تقارير وتحليلات
خفايا واسرار تحركات المخلافي..
تقرير: قطر.. هل بدأت مشروع العبث باليمن من تعز؟
شهدت مدينة تعز اليمنية تظاهرة نظمها تنظيم الإخوان الموالي لقطر، نددت بحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي دول التحالف العربي بقيادة السعودية، وطالبت بضرورة الحوار مع مليشيات الحوثي الموالية لإيران، وذلك على ضوء مبادرة قدمها أمير قطر تميم بن حمد خلال جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مؤخراً.
وقدم تميم مبادرة لوقف الحرب في اليمن، طالب فيها الشرعية والحوثيين الجلوس على طاولة حوار لإنهاء الحرب في اليمن والتي افتعلها الموالون لإيران قبل اربعة أعوام، وهي الحرب التي تسببت بتدمير البنية التحتية لليمن وتدهور الاقتصاد ووصول الناس الى حالة المجاعة.
وانقلب الحوثيون على سلطات اليمن الشرعية قبل ان يتجهوا صوب عدن للسيطرة على عاصمة الجنوب، قبل ان تطلق السعودية تحالفا لوقف سيطرة المليشيات على باب المندب الممر الدولي الهام.
وعقب اربعة أشهر من القتال، تحرر الجنوب عقب تدخل قوات إماراتية لمساندة القوات الجنوبية، الا ان تعز اليمنية المجاورة لعدن لم تتحرر بفعل الحسابات الإخوانية التي فضلت ان يبقى الحوثيون يسيطرون على اجزاء واسعة منها، وعرقلوا الكثير من العمليات العسكرية التي كان يقودها السفليون ضد الحوثيين، قبل ان يخوضوا قتالا عنيفا ضد السلفيين، ما اجبر الأخيرين على الخروج من المدينة، التي تقاسمها الإخوان مع الحوثيين.
فالإخوان الموالون لقطر لا يرغبون في هزيمة الحوثيين، وقد تنبه التحالف العربي بقيادة السعودية لذلك، قبل ان يعلنوا مقاطعة الدوحة التي اثبت تورطها في دعم الارهابيين والحوثيين في اليمن.
وأظهرت وثائق استيلاء الإخوان على الملايين من الاموال التي قدمها التحالف العربي لتحرير تعز ومعالجة الجرحى، والتي استحوذ القيادي الإخواني حمود المخلافي على جزء كبير منها فتح بها استثمارات في تركيا التي هرب لها قبل عامين.
تظاهرة تعز.. خفايا واسرار
خرجت تعز في تظاهرات محدودة خلال الشهر المنصر، بعضها جيرت لشكر سلطان سلطنة عمان، الذي قال الإخوان انه ساهم في علاج بعض جرحى المقاومة في تعز، غير انه تبين لاحقا ان الدوحة ارادت التعبير ان سلطنة عمان قد اصبحت ضمن الحلف (الايراني التركي القطري).
ومولت قطر تظاهرات مناوئة للتحالف العربي في الجنوب، الا ان الوعي الشعبي ساهم في وأد تلك المساعي في المهد بعد ان رفض الجنوبيون ان تصبح بلادهم ساحة صلاح لما اسموه بمثلث الشر "تركيا، قطر، إيران).
وقالت مصادر يمنية في تعز لـ(اليوم الثامن) "إن العشرات من نشطاء حزب الإصلاح في تعز نظموا تظاهرة ضد حكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي وقيادات دول التحالف العربي".
وقال مصدر يمني فيالمدينة "مزق متظاهرون صور الرئيس هادي وقادة السعودية والإمارات، وهتفوا بعبارات مناهضة للتحالف العربي".
وحول من يقف وراء تنظيم هذه التظاهرة قال المصدر "التظاهرة مولتها قطر ونظمت عن طريق منسقية شبابية يطلق عليها "منسقية احزاب اللقاء المشترك"، وهي منسقية أسسها رجل الاعمال اليمني حميد الأحمر والذي يتزعم تنظيم الإخوان الإرهابي بعد والده عبدالله بن حسين الأحمر المؤسسة".
