تحليلات
الصراع في اليمن..
تحليل: رحلة إلى عاصمة اليمن.. من أدخل الحوثيين إلى صنعاء؟
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة منتصف الليل، حين أخبرنا مضيف رحلة اليمنية بأن الطائرة تتجه صوب مطار صنعاء الدولي، من نافذة الطائرة مددت نظري لأرى العاصمة اليمنية التي لطالما تغنى بها الشعراء والفنانون، كانت جميلة بالأضواء التي حولتها إلى لوحة بديعة تعبر عن جمال العاصمة العريقة.
في مدرج المطار هبطنا بسلام، كان ذلك في منتصف مارس/ آذار 2014م، حين ذهبت لحضور ورشة عمل ترعاها منظمة ألمانية.
عند مغادرة بوابة المطار استوقفني سائق التاكسي، وهو مواطن في العقد الخامس، بالسؤال «من أين قدمت؟»، فقلت له: «أتيت من عدن»، قلت له ذلك وأنا أقوم بفتح باب التاكسي، بعد أن أغلقت الباب أخبرته بأني أريد الذهاب إلى وسط صنعاء المدينة.
يبعد مطار صنعاء عن مركز العاصمة بنحو 15 كيلومترًا شمالاً، ويضم إلى جواره مطارًا عسكريًا يعرف باسم «قاعدة الديلمي».
في الطريق إلى وسط العاصمة كنت أتفقد حقائبي لعلي نسيت شيئًا في المطار، حينها، قطع الرجل العجوز الصمت بسؤال، أراد من خلاله فتح الحديث معي: «كيف عدن هذه الأيام؟»، كمن يسأل عن مدينة يعرفها جيدًا وغاب عنها فترة وجيزة.
أجبته بأن عدن بخير، وستكون بخير أكثر في القريب العاجل، ربما أنه فهم مغزى كلامي، ليرد بسؤال آخر: «لماذا تطالبون بالانفصال؟».
أجبته بأن تلك المطالبة شعبية، وبإمكانك سؤال شعب تعداده خمسة ملايين نسمة، أخبرته كذلك بأن صالح والأحمر دمرا الجنوب وقتلا أهله ونهبا ثرواته، وأن هذه المطالبة جاءت كردة فعل على جرائم اليمن في الجنوب.
أقر بذلك، لكنه قال: «مهما فعل اليمن الشمالي بالجنوب لا يحق لهم المطالبة بالانفصال، فالوحدة من الإسلام»، قلت له «الإسلام حرم قتل النفس بغير حق، وحرم كذلك نهب حقوق الناس بالقوة»، خفف من سرعة المركبة، وحاول التظاهر بأنه يحافظ على القيادة، أخبرته بأني سوف أنزل في فندق «أيجل»، وأني لا أعلم أين هو ذلك الفندق، بحكم أني لم أزر العاصمة اليمنية من قبل، فهناك كان ينتظرني زميلي الصحافي عماد الديني.
وحين وصلت إلى بوابة الفندق طلب مني السائق خمسة آلاف ريال يمني «نحو 27 دولارًا»، كانت تلك أجرة التاكسي من المطار إلى صنعاء، دفعت له وأخذت حقائبي نحو بوابة الفندق، حيث أخبرني موظف الاستقبال بأن الغرفة محجوزة، أخذ العامل حقائبي وأدخلها إلى الغرفة.
لم أقابل زميلي عماد إلا في صباح اليوم التالي، حين أخذت مكاني في قاعة المحاضرات، بجانبه، قبل أن تدخل رشيدة الهمداني، مستشارة رئيس الوزراء اليمني حينها محمد سالم باسندوة.
بدأت الهمداني بالحديث عن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في اليمن، كانت تتحدث عن أن سكان بلدة في ريف صنعاء يتفاخرون بـ«ارتكاب الفواحش»، كان حديثـًا صادمًا لي، لم أسمع قط بحديث كهذا.
كانت تسرد كثيرًا من القصص المأساوية التي تتعرض لها المرأة في شمال اليمن، حيث أكدت «أن أبًا أراد الكشف عن ابنته إن كانت بكرًا أم لا، بطريقة أشبه بالاغتصاب»!.
