تقارير وتحليلات
العلاقة مع قطر باقية..
تقرير: إخوان اليمن.. إلى أين يقودون الرئيس هادي؟
اثار الخطاب الأخير الذي القاه الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي جدلا واسعا في اليمن، على خلفية تجاهله الأزمات التي تضرب البلاد وخاصة الجنوب المحرر من المليشيات الانقلابية الموالية لإيران، فيما انتقد قانونيون دوليون مفردات الخطاب التي تجاهلت ذكر أي دور للإرهاب القطري في البلاد، قبل ان يفسر آخرون الخطاب بأنه خرج من مطابخ تنظيم الإخوان المسلمين الذين يتحكمون في القرار الرئاسي اليمني.
وقال استاذ في القانون الدولي ان الرئيس هادي القى خطابا ركيكا لا يليق به في الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما اعتبر محلل سياسي جنوبي بأنه خطاب قطري إخواني تجاهل الدور التخريبي للدوحة في البلاد.
ودون خبير القانون الدولي الدكتور محمد السقاف بعض الملاحظات على خطاب هادي "توجيهه الشكر للأمين العام للأمم المتحدة لجهوده للدفع بعجلة السلام في (بلادي) اليمن.. تعبير في (بلادي) لم تكن موفقة فهو رئيس دولة اليمن وليس اورجواي كان يمكن ان يكتفي بالقول (في اليمن) دون بلادي في اليمن، مثل هذه التعابير تلقى في مظاهرات خارجية".
وقال ان الخطاب حمل صيغا غير مفهومة في بعض العبارات".
وأوضح السقاف "ان هادي أورد مصطلح "اننا (نتصارع)" وهي عبارة معقدة وغير مناسبة.
وأضاف "عندما ذكر (يعتبر الحوثيون عرقاً متميزا من الناحية الاجتماعية فهذا غير صحيح ولكن صحيح ما جاء في الخطاب انهم سياسياً (يؤمنون بحقهم الحصري في الحكم باعتباره حقاً الهياً - معلومة خاطئة، وبالقول ان الحكومة اليمنية تمد يدها للسلام في كل جولة من جولات المشاورات ابتداء من (بيل وجنيف مروراً بمشاورات الكويت) مؤتمر جنيف سبق مؤتمر (بيل) ولم تجر المشاورات ابتداء من بيل".
وقال السقاف "أتوقف هنا من متابعة ركاكة واخطاء الخطاب الرئاسي امام رؤوساء الدول وممثليهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا توجد رؤية في الخطاب، وليس الخطأ ملقيا علي الرئيس هادي بشكل مباشر وإنما على من كلفه بكتابة خطابه، وهي مسئولية ملقاة عليه بشكل غير مباشر".
واعتبرت تقارير اخبارية ان "كلمة الرئيس اليمني أكدت على تبني خطاب الاخوان المسلمين شكلاً ومضموناً".
وقالت تقارير اخبارية "إن الخطاب الذي كتبه مستشاره نصر طه مصطفى كيدي موجه في مضامينه ضد التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده السعودية ويسعى بشكل واضح للنيل من جهود الامارات والسعودية باليمن في محاولة لبث الخلافات بين بلدان قادة التحالف".
ويعتقد مهتمون في الشأن اليمني "ان خطاب هادي هو امتداد للخطاب الاعلامي القطري وجماعة الاخوان المسلمين، وهو ما قد يحمل في طياته نوايا الرئيس هادي بالتحالف مع قطر بشكل مكشوف والنيل من الامارات أولاً ثم المملكة العربية السعودية وذلك ضمن خطة تقودها قطر وبلدان غربية ضد التحالف".
