تحليلات
غادروا سجون الانقلابيين بأمراض مزمنة..
تقرير: معتقلون في سجون الحوثي.. تعذيب حتى الموت
مليشيات الحوثي المسلحة في اليمن
لم يدرك محمد الفضلي المواطن الجنوبي ان مليشيات الحوثي الانقلابية الموالية لإيران سوف تزج به في السجن وتعتقله دون أي تهمة، غير انه ينتمي الى محافظات جنوب اليمن المحررة، فبعد اعتقال دام نحو عامين، خرج الفضلي من سجون الحوثي ولكن ليس كما دخل.
محمد الفضلي يروي تفاصيل أبشع عملية اعتقال وتعذيب تعرض لها في سجون المليشيات الحوثية في محافظة ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء التي يحتلها الحوثيون الموالون لأيران
محمد الفضلي مواطن في العقد الخامس من عمره كان في طريقه من عدن إلى صنعاء بهدف زيارة عمل كان يأمل ان يعود مرة أخرى إلى عدن، غير ان مليشيات الحوثي اوقفته في ذمار بتهمة انه من الجنوب.
"مؤلم ان تكون هويتك سبب في اعتقالك"، يقول محمد مراسلتنا التي التقته وسمعت منه تفاصيل عملية الاعتقال والتعذيب داخل سجون المليشيات الحوثي.
يقول محمد "إنا مواطن مثلي مثل أي مواطن، كنت في زيارة الى صنعاء قادما من عدن، مثل أي مواطن يتنقل بين محافظات اليمن الذي لا يزال موحدا، غير ان ذلك لم يشفع لي في ان اذهب الى صنعاء واعود مجددا فقد تم اعتقالي والزج بي في السجن بمحافظة ذمار لأكثر من عامين، خرجت بعدها ولكن بعد ان أصبت بعدة امراض مزمنة أبرزها السكري، لهول التعذيب والحرب النفسية التي تعرضنا لها في السجن".
كان محمد يحلم بتوفير مصاريف لأسرته التي يعيدها والمكونة من أم وخمسة ابناء، غير ان مليشيات الحوثي، بددت حلم الأب في ان يعيل اسرته الصغيرة، حيث وانه يعاني من ظروف مالية صعبة فهو من معدومي الدخل.
يقول محمد الفضلي "ان المعاناة في السجن لا يمكن حصرها فتتشكل اولاً بالمعاناة التي عانيتها في معتقل الحوثيين بذمار لا يمكن احد ان يتخيلها ابداً لأن المعاملة غير انسانية فمثلاً السجن الذي مكثت فيه اعواما متتالية اتى إلي بسببه داء السكري والألم وتمزقات في العضلات ومشاكل في العمود الفقري وخصوصاً ان المليشيات في السجون القسرية بذمار استخدمت معي ومع كافة المعتقلين أسوى انواع التعذيب النفسي والبدني فيكمن لديهم بالتعذيب النفسي بالحديث مع المعتقلين بكلام جارح ونعتهم وسبهم بألفاظ جارحة.
وقال "الزنزانة التي عشت بها كانت لا تصلح للعيش ابداً فهي مليئة بالقذارة والحشرات وصنع المشاكل بداخل السجن مع السجناء رغم وضعهم النفسي الصعب ففعلاً لا يستطيع أحد يحتمل ذلك ايضاً من المشاكل عدم وصول ضوء الشمس فيها الزنزانة التي كنت فيها فهي كانت تضيق التنفس لي واحياناً لا يصل الاكسجين لي وبهذا السبب خرج من تلك الزنانة الألاف من السجناء بالأمراض المزمنة، والبعض قضى نحبه في السجن".
وقال "قررت بعد خروجي من السجن بعد اصابتي بداء السكري المزمن، قررت الالتحاق بالجبهة لأعيد الاعتبار لنفسي ولكرامتي التي حاول الحوثيون سلبها مني في سجن ذمار".
الناشطة في المجال الحقوقي والانساني "آثار مصطفى" قالت في تصريح لها للموقع عن وضع السجناء قسراً ونفسيتهم تكون صعبه فواقعهم غير طبيعي حيث أغلبهم يخرجون من السجن وهم مرضى نفسياً اغلبهم وقلة من يستطيعوا ان يعيشوا بالشكل الطبيعي لأنه بحد ذاته السجن قسراً كارثه ويسبب الكثير من العاهات التي لا تحمد آثارها ابداً وذلك بسبب المعاملة السلبية من قبل المسؤليين بالسجن مع السجناء من تعذيب نفسي كان او جسدي فحتى واقعهم بعد السجن يشكي مشكلة كبيرة وذلك بسبب نظرة الناس لهم حيث تسبب لهم مشاكل نفسيه اكبر واحباط للمعنوية فبرائي مني الحل الأفضل والمجدي والنافع لهم ان يتحملوا المعاناة ويسعوا الى النظرة الايجابية ويستطيعون ايضاً الاقارب والاسرة في مساعدتهم في البعد عن المشاكل والآثار التي ممكن ان تكون سلبيه عليهم هكذا ستكون حياتهم بالشكل الطبيعي..
كما اضافت "بعض التقارير للعدد من المنظمات مثل هيومن رايتس ووكالات أنباء معروفة مثل أسوشيتد برس وكذلك منظمات يمنية تحدثت عن آلاف من المعتقلين والمختطفين والمختفين قسريا في اليمن وكشفت مصادر عن وجود سجون كثيرة في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثي وقال إنهم حولوا مدارس ومنازل وقلاع تاريخية إلى سجون سرية يمارس فيها التعذيب ضد المعتقلين، بمن فيهم الأطفال والنساء، كما ان الآلاف من المعتقلين والمختطفين لا تعلم عوائلهم أماكن اعتقالهم، وهم لا يعلمون بالأساس هل ذووهم على قيد الحياة أم لا، مما يمثل تعذيبا نفسيا يضاف لعوائل المعتقلين ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية.
وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/ مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.
وخلّف النزاع اليمني أكثر من 8600 قتيلا وأكثر من 58 الف جريح، فيما تسبب داء الكوليرا بمقتل 2100 شخصا آخرين وتسبّب بأزمة انسانية حادة، بحسب منظمة الصحة العالمية.