قصص كثيرة، كانت الهمداني تستعرضها كنتاج لما تعانيه المرأة منذ عقود، لكنها في الوقت ذاته تؤكد أن الثورة الشبابية التي أجبرت «صالحًا» على التنازل من رئاسة اليمن لنائبه هادي، قد دفعت المرأة للتحرر نوعًا ما.
في القاعة جَلست عدد من الفتيات والنساء اللواتي لا يرتدين الخمار «غطاء الرأس»، أخبرتني إحداهن أنها عضوة في حزب الإصلاح الإسلامي، لكنها تتعامل مع الجميع كفتاة «يسارية»، ربما أن الإصلاح حاول التخلي عن كثير من القيود الدينية في محاولة لكسب النخب المثقفة في صنعاء، كانت القاعة تضم عشرات الصحافيين والناشطين، الأغلب فتيات، أكثرهن لا يرتدين الخمار، بينهن امرأة في الأربعينات من عمرها، تعرفت عليها، اسمها بلقيس أبو أصبع، عرفت فيما بعد أنها من الموالين للحوثيين، وأنها كانت مرشحة لحقيبة حقوق الإنسان، عقب إسقاط الحوثيين لصنعاء.
حديث رشيدة الهمداني أثار حفيظتي، فهي لم تتحدث عن المرأة في الجنوب، التي وصلت إلى مستوى كبير في التعليم والقضاء والحكم ومجالات عملية مختلفة تعد حكرًا على الرجال، منها قيادة الطائرات، حتى الهمداني ذاتها لو لم تذهب إلى عدن برفقة أسرتها قبل الوحدة، لما وصلت إلى ما وصلت إليه من مكانة رفيعة، فتعليم الفتاة كان ممنوعًا في شمال اليمن، على عكس الجنوب الذي كان فيه التعليم مزدهرًا ومتاحًا للجنسين.
رفعت يدي معترضًا على حديث الهمداني: «حديثك يتمحور في إطار جغرافي ضيق، فأنت تتحدثين عن اليمن «الشمالي»، وفي الجنوب كانت المرأة وما تزال معززة مكرمة، لكن حديثك عن انتهاكات المرأة تتمحور في الشمال، ألاحظ أن في حديثك نوعًا من «الجهوية»، أنتِ لم تذكري ما تعرضت له المرأة في الجنوب من قتل وتنكيل واعتداء من قبل قوات الشمال العسكرية، فهذا يدل على جهوية التفكير والعداء».
سألتها: «لماذا لم تذكري جرائم صنعاء في عدن، وتحديدًا تلك الجرائم التي طالت نساء الجنوب؟»، عددت لها مجموعة من النساء الجنوبيات اللواتي قتلن على يد العسكر الشماليين، كفيروز وعافية وغيرهن».
استدركت الهمداني، وقالت: «نعم في الجنوب كان للمرأة مكانة كبيرة» «قبل أن تترحم على الاحتلال البريطاني للجنوب»، أسرعت إلى تدوين ذلك، ثم نشرته كخبر صحفي: «مستشارة رئيس الحكومة اليمنية تترحم على الاحتلال البريطاني».
صحافية تعمل في صحيفة تابعة لتيار الإصلاح الإسلامي اعترضت على حديثي، كانت ترتدي خمارًا أسود يغطي كل رأسها باستثناء عينيها اللتين ترمقني بهما بغضب، وقالت: «الوحدة معمدة بالدم، ولا يمكن التنازل عنها»، لم أعر حديثها أي اهتمام وذهبت لشرب الشاي.
في المساء، تلقيت اتصالاً من الإعلامية العدنية ابتهال عون، التي شاركت معنا في الورشة، وغادرت إلى منزل تستأجره في صنعاء، فهي تعمل في قناة اليمن الرسمية، قالت لي: «أقترح عليك أن تستغل وجودك في صنعاء وتطوف الشوارع للتعرف على العاصمة»، قلت لها إن لدي الكثير من المهام الإعلامية، وسوف أفعل ذلك حال الانتهاء من عملي.
