الأدب والفن
أسبوع من الجمال والإبداع..
الإمارات: الفجيرة تحتضن ملتقى الفنانين الدولي بمشاركة واسعة تتجاوز 90 مبدعًا من حول العالم
الفجيرة تحتفي بالإبداع العالمي في أسبوع فني يفتح آفاق التبادل الثقافي
انطلقت في إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات النسخة الثانية من “ملتقى الفنانين” الذي تنظمه أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، بمشاركة أكثر من تسعين فنانًا وفنانة من مختلف دول العالم، وذلك على شاطئ المظلات في حدث فني وثقافي يعكس تنوّع التجارب الإبداعية والحوار العابر للحدود. ويواصل الملتقى فعالياته على مدى أسبوع كامل، جامعًا نخبة من المبدعين في فضاء فني مفتوح يستعرض تجاربهم ويعزز جسور التواصل الثقافي، في تأكيد لمكانة الفجيرة المتنامية كمنصة مؤثرة على خارطة الفنون في المنطقة.
ويأتي تنظيم هذا الحدث ضمن رؤية أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة لتوفير بيئة محفّزة تتيح للفنانين تبادل الخبرات واستكشاف الاتجاهات الحديثة في الفنون البصرية، إلى جانب تقريب الجمهور من التجارب الفنية المعاصرة التي تحولت إلى لغة عالمية مشتركة. وقد شهدت الدورة الحالية حضورًا سعوديًا لافتًا، تجلى بمشاركة أحد عشر فنانًا وفنانة من مختلف مناطق المملكة، وهم: أسماء العمري، ابتسام الشهري، حليمة الصفواني، فوزية آل عثمان، شذى الوهيبي، صالح العمري، نجلاء عبدالشكور، عوضة الشهراني، عرفات العاصمي، عبدالله الرشيد، وأحمد الجدعان، حيث قدموا أعمالًا تشكيلية متنوعة شكلت لوحة بانورامية لثراء الحركة التشكيلية السعودية، بما تضمه من مدارس تمتد من الواقعية إلى التجريدية ومن الرمزية إلى المعاصرة، في انعكاس واضح لحيوية المشهد الفني الخليجي وتطوره المتسارع.
وأكد مدير عام أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، سعادة علي عبيد الحفيتي، أن “ملتقى الفنانين” أصبح محطة مهمة ضمن الرزنامة الثقافية للإمارة، لما يحمله من قيمة معرفية وجمالية تعزز المشهد الثقافي في دولة الإمارات، مشيرًا إلى الدعم الكبير الذي يقدمه سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة ورئيس مجلس أمناء الأكاديمية، والذي شكّل رافعة أساسية لنجاح الفعاليات الفنية والثقافية وترسيخ مكانة الفجيرة كوجهة إقليمية للفن والإبداع. وأوضح الحفيتي أن هذا الحدث الدولي يعكس التزام الفجيرة بتوفير منصات نوعية للفنانين وفتح آفاق جديدة للتواصل الإنساني عبر لغة الفن، إلى جانب الإسهام في بناء مجتمع يقدّر الجمال ويحتضن المواهب.
ولم يقتصر تميّز الملتقى على تنوّع التجارب الفنية، بل اتسع ليشمل حضورًا إنسانيًا مؤثرًا تجسد في مشاركة الفنانة الصربية ديانا نيزيتش، التي لفتت الأنظار بعروضها الاستثنائية في الرسم باستخدام قدميها، حيث حظيت بإعجاب كبير من الجمهور لما عكسته من قدرة الإنسان على تحويل التحديات إلى طاقة خلاقة ورسالة إلهام تتجاوز الجسد نحو الإرادة والإبداع.
ويستقطب الملتقى جمهورًا واسعًا من مختلف الفئات، إذ يتيح للزوّار تجربة ثقافية ثرية تجمع بين الفنون البصرية والعروض الموسيقية والغنائية والمسرحية، فضلًا عن ورش العمل التي يقدمها فنانون عالميون وجلسات الرسم الحر والأنشطة التعليمية المخصصة للأطفال والناشئة، في مشهد إبداعي حيّ يتفاعل فيه الجمهور مع الفنانين مباشرة ويقترب فيه العمل الفني من الناس، بما يسهم في تعزيز الوعي الفني وتحفيز المواهب الشابة.
وبهذا الزخم الفني والإنساني، يثبت ملتقى الفنانين الدولي أنه ليس مجرد حدث فني عابر، بل مساحة واسعة للحوار والانفتاح وتلاقي الثقافات، وتجربة تؤكد أن الفجيرة لا تكتفي باستضافة الفنون، بل تصنع مستقبلًا ثقافيًا نابضًا يعزز حضورها على الخريطة الإقليمية والدولية.