تحليلات

عرض الصحف العربية..

تقرير: فلسطين في الأمم المتحدة.. كلامٌ كلامٌ ولا حلول

صحف عربية

أبوظبي

توجهت الأنظار، أمس الخميس، نحو الخطاب المرتقب للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعد تسريبات عن خطاب استثنائي يقلب الطاولة على إسرائيل، وتوقعات بأن يحمل شيئاً من الأمل لإنقاذ القضية الفلسطينية.


وعلى الرغم من أن الخطاب حمل رسائل كثيرة، بعضها مبطن والآخر كان واضحاً وموجهاً، حيث وجه تهديدات مباشرة لإسرائيل وأمريكا، وهدد أيضاً باتخاذ خطوات حال لم تنجح جولة الحوار الأخيرة مع حماس، إلا أن أوساط سياسة جزمت بأن عباس غير قادر على تنفيذ تهديداته، وأن الخطاب جاء مثله مثل كل الخطابات التي سبقته.

واهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة، بالملف الفلسطيني في الأمم المتحدة الذي جاء على ألسنة متعددة ما بين أبومازن والرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الفلسطيني، إلا أن محللين رأوا أن خطاب عباس يُمثل بؤس الواقع الفلسطيني، فيما تباينت ردود الفعل في الساحة الإسرائيلية، عقب تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن حل الدولتين.

آمال وتوقعات

وفي التفاصيل، اعتبر الكاتب عبد المجيد سويلم، في مقال بصحيفة "الأيام" الفلسطينية، إن خطاب الرئيس الفلسطيني بمثابة "مرافعة"، وقال إن الخطاب "جاء في لحظة فاصلة بين مرحلتين. مرحلة انتهت وغادرت بعد أن عجز العالم عن إلزام إسرائيل بالسلام، ومرحلة انتقال الولايات المتحدة من موقع الوسيط المنحاز لإسرائيل إلى موقع المشارك المباشر في دعم السياسات الإسرائيلية بصورة مباشرة وعلى رؤوس الأشهاد".

ولفت سويلم إلى أنه "لم يكن ممكناً أن تشن الولايات المتحدة هذه الحرب المعلنة على الشعب الفلسطيني وحقوقه وقيادته ومؤسساته لولا أن فلسطين قد تحولت إلى حقيقة سياسية راسخة وقوية، إلى درجة أن وقف تحولها إلى حقيقة سيادية بات صعباً أو مستحيلاً دون شن هذه الحرب"، غامزاً إلى حماس بحديثه عن "مرافعة" عباس التي عدها "القول الفصل الذي سيسمعه العالم، كل العالم باسم الشعب الفلسطيني، كل الشعب الفلسطيني بمن فيهم بعض هواة السياسة الذين لهم ميليشيات مسلحة تزيّن لهم أن فلسطين مجرد ورقة أو أداة سياسية أو غطاء للتستر خلفه في لعبة الأمم والمحاور والجماعات".

بؤس الواقع الفلسطيني

وفي سياق متصل، رأى محللون سياسيون فلسطينيون، في حديثهم لصحيفة "القدس"، أن الخطاب الذي ألقاه عباس حمل الكثير من الرسائل، بعضها إيجابي من خلال حديثه عن العلاقة مع إسرائيل وأمريكا، وبعضها سلبي من خلال حديثه عن ملف الانقسام والمصالحة الداخلية في إطار دولي.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، أن "هناك رسائل إيجابية في الخطاب تتمثل في الرسائل الواضحة الموجهة لأمريكا وإسرائيل، وتأكيده أن القدس الشرقية بأكملها عاصمة للفلسطينيين. فيما حمل الخطاب رسالة سلبية تتعلق بالقضية الداخلية من منبر الأمم المتحدة، الذي لا يعد مكاناً يمكن التحدث فيه عن الشأن الداخلي الفلسطينية والأزمة الداخلية، وأن يتم التهديد بهذه الطريقة في حال فشلت جولة الحوار التي حدد أنها الأخيرة لحماس".

واستبعد ابو سعدة أن يلجأ الرئيس عباس لتنفيذ التهديدات المتعلقة بإسرائيل والولايات المتحدة، وقال "هو تحدث عن أن المجلس الوطني والمركزي هو من طالبه بقطع العلاقات، وهذا يشير إلى أنه لا يريد أن يفعل ذلك، وأن الأمر مجرد مطالبات، ولذلك من المستبعد أن يلجأ لقطع العلاقة مع الاحتلال أو إعادة النظر فيها، أو حتى عدم احترام الاتفاقيات السابقة، ولذلك أصبح خطابه وحديثه مستنسخاً ولا يحمل أي جديد".

من ناحيته، قال المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن الرئيس عباس "اعترف بوجود إجماع فلسطيني على تجاوز أوسلو ومطالبته بسحب الاعتراف بإسرائيل، ولكنه لم يستجب في مخالفة واضحة لقرارات الفلسطينيين، وتمسك بكل ما يخالف مطالبهم". وأضاف "مشهده خلال الخطاب محزن جداً، ويمثل بؤس الواقع الفلسطيني".