خرجت من بوابة الفندق، وأول شيء قابلته مخيمات الاعتصام التي مر عليها نحو أربعة أعوام، وقد تحولت إلى مساكن شعبية.
خضعت للتفتيش في مدخل البوابة الرئيسية للمخيم، من قبل عناصر حوثية، تجولت في المخيم، في حين كانت المعارك على أشدها في ريف صنعاء، حيث كان الحوثيون يحاولون اقتحام العاصمة اليمنية صنعاء عسكريًا، لكن الآلاف من عناصر المليشيات متواجدة بالفعل في صنعاء، وتنتظر ساعة الصفر.
فالحوثيون دخلوا صنعاء وشاركوا في مؤتمر الحوار اليمني الذي رعته المبادرة الخليجية، لكن دخولهم إلى صنعاء أتى بإيعاز من صالح وجماعة الإخوان، والأخيرة أرادت أن تكسب ودهم.
وقدم مؤتمر الحوار اعتذارًا للحوثيين الذين شاركوا في مؤتمر الحوار كفصيل سياسي، مع أنهم ليسوا كذلك، بل هم جماعة سلالية تعتنق المذهب الشيعي وتسعى لإيجاد موطئ قدم لإيران في اليمن، عقب تمردهم على السلطات الحكومية.
أثار تقرير إخباري نشرته صحيفة «عكاظ» السعودية العريقة، ردود فعل واسعة في أوساط يمنيين مناهضين للانقلاب في بلادهم، عقب تأكيدات أوردتها الصحيفة عن علاقة قيادات في حزب الإصلاح، الذي أيد عاصفة الحزم بعد عشرة أيام من انطلاقها، بالتعاون مع الحوثيين. الغضب اليمني دفع الإصلاحيين اليمنيين إلى توجيه اتهامات للرياض بأنها تسعى لتسليم اليمن لإيران.
السعودية اتهمت رسميًا وعبر صحيفة «عكاظ» جماعة الإخوان بالتورط في إدخال الحوثيين إلى صنعاء، وقالت الصحيفة في تقرير لها «إن توكل كرمان هي من سهلت للحوثيين دخول صنعاء، ونصبت لهم الخيام في ساحة التغيير».
ولم تقتصر الاتهامات للإخوان بالتسهيل للحوثيين لدخول العاصمة، فقد سبق ذلك أن تحدث معي محمد العنسي، أحد قادة ساحة التغيير بصنعاء، في مارس «آذار» 2014م، بألم وحسرة عن أيام الثورة الأولى، التي قال إنهم خرجوا فيها من أجل الحصول على دولة مدنية تساوي بين الجميع.
كان العنسي يرابط بخيمة في ساحة التغيير، وعلى باب الخيمة نصب لافتة كبيرة تحتوي على عبارات تلعن علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر.
وعن اللافتة يقول محمد: «إن علي محسن الأحمر «وهو زعيم عسكري أخواني وقائد للفرقة الأولى مدرع» هو من تآمر على ثورتنا، وقد وضعنا كثوار في معسكر مغلق ومنعنا من خروج مسيرات لإسقاط نظام علي عبد الله صالح».
يذكر محمد الخلافات والتباينات التي كانت تحصل في الساحة وتصل إلى «أن يتدخل جنود الفرقة إلى جانب نشطاء الإخوان المسلمين ضدنا – نحن المستقلين-».
ما حصل «يقول محمد العنسي» أنها «كانت مؤامرة على الثورة، كما حصل في ثورة 26 سبتمبر»، التي يقول إنها «لم تحقق تطلعات الشعب في الشمال».
بالقرب من ساحة التغيير تقع جولة «شهداء الكرامة»، أربعة من رجال شرطة المرور يتمركزون في التقاطعات، وعلى عمود للإضاءة نصبت لوحة ضخمة عليها صور قتلى «جمعة الكرامة».
عن الحادثة يقول ناشطون إن «هؤلاء هم شهداء الكرامة سقطوا برصاص مسلحين يقال إنهم استهدفوا الثوار من هذا المنزل» «يشير بيده ناحية عمارة تقع إلى اليسار من جولة على مدخل الساحة».
