الرياضة

مسيرة كروية جنوبية حافلة..

تقرير: كيف فاز منتخب الجنوب على السعودية مرتين؟

منتخب اليمن الجنوبي

استمتعت الجماهير اليمنية العاشقة لكرة القدم بصوت المعلق السعودي الرائع عيسى الحربين وهو يقوم بالتعليق على مباراة للمنتخب السعودي مع المنتخب اليمني الجمعة الماضية نقلتها قناة السعودية الرياضية على الهواء مباشرة ، وهذة المباراة ودية وتأتي في إطار الإستعدادات من قبل جميع المنتخبات المشاركة في النهائيات الاسيوية التي ستقام مبارياتها الرسمية في دولة الإمارات شهر يناير المقبل.

لقد اعطى صوت المعلق الحربين وطريقته المعهوده في التعليق وهي الطريقة المحببة لعشاق اللعبة نوع من الحماس التي جعلت المتابعة لوقائع المباراة من قبل الجميع مستمرة طوال التسعين دقيقة وذلك بخبرته ووفرة معلوماته التاريخية لجميع المنتخبات والبطولات العربية والاسيوية ، تلك المعلومات التي اوردها خلال فترات تعليقه على المباراة وبين الحين والآخر كان يشيد بالمنتخب الوطني لليمن الجنوبي في فترة السبعينيات وقد شد إنتباه المشاهدين ما قاله اثناء سير المباراة ان المنتخب اليمني لم يحقق اي فوز على المنتخب السعودي منذ نحو 43عام عندما فاز على المنتخب السعودي في بطولة كأس فلسطين الثالثة المقامة في تونس عام 1975م بنتيجة 1/0 سجله اللاعب ابو بكر الماس الذي يعتبر من اساطير الكرة اليمنية الجنوبية.

الشعور بالفخر

ولقد اثارث هذة المعلومة التي جاءت على لسان المعلق المتألق دائما عيسى الحربين الشعور بالفخر لدى كثير من الناشطين الجنوبيين الذين تداولوها بإهتمام وإستفاضة في مواقع التواصل الإجتماعي وهنا يكون الحربين نبش ذاكرة الزمن الجميل المحفورة في وجدان كل الجنوبيين قبل ان تكون مسطورة في صفحات التاريخ .

فقبل 43 عام فاز منتخبنا على السعودية في ديسمبر 1975م في تونس ، هذا المنتخب ترأس بعثته الاستاذ علي هادي وتحت قيادة المدرب علي محسن المريسي ، وتكون المنتخب من لاعبين اغلبهم من الشباب وهم :

” عزام خليفة
ــ محمد شرف 
ــ عزيز عبدالرحمن
ــ عبدالله هرر
ــ عثمان خلب
ــ عصام عبده 
ــ حسين جلاب
ــ حسين سعيد عمار
ــ نور الدين عبدالغني
ــ عوض سالم 
ــ ناصر هادي 
ــ جميل سيف 
ــ علي نشطان
ــ ابوبكر الماس
ــ محمد صالح 
ـ منير مدهش
ــ عبدالله باعامر “

إنتصار ثاني للجنوب

لكن ذاكرة الحربين ومعلوماته خانته هذه المرة لأن منتخب اليمن الجنوبي كانت له مباراة اخرى مع المنتخب السعودي اقيمت في دمشق على هامش الدورة العربية الخامسة في اكتوبر 1976م اي بعد اقل من عام من الفوز الذي حققه المنتخب الجنوبي في تونس ، وفي دمشق كانت المباراة مع المنتخب السعودي قوية واستعد لها المنتخب السعودي لخوضها كمباراة انتقامية لرد الإعتبار لكنه خسرها ايضا بنتيجة 1/0 لصالح المنتخب اليمني الجنوبي بهدف جاء بتوقيع الكابتن جميل سيف .

وللعلم فإن فارق الإمكانيات بين المنتخبين آنذاك كانت كبيرة وتصب في مصلحة المنتخب السعودي الذي ترأس جهازه الفني في هاتين المبارتين اللاعب المجري الاسطورة بوشكاش ، بينما كان مدرب المنتخب الجنوبي الاسطورة العربي الجنوبي الكابتن علي محسن مريسي .

