تحليلات
خطة فرنسية..
تقرير: أوروبا نحو حلم جيش موحد لتمكن من التحرك السريع
لتمكن من التحرك السريع في حال الضرورة للقيام بعملية عسكرية
خطة فرنسية نحو قوة أوروبية جديدة على غرار "اليورو" اقتصادياً، لكنها هذه المرة "عسكرياً"، تتمثل في جمع قوة عسكرية أوروبية جديدة تضم بلدان تتمتع بقدرات عسكرية ورغبة سياسية في التعاون لمواجهة الأزمات.
23 دولة أوروبية من أصل 26 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بدأت بتنسيق سياساتها الدفاعية دون الولايات المتحدة مع الاتجاه بتخصيص مبلغ 5 مليارات يورو لتمويل الحلف الجديد.
مع خروج بريطانيا من الحلف وهي الدولة الرافضة لمشروع من هذا النوع تطرح تساؤلات حول إمكانية أن يكون التحالف موازياً للناتو أم مكملاً له !
مبادرة التدخل الأوروبية
التقت الدول الموقعة على "مبادرة التدخل الأوروبية" للمرة الأولى في باريس بغية تعزيز القدرات الدفاعية للقارة الأوروبية، وبدعم واضح من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
تهدف المبادرة الفرنسية إلى تعزيز الإتصالات بين قيادات أركان دول أوروبية، للتمكن من التحرك السريع في حال الضرورة للقيام بعملية عسكرية، أو مواجهة كارثة طبيعية.
تم إنشاء "مبادرة التدخل الأوروبية" في حزيران/يونيو الماضي، وهي تضم في الوقت الحاضر فرنسا وألمانيا وبلجيكا والدنمارك وهولندا واستونيا وإسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة، وحديث عن رغبة فنلندا بالإنضمام الى هذه المبادرة.
جيش أوروبي موحد.. لمواجهة من ؟
في المقابل، هناك من يطرح تساؤلات موجهة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على اعتبار أنه صاحب الدعوة لتأسيس جيش أوروبي موحد، حول الأسباب والدوافع التي تحتم ضرورة إنشاء جيش أوروبي موحد، والتهديدات التي يمكن أن تقلق أوروبا، في حين أن هناك قوة أوروبية تضم 5 دول إضافة إلى 5 أخرى مساندة لها.
فكرة الجيش الأوروبي الموحد، بحسب محللين ليست وليدة اليوم، إذ وجدت منذ الحرب الباردة عام 1942، إضافة إلى أن هناك سياسة دفاعية تحت مظلة الناتو، ومن ثم لا توجد ضرورة لتشكيل الجيش الأوروبي الموحد.
في هذا السياق فإن بريطانيا تعارض منذ فترة طويلة التعاون العسكري بين دول التكتل، يشاطرها في ذلك بعض زعماء الاتحاد الأوروبي بأن إعطاء الاتحاد دوراً عسكريا أكبر قد يقوض حلف الأطلسي
انتقادات ترامب
ساهمت الإنتقادات المتكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلف الأطلسي الذي تعدّ أمريكا عضواً فيه في زيادة شكوك الحلفاء الأوروبيين إزاء جدية واشنطن بالدفاع عن أوروبا في حال استهدفت باعتداء.
الرد الأوروبي جاء على نفس النبرة متحدياً هذه الانتقادات بالإعلان عن إنشاء حلف أوروبي جديد للدفاع المشترك.
رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، وهو رئيس وزراء سابق للكسمبورغ، داعم قديم لفكرة أن على الاتحاد الأوروبي تكوين قدرة دفاعية بمعزل عن حلف شمال الأطلسي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
تهديدات موسكو
"بمواجهة روسيا الموجودة على حدودنا والتي أكدت أنها يمكن أن تكون خطرة لا بد أن تكون لنا أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها وحدها من دون أن تكون مرتبطة بالولايات المتحدة".. هكذا برر ماكرون ضرورة إنشاء جيش أوروبي قادر على الدفاع عن القارة العجوز والتصدي لطموحات الدب الروسي في أوروبا على غرار ما حدث في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم للأراضي الروسية.
وأشار إلى أن روسيا توجد على الحدود مع أوروبا، وشدد على أنها "تشكل تهديدا" وأن على أوروبا أن تدافع عن نفسها بشكل أفضل، وبمزيد من السيادية، داعيا الدول الأوروبية إلى عدم الاكتفاء بالاعتماد على الولايات المتحدة.