يقول عمار «ناشط» إن عملية قتل الثوار لم تثبت على طرف بعينه، هناك من يتهم النظام السابق، بينما النظام السابق يتهم الأخوان المسلمين بقتل المتظاهرين، «يضحك» «كل واحد يتهم الآخر، وهكذا!».
في الـ18 من مارس 2011م قتل نحو «45» من المتظاهرين، معظمهم من طلاب الجامعات، وجرح 200 آخرون في ثلاث ساعات فقط، وفقـًا للأرقام التي جمعتها منظمة «هيومن رايتس ووتش».
الحوثيون الذين كانوا أعداء خلال ست حروب خاضوها ضد الجيش اليمني، باتوا اليوم ثوارًا، ولكن بعد أن انتهت الثورة، فعلى الرغم من أن مليشياتهم كانت تخوض قتالاً ضد الجيش في ريف صنعاء، ألا أن تواجدهم في صنعاء بات كبيرًا جدًا.
«الحوثيون يعدون رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية في الشمال»، يقول عبد الله صالح، مشرف على «خيمة» لعرض صور انتهاكات الطائرات الأمريكية للسيادة في اليمن وقتل العشرات من المدنيين، يتابع «إن أنصار الله ليسوا مختزلين في صعدة وعمران بل إنهم ينتشرون في معظم المحافظات اليمنية الشمالية، من صعدة شمالاً إلى تعز جنوبًا، ولديهم قواعد وأنصار كثر».
وفي المعرض عشرات الصور لانتهاكات جنود أمريكيين لما يقول صالح إنهم مسلمون في اليمن والعراق والشيشان، وعلى جنبات الخيمة الداخلية توجد ملصقات فيها فتاوى لرجال دين يمنيين بينهم الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي.
يتحدث محمد المطري، وهو من بلدة بني مطر، إلى الغرب من صنعاء العاصمة «الكثير من اليمنيين يعتقدون أن الحوثي أو أنصار الله في صعدة فقط، وهذا ليس صحيحًا، «أنصار الله» في كل مكان».
صور كثيرة تحتويها الخيمة لجنود أمريكيين، قيل إنهم يسكنون في مقر يقع بجانب ثانوية للبنات وسط العاصمة.
يحيى، شاب في العشرينات من العمر، يمتلئ فمه بأوراق القات، يتحدث عن ثورة تم الانقلاب عليها من قبل جماعة الإخوان، يقول يحيى «الإصلاحيون رفعوا خيمهم قبل بدء مؤتمر الحوار الوطني في مارس من العام المنصرم، دعتهم توكل كرمان ولحقوا بها».
وعمن بقي في الساحة يقول: «من بقي في الساحة هم الأحرار الذين رفضوا ما أنتجته المبادرة الخليجية، الناس هنا لا يسعون إلى تسليم دولتهم لجماعة إرهابية»، بحسب التصنيف في اليمن لجماعة الإخوان.
يتقسم المئات من الناشطين في الساحة بين الحوثيين والمستقلين؛ حيث أطلق المستقلون على ساحتهم «حارة دبش» على عكس الحوثيين الذين يأخذون الطابع الديني والمذهبي في تسمياتهم للمخيمات».
الإخوان يمكنون الحوثيين من صنعاء
تظاهر الإخوان كثيرًا بقتال الحوثيين «الشيعة»، خاصة خلال منتصف العام 2014م، لكن عقب سقوط عمران في يوليو/ تموز من العام ذاته، ذهبت قيادات الجماعة إلى صعدة لتوقيع اتفاقية سلام مع زعيم الحوثيين، الأمر الذي فتح المجال أمامهم للتواصل مع الجانب الإيراني.
وقد أخبرني صحفي يمني في صنعاء حينها «أن قيادات في الإصلاح التقت السفير الإيراني في صنعاء، واتفقت معه على عدم قتال الحوثيين»، عقب تصريحات صدرت من قادة الجماعة بأن لديهم 40 ألفـًا من المقاتلين، الذين قالوا إن لديهم القدرة على إيقاف التمدد الحوثي إلى صنعاء، لكن الجماعة رفعت شعار «لن ننجر»!.