ردود فعل إسرائيلية

من جهة أخرى، عرضت صحيفة "الغد" الأردنية، ردود فعل متناقضة في الحلبة السياسية الإسرائيلية على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن حل الدولتين. ففي حين عبر قادة اليمين الاستيطاني عن رفضهم لقيام دولة فلسطينية، فإن المعارضة البرلمانية عبّرت عن ترحيبها بالتصريح، رغم أن مفهوم الدولة الذي يقصده ترامب، قد لا يبعد كثيراً عما عرضه نتانياهو قبل سنوات، أي دولة ممسوخة فاقدة للسيادة والصلاحيات، ومحاصرة من الجهات الأربع والجو.

وقال النائب المستوطن المتطرف من ذات التحالف، بتسلئيل سموتريتش: "سيكون غريباً جداً إذا ما عاد الرئيس ترامب إلى أخطاء أسلافه، وحاول العمل على أساس إقامة كيان إرهابي معاد، يواصل السعي لإبادة دولة إسرائيل". أما زعيمة المعارضة البرلمانية، النائبة تسيبي ليفني، فقالت: "أرحب بموقف الولايات المتحدة الصلب إلى جانب أمن إسرائيل وكذا تأييد الرئيس ترامب لحل الدولتين القويتين. هذا وذاك هامان لمستقبلنا".

فيما لفت المحلل حيمي شليف في صحيفة "هآرتس"، إلى أن "عدم الثقة الذي خلقه ترامب في الساحة الدولية في كل ما يتعلق بعلاقته مع الفلسطينيين سيجعل تصريحاته الأخيرة تحظى بموجة ضحك تلقائية. ولكن في الوقت الذي كشف فيه ترامب في نيويورك عن حبه المتأخر لحل الدولتين، من أجل أن يرمي للفلسطينيين عظمة، كما يبدو، حرص أيضاً على التفاخر من جديد بالخطوات التي أبعدت الفلسطينيين عن طاولة المفاوضات منذ البداية".

كاريكاتير

أما صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فعقَبت على الملف الفلسطيني أمام الأمم المتحدة، بكاريكاتير للرسام الأردني أمجد رسمي، يلفت إلى الحال الذي وصلت إليه "عملية السلام"، بين تلاعب ترامب ونتانياهو، وضعف عباس، والانقسامات الداخلية الفلسطينية.

الحشد الشعبي يجهّز قوة باسيج لقمع الاحتجاجات في البصرة

قالت مصادر محلية في مدينة البصرة جنوب العراق، إن السكان المحليين يحضرون لموجة احتجاج جديدة، بعد تظاهرات شعبية انطلقت مطلع الشهر الجاري، على خلفية تعرض الآلاف من الأشخاص إلى التسمّم بسبب تلوث مياه الشرب ونقص الخدمات الصحية.

ولعبت موجة احتجاجات البصرة الغنية بالنفط، والتي تحاذي إيران، دورا مؤثرا في توجيه البوصلة السياسية العراقية نحو ضرورة تشكيل حكومة جديدة تعمل على تلبية طلبات المتظاهرين إثر انتخابات عامة غير حاسمة.

وكان واضحا اتجاه حركة الاحتجاج الشعبي ضد النفوذ الإيراني في البصرة، إذ تعرضت القنصلية الإيرانية في المحافظة، ومقار عدد من الأحزاب والحركات العراقية الموالية لطهران، إلى الحرق من قبل متظاهرين غاضبين، فيما ضغط المتظاهرون على رئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل تغيير المسؤول العسكري عن المحافظة.

واستجاب العبادي لرغبة المتظاهرين، وأمر بنقل الفريق الركن جميل كامل الشمري من قيادة عمليات البصرة، ليُكلفه بمهام رئيس جامعة الدفاع للدراسات العسكرية، على وقع معلومات تشير إلى التحضير لموجة احتجاجات جديدة.

وجاء قرار العبادي بعد مؤشرات ميدانية على نية الأحزاب الموالية لإيران فرض سيطرتها المسلحة على البصرة.

وقتلت ناشطة مدنية أسهمت بفاعلية في حركة الاحتجاج، الثلاثاء، بنيران مجهول. وبرغم أن شرطة المدينة حاولت الإيحاء بأن دوافع شخصية تسببت في مقتل الناشطة، إلا أن نشطاء البصرة أشاروا بأصابع الاتهام إلى ميليشيات موالية لطهران بالوقوف خلف الجريمة التي هزت المدينة.

ويربط النشطاء بين هذه الحادثة والإعلان الذي صدر عن قوات الحشد الشعبي في البصرة، بشأن تطويع نحو عشرة آلاف مقاتل، لتشكيل “قوة باسيج”، على غرار الموجودة في إيران، لضبط الأمن الداخلي.

ويشير هذا الإعلان إلى رغبة إيرانية واضحة في السيطرة على أمن البصرة الداخلي لقمع أي حركة احتجاج مستقبلية.