مسيرة كروية حافلة

وطالما ان الحربين نبش الذاكرة فلابد لنا من القول ان هذا المنتخب الجنوبي الذي اشرنا إليه هو في الحقيقة إمتداد لمسيرة كروية حافلة لمنتخبات جنوبية لها صولات وجولات ومرصعة بنجوم بل اساطير منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي امثال الكابتن عباس غلام وعلي محسن المريسي والخوباني واسماء كثيرة لا يتسع الحيز لذكرها وقد سبق لكثير من الكتاب ان تداولوها في كتاباتهم وكتبهم.

اما فيما يتعلق لمنتخباتنا الوطنية منذ منتصف السبعينيات فيمكن القول ان هذه المنتخبات بنجومها الشابة قد استطاعت ان تبرز بقوة في البطولات العربية والقارية فلم تكن في حقيقة الامر المباراة الذي اشار إليها الحربين هي بداية مسيرة الكرة الجنوبية ولا هي نهايتها حتى ما قبل العام تسعين فقد إستمر هذا المنتخب في تحقيق الإنتصارات خلال فترة ما بعد 1975م وحتى عام 1989م .

نستعرض هنا بعض من هذة الإنجازات والإنتصارات بصورة سريعة :

– توالت المشاركات الخارجية للمنتخب اليمني الجنوبي في الثمانينات حيث اصبح هذا المنتخب رقمآ صعبا يحسب له الف حساب من قبل المنتخبات الاخرى ففي المالديف كانت احدى محطاته المتميزة ضمن الدورة الاسيوية في عام 1986م ، وفيها فاز على المالديف 4/0 سجلهم عمر البارك هاترك واختتم منير عوض الرباعية بهدف رائع ، فيما خسر في المباراة الثانية امام العراق بنتيجة 4/2

ومن تم لعب ضد المنتخب الكويتي وفاز المنتخب اليمني الجنوبي بنتيجة 2/1 سجل الهدفين كل من عمر البارك ومنير عوض.

استمر المنتخب اليمني الجنوبي في تحقيق الإنتصارات لعل اهمها مباراته الاخيرة امام المنتخب الكويتي والتي فاز فيها المنتخب اليمني الجنوبي في نفس البطولة بمرحلة الإياب بنتيجة 3/0 سجل الاهداف كلا من صالح الحاج ومنير عوض وعمر البارك.

وإذا استمرينا هكذا في نبش الذاكرة مع المعلق السعودي عيسى الحربين فستمتد بنا الاسطر إلى ابعد من الحيز المتاح لكن يكفي ان نشير انه في عام 1988م تعادل المنتخب اليمني الجنوبي مع المنتخب الابرز والمرشح لنيل البطولة وهو منتخب كوريا الجنوبية 1/1

وفي بطولة كأس فلسطين الثالثة التي اقيمت في العراق في سبتمبر 1989م تعادل المنتخب الجنوبي مع منتخب الجزائر 1/1 ، فيما امطر شباك المنتخب التونسي بثلاثة اهداف مقابل هدف ، تم تأهل بعد إنسحاب المنتخب اللبناني ليلاقي بعد ذلك اقوى المنتخبات المرشحة للبطولة وهو المنتخب العراقي وخسرنا بنتيجة 2/0 في مباراة قوية ومشرفة اذهلت كل المحللين الرياضيين والمنظمين للدورة.

ومن حسن الحظ ان المعلق السعودي المتألق قد نبش في ذاكرة الزمن الجميل فلو كان نبش في ذاكرة ما بعد الزمن الجميل فلن يجد القارئ متسع في هذه الصفحة ليفرغ من قراءة ما فيها من نتائج سلبية ضعيفة لمنتخباتنا الوطنية منذ التسعينيات ، ولكن هناك شمعة بقيت مضيئة بعض الوقت انها شمعة منتخب الناشئين الذي اطلق عليه منتخب الامل والذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم للناشئين في فلندا عام 2003 بقيادة المدرب امين السنيني.

ولكن يبقى الامل معقود كما في كل مرة ” على منتخبنا الاول وما ستسفر مشاركته في بطولة كأس اسيا في الإمارات يناير المقبل من نتائج.

تقرير: جولة ترامب الخليجية تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وتهمش إسرائيل


دراسة تحليلية: كيف يُهرَّب السلاح إلى الحوثيين في اليمن؟ الفاعلون والمسارات من 2014 حتى 2025


محادثات روسية أوكرانية مباشرة في إسطنبول: آمال حذرة بغياب بوتين وزيلينسكي


الحوثيون يلتزمون بوقف الهجمات على أمريكا ويستثنون إسرائيل: مستقبل غامض في البحر الأحمر