تحليلات
عرض الصحف العربية..
تقرير: الخناق يضيق على إرهاب الإخوان
صحف عربية
فيما حذر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في خطاب قبل أيام، من مساعي تنظيم الإخوان الإرهابي لفرض سيطرته على الأوسط السياسية في موريتانيا، بدأت تنكشف الأهداف الخبيثة لحركة النهضة التونسية الإخوانية، عبر التسويق لقطر، لإغراء رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بأن الدوحة على استعداد كامل للوقوف إلى جانبه حال تمرد على حزبه نداء تونس، والرئيس الباجي قايد السبسي.
وفي الوقت الذي أعلن فيه السبسي القطيعة مع حركة النهضة، بسبب مخاوف من انجرار البلاد إلى منزلق خطير تحت وطأة الإخوان، بدأت حكومة موريتانيا خطوات مشابهة، حيث أعلنت عن إجراءات طالت مراكز وقيادات الإخوان في نواكشوط، وكان آخرها سحب ترخيص جامعة عبد الله بن ياسين الخاصة التابعة لتنظيم الإخوان، بعد أيام من إغلاق مركز تكوين العلماء الإخواني.
وسلطت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، الضوء على تداعيات الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها كل من تونس وموريتانيا ضد تنظيم الإخوان الإرهابي وحصارها وتضييق الخناق عليها، وسط تساؤلات حول الدور الذي تلعبه قطر "الداعم الأكبر" للتنظيم الإرهابي، التي لم تتوقف عن محاولاتها لاختراق عزلتها العربية، عبر أدواتها وأذرعها الوظيفية التي تدور في فلك المشروع الإخواني منذ عقود.
"النهضة" تجر الشاهد إلى المحور القطري
وفي التفاصيل، أثارت دعوة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد للشيخة موزة المسند لزيارة تونس، الكثير من التساؤلات حول دلالات هذه الزيارة وأبعادها السياسية، لا سيما في الفترة التي دخلت فيها الأزمة السياسية في تونس منعرجاً لافتاً.
وتتهم غالبية الأوساط السياسية التونسية، بحسب تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية، حركة النهضة، بتعميق الأزمة التي تشهدها البلاد، من خلال تشجيعها يوسف الشاهد، على التمرد على حزبه حركة نداء تونس، وعلى الرئيس السبسي الذي اقترحه رئيساً للحكومة، إلى جانب مُحاصرته بمناورات وحسابات ومعادلات لا يمكن تجاوزها، باعتبارها تصب في خانة دعم المشروع الإخواني القطري.
ويرى مراقبون أن مسألة توقيت هذه الزيارة ارتباطاً بأبعادها السياسية، تستحضر مُخطط إعادة إحياء هذا المشروع ومحاولة الاستقواء به لمواجهة الأحداث والتطورات المتلاحقة التي تُحيط بالمشهد التونسي، بملفاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تراكمت تعقيداتها.
وقال النائب البرلماني منجي الحرباوي، إن السياق السياسي العام لهذه الزيارة، يدفع باتجاه دق ناقوس الخطر، ذلك أنه يأتي فيما رمت حركة النهضة بجملة من الأوراق دفعة واحدة، في سلة الشاهد، الذي كان يفترض أن يجري مراجعة سياسية للكثير من المواقف والأدوار التي ارتضى أن يكون جزءاً منها.
تمرد الشاهد على السبسي
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "الشروق" التونسية، تصريحات القيادي في حزب نداء تونس رضا بلحاج، التي أكد خلالها أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، تمرد على الرئيس السبسي، قائلاً إنه "ليس هناك مشكلة شخصية بين السبسي والشاهد، لكن الأخير تمرد على الرئيس وأنكر معروفه باعتبار أنه اختير ليكون رئيساً للحكومة عن ثقة".
وأضاف بلحاج أن الشاهد في وضع تمرد وليس هناك أي تواصل وتعاون بينه وبين الرئيس، معتبراً أن "الدولة في حالة شلل، وأن الشرعية التي كانت لرئيس الحكومة هي شرعية برلمانية توافقية لم تعد موجودة، إذ أن التوافق اليوم في طريق مسدود".