لكن ما بات يثير الاستغراب هو حالة الثناء التي قوبلت بها كلمة الرئيس هادي من جناح تنظيم الإخوان في المملكة العربية السعودية، وخاصة من جانب الدبلوماسيين وأبرزهم السفير السعودي لدى اليمن محمد آل الجابر الذي سبق له وعاتب الإخوان على تجاهل مشاركة الرئيس الانتقالي في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفسرت تقارير اخبارية ان "هادي الذي ظهر محاطا بمستشارين ومدير مكتبه وسفيره بواشنطن المحسوبين على الاخوان أراد المرور سريعاً على ذكرى ثورة 26 سبتمبر ليكون الاحتفال بها ضمن فقرة في خطابه الطويل وهو الامر الذي لم يحدث من قبل اي رئيس في تاريخ الثورة منذ 58 عاماً على قيامها، رغم ما تحمله دلالات الاحتفال بها هذا العام من أهمية استثنائية في مواجهة مشاريع الظلام الحوثية المتخلفة التي انقلبت على مضامينها وأهدافها وراحت تهدم الدولة وتزرع الفرقة والموت في المجتمع".
وتجاهل هادي الدور الكبير لدولة الامارات في تحرير الجنوب وتأمينه من الارهاب واعادة البنية التحتية لميناء ومطار عدن وقطاعات التعليم والصحة وغيرها من المشاريع التي دعمتها الإمارات.
واعتبر تقرير صحفي نشرته وسائل إعلام محلية "تجاهل الرئيس هادي لجسامة التضحيات والأدوار التي تقوم بها الامارات والتضحية بالدم والمال بالتعاون مع السعودية لإعادة الشرعية وهزيمة مشروع الانقلاب يحمل مشروعاً غادراً لا تخطئه العين ضد التحالف وقد تكشف عنه قادم الأيام بشكل أكثر وضوحا".
ولفتت الى "ان وزير الخارجية الإماراتي الذي استقبله هادي على هامش الاجتماع لم يحظ باي اهتمام اعلامي رسمي، اذ يمكن تفهم تجاهل اعلام الاخوان وتهجمه على اللقاء تماشياً مع اعلام قطر لكن ما يبدو استسلاماً كاملاً من قبل هادي لجماعة الاخوان بحاجة ليقظة السعودية أولاً لفهم ما يدور في عقل الرئيس عبدربه منصور هادي".
واثار احتفال نظمه سفير اليمن في واشنطن أحمد عوض بن مبارك جدلا واسعا، حيث اظهرت صور بثت على الانترنت الرئيس هادي وهو يحتفل برفقة وزير الخارجية خالد اليماني ومدير مكتبه عبدالله العليمي والسفير اليمني في واشنطن أحمد بن مبارك ومستشاره نصر طه مصطفى.
وقال الدكتور حسين لقور بن عيدان المحلل السياسي الجنوبي تعليقا على صورة الاحتفال "عندما تغيب أدنى درجات الشعور بالمسؤولية وتختفي كل معالم الرجولة والاخلاق ويفقد المسؤولون ارتباطهم بالواقع ويصبحون مجرد آلات تدوس على أي شيء أمامها يمنعها من كسب المزيد من المال والسلطة".
وأضاف "لا شيء يمكن ان يقال أكثر مما تقوله هذه الصور رئيس مغيَب وعصابة سرق وفاسدين تركت شعبا يموت جوعا".
من ناحية أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية في الولايات المتحدة الأمريكية عن قيام أحمد عوض بن مبارك بعرقلة حضور الرئيس هادي لاحتفال نظمته الجالية اليمنية بمناسبة ذكرى الثورة اليمنية، قبل ان يظهر هادي محتفلا مع مجموعة من معاونيه المحسوببن على الإخوان".
وقالت المصادر ان شخصيات جنوبية وأخرى من حزب المؤتمر الشعبي العام حاولت الالتقاء بالرئيس هادي، لكن بن مبارك حال دون ذلك.
وقال الكاتب والسياسي الجنوبي هاني مسهور معلقا على خطاب هادي "كانت فرصة تاريخية للمطالبة بوقف تدخلات قطر الى جانب ايران فكلاهما يفعلان باليمن الأفاعيل".