استطاع الحوثيون، بدعم من المخلوع صالح، إسقاط العاصمة اليمنية صنعاء، دون أي قتال حقيقي في غضون ساعات، على الرغم من أن قوات الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها جنرال إخواني، تتمركز في الضاحية الشمالية لصنعاء، وهي لم تمنع الحوثيين من اقتحام العاصمة.
الإخوان: الحوثيون أخوتنا
يوم الاثنين 22 سبتمبر/ أيلول 2014، وجه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» رسالة إلى أنصار الحزب، دعاهم فيها إلى عدم الانجرار للصراع المذهبي وتكرار تجارب العراق وسوريا، في ظل سيطرة الحوثيين الشيعة على الأمور بصنعاء».
وقال زيد بن علي الشامي، رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع، في رسالة نشرها الموقع الرسمي للحزب حينها، إن اليمن تمر بـ«لحظة فارقة»، داعيًا إياهم إلى «التجمل بالصبر والحلم والتزام المنازل، وعدم الانجرار لأي من دعوات للعنف والانتقام» مضيفـًا: «أنتم حزب سياسي ولستم مسئولين عن حماية مؤسسات الدولة، كما أنكم لستم البديل عنها».
وتابع الشامي بالقول لأنصار الحزب: «يجب ألا تستفزّكم المستجدات المتسارعة فتخرجوا عن نهجكم السلمي، حتى مع نهب بعض منازلكم ومقراتكم ومؤسساتكم، أيها الإصلاحيون لقد أعددتم أنفسكم للسلم وليس للحرب، وللبناء وليس للخراب، والوقت ليس مناسبًا للعتاب ولا للتقويم والحساب؛ فالكيد والتآمر الداخلي والإقليمي والدولي لا يخفى عليكم، فإياكم ثم إياكم أن تندفعوا لتكرار تجارب الصراع المدمر في دول أخرى كسوريا والعراق».
وطالب الشامي الإصلاحيين حينها: «عودوا إلى ميادين التربية والتوجيه والعطاء، أعطوا أنفسكم فسحة من الوقت للمراجعة والبناء الداخلي، الجؤوا إلى الله ولا تثقوا بغيره، فهو سبحانه الذي له الأمر من قبل ومن بعد، و«سيجعل الله بعد عسر يسرًا»».
وبرز حينها أيضًا، إعلان صادر عن وزير الداخلية الإخواني اللواء عبده حسين الترب، وجه عبره الدعوة لكافة منتسبي الوزارة في أمانة العاصمة بعدم الاحتكاك مع الحوثيين أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات، والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، واعتبارهم «أصدقاء للشرطة».
ولم تشفع للإخوان كل تلك التسهيلات التي قدمت للحوثيين، فقد اقتحم مسلحون من المليشيات منازل قادة الإخوان في صنعاء، ونهبوا محتوياتها، لكن جماعة الحوثي عدت ذلك بأنه تصرف فردي ووعدت بالمحاسبة.
وفي يناير/ كانون الثاني 2015، كان الحوثيون يحاصرون الرئيس هادي وأعضاء حكومته، فيما كان الإصلاحيون يحاورون ممثلي المليشيات في فندق موفنبيك، قبل أن يصلوا إلى حل يتم بموجبه نقل السلطة من هادي إلى أي شخصية أخرى يتوافق عليها المتحاورون.
وعقب تمكن الرئيس هادي من الخروج من صنعاء، في فبراير/ شباط 2015، ووصوله عدن، وقف الإصلاحيون موقف الحياد من الحرب، 11 يومًا من انطلاق عاصفة الحزم، ليعلنوا تأييدهم للتحالف العربي لدعم الشرعية، بعد ذلك، مارسوا دورًا مشبوها في الحرب، غير أنهم بنوا قوات عسكرية واستولوا على أسلحة قدمها التحالف العربي للمقاومة الوطنية، قبل أن يرحبوا أخيرًا بالمبادرة التي قدمها ولد الشيخ، وطالبت بتقليص صلاحيات الرئيس هادي، فيما ذهب بعض قادة الإصلاح، ومنهم عباس الضالعي، إلى القول «إن على هادي ترك السلطة»، واصفـًا إياه بـ«الكارثة».