تطورات اقليمية

توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية..

تقرير: جولة ترامب الخليجية تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وتهمش إسرائيل

رئيس الإمارات يمنح الرئيس الأميركي ترامب وسام زايد

واشنطن

اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي، 16 مايو 2025، جولته الخليجية التي استمرت أربعة أيام، شملت السعودية وقطر والإمارات، في أول زيارة خارجية رسمية له في ولايته الثانية. وأفادت وكالة "رويترز" بأن هذه الجولة أعادت رسم خريطة الشرق الأوسط الدبلوماسية، مؤكدة على تحولات كبيرة في العلاقات الإقليمية.

تهميش إسرائيل وظهور نظام جديد

أبرزت "رويترز" أن الجولة كشفت عزلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا سيما بعد لقاء ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض يوم الأربعاء، 14 مايو، واصفًا إياه بأنه "زعيم حقيقي يملك الإمكانات". هذا اللقاء، الذي توسطت فيه السعودية، أثار قلق إسرائيل بسبب ماضي الشرع، فيما اعتبرته مصادر إقليمية وغربية رسالة تجاهل لنتنياهو، الذي زار واشنطن كأول زعيم أجنبي بعد تنصيب ترامب في يناير 2025.

وأشارت المصادر إلى أن الجولة أظهرت نظامًا إقليميًا جديدًا تقوده دول الخليج، مع تركيز أمريكي على المصالح الاقتصادية بدلاً من الدعم غير المشروط لأجندة نتنياهو اليمينية. وأكد ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أن إدارة ترامب تشعر بـ"إحباط شديد" من نتنياهو بسبب افتقاره لتقديم نتائج ملموسة.

توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

تزايدت التوترات بين واشنطن وتل أبيب قبل الجولة، حيث رفض نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة، واعترض على مفاوضات أمريكية مع إيران بشأن برنامجها النووي. وفي أبريل 2025، فشل نتنياهو في إقناع ترامب بدعم ضربات عسكرية ضد مواقع نووية إيرانية، حيث تحول ترامب نحو الدبلوماسية. كما أعلن ترامب خلال الجولة وقف إطلاق نار مع الحوثيين في اليمن، وتقاربًا مع سوريا، متجاهلاً إسرائيل.

ورغم تأكيد متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي، جيمس هيويت، على استمرار الشراكة مع إسرائيل، أعربت مصادر عن انزعاج أمريكي في جلسات مغلقة من مواقف نتنياهو. وأشار ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن إلى أن التوافق بين الطرفين لم يعد كما كان في بداية ولاية ترامب.

تصعيد إسرائيلي في غزة

خلال الجولة، واصل نتنياهو تحدي دعوات وقف إطلاق النار في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى 52,900، وفق مسؤولي الصحة المحليين. وفي اليوم الأخير من الجولة، شنت إسرائيل هجمات جديدة على القطاع، أسفرت عن مئات الضحايا، مما قلل آمال استغلال ترامب للزيارة لإنهاء الحرب. وانتقد شينكر نتنياهو لعدم تقديم خطة لما بعد الحرب، بينما نفى ترامب في مقابلة مع "فوكس نيوز" أي خلاف، مشيرًا إلى أن نتنياهو يواجه "وضعًا صعبًا".

صفقات اقتصادية ضخمة

ركزت الجولة على تعزيز العلاقات الاقتصادية، حيث أمنت استثمارات بقيمة تريليونات الدولارات للاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك صفقات أسلحة مع السعودية بـ142 مليار دولار، واستثمارات قطرية بـ1.2 تريليون دولار تشمل طائرات بوينج، واتفاقيات إماراتية بـ200 مليار دولار تركز على الذكاء الاصطناعي. وأكدت "رويترز" أن دول الخليج تسعى للحصول على أسلحة متطورة ورقائق إلكترونية أمريكية.

جولة ترامب الخليجية أظهرت تحولًا دبلوماسيًا يركز على المصالح الاقتصادية، مع تهميش إسرائيل وتعزيز دور الخليج في النظام الإقليمي الجديد. ورغم استمرار الدعم الأمريكي الرسمي لإسرائيل، فإن التوترات مع نتنياهو والتركيز على الصفقات التجارية تعكس رؤية ترامب العملية للمنطقة.

دراسة تحليلية: كيف يُهرَّب السلاح إلى الحوثيين في اليمن؟ الفاعلون والمسارات من 2014 حتى 2025


محادثات روسية أوكرانية مباشرة في إسطنبول: آمال حذرة بغياب بوتين وزيلينسكي


الحوثيون يلتزمون بوقف الهجمات على أمريكا ويستثنون إسرائيل: مستقبل غامض في البحر الأحمر


إيران على حافة الانهيار: مسؤولون يحذرون من اضطرابات اجتماعية متفاقمة