وشدد القيادي في نداء تونس، أنه من الممكن تكوين حكومة دون حركة النهضة، قائلاً: "ليس أمراً مستحيلاً، نظرياً هو أمر ممكن، رئيس الحكومة يتجه نحو تحوير وزاري، إلا أن هروبه سيعمق الأزمة، كما أن حركة النهضة لن تكون متساهلة في حصتها".
فضح مناهج الإخوان في نواكشوط
وفي موريتانيا، لا تختلف الأمور كثيراً، حيث أعلنت حكومة نواكشوط أخيراً، حزمة من الإجراءات الصارمة ضد قيادات ومراكز تابعة لتنظيم الإخوان، وفي هذا الخصوص، أوردت صحيفة "صوت الأمة" المصرية، تقريراً يوضح تضييق الخناق على الإخوان في هذا البلد الشمال أفريقي.
وأشار التقرير، إلى أنه بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الموريتانية ضد مراكز وقيادات الإخوان في نواكشوط، خرج فقهاء موريتانيا ليفتحوا النار على المراكز الإخوانية، ويكشفون فساد منهجها. وجاءت حملة الفقهاء الموريتانيين، ضد مراكز الإخوان، بعد أن كشف الشعب الموريتاني حقيقة الإخوان وأجندتة التنظيم التآمرية ضد الأنظمة العربية، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال نتيجة انتخابات البرلمانية والبلدية التي خسر فيها الإخوان لحساب الحزب الموريتاني الحاكم.
وقالت الصحيفة إن "الاتحاد الوطني لأئمة موريتانيا ورابطة العلماء الموريتانيين، طالبا بضرورة التمسك والتركيز على المؤسسات الدينية التقليدية والابتعاد عن المراكز العلمية الحديثة، وعلى رأسها مركز تكوين العلماء الذي يترأسه الأب الروحي للإخوان في موريتانيا".
وأوضحت أن "مركز تكوين العلماء الإخواني، يرأسه الأب الروحي للإخوان في موريتانيا، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف إرهابياً، محمد الحسن ولد، والقيادي الإخواني شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، الذي وضع أيضاً على قوائم الإرهاب في عدد من الدول العربية"، مشيرة إلى أن "هذا المركز يُمول من قطر، التي تمول جميع أنشطته إضافة إلى دعم من رجال أعمال منتمين لتنظيم الإخوان في بلدان أخرى"، موضحة أن هذه الإجراءات المتلاحقة تدخل ضمن توجه الحكومة والسلطات الموريتانية نحو محاربة التطرف".
إخوان موريتانيا والتنظيم الدولي
أما صحيفة "موريتانيا اليوم"، فنشرت مقالاً بعنوان "الحل في الحل.. التنظيم الدولي يهاجم"، لفتت فيه إلى أن حزب الإخوان في موريتانيا هو جزء لا يتجزأ من تنظيم الإخوان الدولي.
وجاء في المقال: "حين يقول بيان إخوان موريتانيا إن حزبهم حزب موريتاني صرف، فإن الوقائع لا تؤيد ذلك، وإنما هو حزب إخواني ينتظم فكراً وتنظيماً في التنظيم الدولي للجماعة ويخضع لسلطتها. فلو كان حزباً موريتانيا صرفاً لما رفض رفع العلم الوطني في مؤتمره العام، ولما تظاهر منتسبوه ضد قرار سيادي اتخذته الدولة الموريتانية، ولما كانت الأعلام التركية التي رفعها مناضلوه، عند زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أضعاف الأعلام الوطنية".
وتابع المقال: "تظهر هذه الهجمة أن التنظيم الدولي لا زال موجوداً، ويتعصب لفرع الإخوان في موريتانيا. فقد أعطت صحيفة القدس الممولة قطرياً إشارة انطلاق الهجمة بافتتاحيتين متتاليتين، وجدت صداها لدى خريج كلية التجارة، وكاتب عمود في يومية الدستور الأردنية، فأمعن في الإساءة. إن الأحزاب الموريتانية الحقيقية هي المنتمية إلى الوطن فكراً وتنظيماً، أما التنظيم الدولي السري الذي يتخذ واجهة حزبية يستغل بها نظامنا الديمقراطي، ومناخ الحريات العامة، وهيئات "خيرية" لتبييض التمويلات الخارجية، فلا مكان له في الخارطة السياسية الوطنية.. والحل في الحل".