ويقول مراقبون إن حلفاء إيران في البصرة يشعرون بالقلق إزاء تنامي مشاعر العداء بين عامة الناس ضدهم.

وعمليا، تسيطر ميليشيات موالية لإيران على مختلف الأنشطة التجارية في البصرة التي توصف بأنها عاصمة العراق الاقتصادية، ويخرج منها نحو 75 بالمئة من النفط العراقي المصدر، كما تهيمن هذه الميليشيات على ميناء أم قصر، وهو أهم إطلالة عراقية على البحر، إذ تتحكم في الشركات المشغلة له وتسيطر على التوظيف داخله وتفرض أتاوات على المستوردين والمصدرين.

وبينما تنتعش استثمارات قادة هذه الميليشيات، يرزح سكان البصرة تحت واقع اقتصادي صعب، إذ تفتقر المدينة إلى المياه الصالحة للشرب والطاقة والخدمات الصحية والبلدية، وتسجل البطالة معدلات مرتفعة بين شبانها.

ويفسر هذا الواقع الغضب البصري الكبير ضد النفوذ الإيراني في هذه المحافظة.

وألمح حلفاء إيران في البصرة إلى أن قائد عملياتها السابق، جميل الشمري، سهل للمتظاهرين إحراق مبان تابعة لأحزاب وشخصيات موالية لطهران، لذلك انضموا إلى جهود المحتجين الساعية إلى استبداله.

واتهم قيس الخزعلي، زعيم حركة عصائب أهل الحق، “الولايات المتحدة والسعودية بتأجيج احتجاجات البصرة”. وألمح إلى أن حلفاء هاتين الدولتين في البصرة يحضرون لموجة احتجاجات جديدة.

ويقول مراقبون إن رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يوشك على مغادرة منصبه لصالح السياسي الشيعي عادل عبدالمهدي، يواجه تحديا مركبا في البصرة.

ويتوجب على العبادي حماية المؤسسات العامة ومقار الأحزاب والحركات السياسية في البصرة من غضب المحتجين. لكنه مطالب أيضا بحماية المحتجين من الميليشيات الموالية لإيران.

ويلمّح حلفاء إيران في البصرة إلى أنهم لن يقبلوا تكرار مشهد انسحاب القوات الأمنية الرسمية من أمام مباني المؤسسات الرسمية والحزبية عندما اشتدت الاحتجاجات في السادس من الشهر الجاري، ليقوم المتظاهرون بإحراقها.

ولا يتردد قادة الميليشيات العراقية الموالية لإيران في الإعلان أن قواتهم ستتصدى للمحتجين، في حال انسحبت قوات الأمن من أمامهم مجددا.

ويقول مراقبون إن حجم الغضب الذي يعتمل في نفوس سكان البصرة، جراء الإهمال وسوء الإدارة والفساد، ينبئ بموجة احتجاجات ربما تخرج عن السيطرة، ما لم تسرع القوى السياسية العراقية إلى تشكيل حكومة جديدة تهدّئ الأوضاع.

ويحاول البرلمان العراقي المنتخب حديثا أن يلعب دوره في تهدئة احتجاجات البصرة، لذلك وضع ملف المدينة على طاولته في جلسته العملية الأولى، التي تلت جلسات انتخاب رئاسته.

وقال نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي إن مجلس النواب سيوصي بسحب يد عدد من الوزراء، بعد فشلهم في إدارة الملفات الخدمية التي تخص البصرة. وقال إن البرلمان شكل لجنة لمتابعة عمل المؤسسات الحكومية في المدينة.

وانضمت السفارة الأميركية إلى جهود الدعم لفك اختناق الخدمات في البصرة.

وأعلن السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان، الخميس، أن “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالشراكة مع اليونيسف تعمل على زيادة فرص الحصول على المياه النظيفة لـ750 ألف مواطن من سكان البصرة، بما في ذلك سكان مناطق الرباط والجبيلة والموحد والهارثة وعلى طول شط العرب”.

وأضاف أن “الدعم الأميركي سيقوم بشراء وتثبيت مضخات المياه، والمساعدة على إعادة تأهيل محطة معالجة المياه”.

كما أشار سيليمان إلى أنه “عند بدء السنة الدراسية الجديدة في بداية أكتوبر، سيساعد الدعم الأميركي منظمة اليونيسف على توصيل المياه الصالحة للشرب إلى الأطفال في مدارس البصرة العامة في المناطق الأكثر تضررا، وسيكون هذا بمثابة جهد موحد بقيادة الحكومة العراقية وبالشراكة مع الولايات المتحدة واليونيسف والمجتمع الدولي”.

تقرير: جولة ترامب الخليجية تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وتهمش إسرائيل


دراسة تحليلية: كيف يُهرَّب السلاح إلى الحوثيين في اليمن؟ الفاعلون والمسارات من 2014 حتى 2025


محادثات روسية أوكرانية مباشرة في إسطنبول: آمال حذرة بغياب بوتين وزيلينسكي


الحوثيون يلتزمون بوقف الهجمات على أمريكا ويستثنون إسرائيل: مستقبل غامض في البحر الأحمر