وأكدت المصادر "أن حميد الأحمر طلب من حمود المخلافي قائد المقاومة الذي فر الى تركيا قبل نحو عامين العودة الى مدينة تعز للأشراف على التظاهرات
وقال المصدر "حمود المخلافي عاد قبل ايام عن طريق سلطنة عمان، قادما من مدينة إسطنبول التركية التي ذهب إليها قبل عامين بهدف اقامة مشاريع استثمارية من الاموال التي استحوذ عليها باسم المقاومة الشعبية لمناهضة الحوثي".
مشاريع قطر للعبث تبدأ من تعز
وتقول مصادر يمنية في السلطة المحلية "إن حمود المخلافي عاد من تركيا بأموال ضخمة لإحداث فوضى في المدينة، لدعم المشروع الإيراني الذي يمثله الحوثيون".
وأكد المصدر ان تعز باتت بؤرة قطرية خبثة، والمشروع في تعز يهدف في الاساس الى احداث فوضى في مدينة عدن، والخروج في تظاهرات مناوئة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب باستقلال الجنوب.
واستغرب المصدر الحكومي صمت الرياض حيال تصرفات الإخوان الذين بعضهم يقيم في العاصمة السعودية، ويمارس نشاطا معاديا للإمارات ولبعض القوى الوطنية التي تقف ضد المشروع الإيراني.
وأكد المصدر ان ما يقوم به الإخوان في تعز، هو تأكيد على انهم قد أصبحوا جزءا من المشروع الإيراني.
وطالب المصدر ابناء تعز بضرورة التصدي لهذه المشاريع الدموية وضرورة التصدي لمشروع الإخوان في مدينة تعز الذين قال انهم يقاتلون دفاعا عن الحوثيين الذين ارتكبوا جرائم بشعة بحق أهل المدينة.
وأعلنت قطر بوضوح تحالفها مع إيران منذ ما قبل المقاطعة، جراء مطالبة اميرها الدخول في مفاوضات مع طهران، قبل ان ترد دول التحالف العربي قبل عام ونصف بالمقاطعة وانهاء العلاقة مع الدوحة ما لم تتراجع عن تحالفاتها مع الاطراف الإقليمية المعادية.
وسعت قطر عن طريق تنظيم الإخوان الذي يمتلك نفوذا في الحكومة الشرعية في عرقلة الكثير من الجبهات، وتسعى إلى عرقلة معركة تحرير تعز من خلال افتعال الازمات الاقتصادية ومصادرة العملة وايقاف توريد المشتقات النفطية الى المدن المحررة.
وهي اجراءات تقول مصادر سياسية ان الهدف منها عرقلة معركة تحرير الحديدة.
وأكدت صحيفة سعودية قبل اسبوعين تسليم تنظيم الإخوان الممول قطريا لمواقع عسكرية في محافظة البيضاء، فيما كشفت مصادر لـ(اليوم الثامن) "إن قائد عسكري موال لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ويدعى العميد مفرح بحيبح سلم مواقع عسكرية في جبهة محافظة البيضاء قبل الانسحاب منها بشكل مفاجئ".
وتعتقد قطر ان تقوية جبهة الحوثيين من خلال الدفع بالإخوان في اليمن للتحالف مع مليشيات ايران قد يخفف من المقاطعة الخليجية والعربية عليها، لكن تلك التحركات رد عليها وزير خارجية السعودية عادل الجبير، الذي قلل من أهمية الأزمة مع قطر والتي قال انها قضية صغيرة امام قضايا كبيرة في المنطقة.
وقال ووزير الدولة لشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش "إن أزمة قطر إختفت كليا من إهتمامات المجتمع الدولي في أسبوع الجمعية العامة في نيويورك".
وأردف "مبالغ باهظة أهدرت لشركات العلاقات العامة والمحامين دون نتيجة تذكر، سؤال يتيم هنا وفقرة حائرة هناك هو كل ما تبقى، النصيحة لن تنفع الدوحة لأنها مصممة على إستراتيجية يائسة".