وخاطب مسهور الرئيس اليمني الانتقالي قائلا "تجاهلكم للتدخلات القطرية وعدم التصدي لها برغم اعلانكم في ٦ يونيو ٢٠١٧م مقاطعة قطر لم تعد مسألة مبررة اطلاقا".
وتسعى الحكومة الشرعية التي تؤكد تقارير اخبارية انها باتت تحت سيطرة الإخوان للتحالف مع قطر التي اعلنت دول التحالف العربي مقاطعتها قبل أكثر من عام.
وتفيد مصادر سياسية (اليوم الثامن) "بوجود اتصالات بين اطراف في ادارة الرئيس اليمني والجانب العماني، لتنسيق الجهود المناهضة للتحالف العربي".
وقد توجت تلك الجهود بعودة السياسي اليمني المثير للجدل أحمد مساعد حسين، الذي عاد إلى شبوة قادما من مدينة صلالة العمانية، حيث تقيم هناك قيادات جنوبية مرتبطة بطهران.
وأعلن مساعد فور وصوله عن موقف مناهض للتحالف العربي، فيما قدمت قطر مبادرة لإيقاف الحرب وجلوس مختلف الاطراف على طاولة الحوار لإيقاف الحرب.
وسبق لقطر ان رعت صفقة مصالحة بين تنظيم الإخوان المسلمين وجماعة الحوثيين، لكن ما بات يثير الشكوك للمؤيدين للتحالف العربي هو الدور الذي يلعبه سفير الريال لدى حكومة هادي محمد آل الجابر والمحسوب على جناح الإخوان في السعودية.
الجابر وفق العديد من المصادر، يقف وراء احداث سقطرى والمهرة، وباتت تحركاته تصب في اتجاه اعادة احياء جماعة الإخوان السعودية بعد ان تم عزل ولي العهد السابق محمد بن نايف.
دخول عمان في معمعة الصراع اليمني، ثمنه السيطرة على محافظة المهرة الجنوبية، في حين تسعى قطر وايران إلى اعادة التحكم في الممر الدولي بعد وقف الحرب.
وجمد الإخوان العديد من الجبهات أبرزها جبهة نهم وميدي والبيضاء وسط اليمن، حيث افادت مصادر عسكرية وثيقة ان العميد مفرح بحيبح المحسوب على تنظيم الإخوان سلم مواقع في محافظة البيضاء وانسحب منها وترك قوة عسكرية تقاتل الى جانب قواته لكنها لا تدين بالولاء للإخوان وقتل من تلك المجموعة 11 مقاتلا اغلبهم قبليون مناهضون للحوثي.
وقال مصدر عسكري لـ(اليوم الثامن) "إن بحيبح سحب قواته من جبهة فضحة الملاجم، قبل ان ينفذ الحوثيون التفافا تسبب في مقتل 11 مقاتلا".. مؤكدا ان "القتلى من لواء عسكري يقوده قائد عسكري جنوبي يدعى المنصوري وهو من ابناء بيحان شبوة".
ويبدو ان الإخوان يمضون في خلق تحالف جديد بعيدا عن السعودية والإمارات اللتين تقودان تحالفا عربيا لمحاربة التمدد الايراني.
وقد برر مسؤولون موالون لهادي التحالف الإخواني الحوثي معتبرين ان ذلك ضرورة مرحلية لوقف الحرب ضد الاخوان.
ويعتقد الإخوان ان الذهاب نحو معسكر إيران قطر تركيا سوف يحمي التنظيم من أي حرب قد تشن عليه جراء تورطه في عمليات ارهابية استهدفت الجنوب، لكن ذهاب الاخوان قد ربما لا يكون منفرا خاصة وانهم باتوا يتحكمون بالقرار الرئاسي، ولكن هذا يعني ان حكم الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي قد ينتهي.
واذا ما مضى الإخوان والحوثيون في الجلوس على طاولة انهاء الحرب، كما اقترح ذلك امير قطر، فإن الإخوان قد يسعون أولا إلى السيطرة على الجنوب، قبل ان يقدموا على ازاحة الرئيس هادي.