقاتلين كرد وعرب مدعوم أمريكياً، المجال لقوافل سيارات نقلت مدنيين لمغادرة بلدة الهجين. لكن يعتقد أن مقاتلي داعش يمنعون الناس من المغادرة بهدف استخدامهم كدروع بشرية".
وحسب كاتبة المقال، سوف تقود قوات قسد المعركة البرية ضد بلدة هجين، وستوفر الولايات المتحدة دعماً جوياً.
عدم الاشتباك
وتنقل كاتبة المقال عن غيدني أنه لا يعتقد أن قوات التحالف الدولي سوف تواجه قوات روسية أو سورية خلال المعركة الأخيرة. فإن الجانبين يستخدمان نهر الفرات كخط فاصل – حيث يعمل التحالف شرق النهر، فيما تعمل قوات روسية وسورية غرب الفرات. ويتواصل الجانبان بانتظام بشأن سريان "خط عدم اشتباك"، وقد خصص خط هاتفي خاص بقيادة التحالف من أجل التواصل بين الجانبين.
المعركة الأخيرة
ويعتقد خبراء أن معركة الهجين ستكون نهاية لمهمة التحالف في سوريا، إن لم تكن تقويضاً نهائياً لتنظيم داعش.
ويقول ويل تودمان، زميل في مركز الدراسات الاستراتيجية لدى برنامج الشرق الأوسط: "فقد داعش 99.5٪ من مناطق سيطر عليها في العراق وسوريا. وفي أوج تمدده في 2014، ضمت دولة داعش المزعومة مساحة 100 شاسعة قدرت بألف كيلومتر مربع".
تقديرات
وتلفت كاتبة المقال لشن التحالف بقيادة أمريكية حملته ضد داعش في أواخر 2014. وقد استغرقت عملية طرد التنظيم من عاصمته الفعلية، الرقة شرق سوريا، ثلاث سنوات.
وتتباين بشدة تقديرات بشأن عدد ضحايا حملة التحالف ضد التنظيم. فحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل ما لا يقل عن 3250 شخصاً، منهم 1.130 مدنياً. لكن مجموعات أخرى تقول إن إجمالي عدد الضحايا أعلى بكثير.
آخر معقل
وقال تودمان إن الهجين تمثل آخر معقل لداعش شرق نهر الفرات، ولكن بضعة جيوب للتنظيم ما زالت توجد غرب النهر، وتحيط بها مناطق خاضعة لقوات سورية.
ولكن، حسب ميليسا دالتون، مسؤولة بارزة لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ونائبة مدير برنامج الأمن الدولي: "تتوافر أدلة على أن مقاتلي داعش انتقلوا إلى ملاجئ يتحصنون فيها، وهم ينشطون بحرية أثناء الليل".
وتشير تقارير إلى حلق بعض مقاتلي داعش لحاهم من أجل الاختلاط بالمدنيين.
خدمات أساسية
وأشار تودمان إلى أن التفجيرات الانتحارية الأخيرة التي نفذت في مناطق عدة في سوريا، تظهر بأن التنظيم لا يزال قادراً على تنفيذ هجمات فتاكة.
ومع انحسار وتيرة القتال شرق سوريا، تقوم قوات قسد بنزع الألغام من بلدات، فيما تركز قوات أمريكية متواجدة في المنطقة على استعادة خدمات الماء والكهرباء، وسواها من الخدمات الأساسية.
وقال الضابط البريطاني إن وكالات مدنية ستقود جهوداً لتحقيق الاستقرار لكن قوات التحالف ستواصل توفير الأمن في مناطق خلت من داعش، مضيفاً: "لن نكون واثقين من دحر داعش إلا بعد تحقيق الاستقرار في المنطقة".