تقارير وتحليلات

تجنيد الأطفال..

أسوشيتد برس: 18 ألف طفل جندهم الحوثيون للقتال باليمن

اطفال يمنيون يقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي الموالية لإيران

صنعاء

كشف تحقيق لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، نشرته اليوم الأربعاء، عن قيام جماعة الحوثيين (أنصار الله) بعملية تجنيد لأعداد هائلة للأطفال وزجهم في جبهات القتال ضد قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولية والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية في حربها ضد الحوثيين المستمرة منذ قرابة أربع سنوات.

ونقلت الوكالة، اعتراف مسؤول عسكري كبير في جماعة الحوثي مشترطاً عدم الكشف عن هويته، نظراً لحساسية المعلومات، عن قيام الحوثيين بتجنيد 18 ألف طفل في صفوفهم منذ بداية الحرب في أواخر عام 2014.

وأكدت الوكالة أن هذا الرقم أعلى من أي رقم تم الإبلاغ عنه سابقاً، حيث تمكنت الأمم المتحدة من التحقق من 2721 طفلاً تم تجنيدهم للقتال من قبل جميع أطراف النزاع، وكانت الغالبية العظمى من الحوثيين.

ونقلت الوكالة شهادات عن بعض الأطفال الذين أكدوا أنهم انضموا إلى الحوثيين وذلك بسبب الوعود بالمال أو بالفرصة لحمل السلاح، بينما آخرون وصفوا بأنهم مجبرون على خدمة الحوثيين وتم اختطافهم من المدارس أو المنازل أو أكرهوا على الانضمام مقابل إطلاق سراح أحد أفراد العائلة من المعتقل.

وقال رياض، يبلغ من العمر 13 عاماً، إن نصف المقاتلين الذين خدم معهم في الخطوط الأمامية في منطقة "صرواح" الجبلية جنوبي شرق العاصمة اليمنية صنعاء، كانوا من الأطفال، مؤكداً أن ضباط الحوثيين أمروهم بالمضي قدماً خلال المعارك، حتى مع تصاعد طائرات التحالف في سماء المنطقة.

وأضاف أنه ناشد قائده أن يتجنب الأطفال تلك الغارات الجوية، غير أن رد قائده كان دوماً "أتباع الله، يجب أن تهاجموا".

وأشارت الوكالة إلى أنه تم إرسال عدد غير معروف من الجنود الأطفال إلى منازلهم في توابيت، وأن أكثر من 6000 طفل قُتلوا أو تعرضوا للتشويه في اليمن منذ بداية الحرب، حسبما أفادت اليونيسيف في أكتوبر الماضي.

وقال مدرس سابق من مدينة ذمار لوكالة "أسوشيتد برس" إن ما لا يقل عن 14 تلميذاً من مدرسته تم تجنيدهم ثم ماتوا في المعركة، وتم وضع صورهم على مقاعد الصفوف الفارغة في عام 2016 خلال ما يسمى "أسبوع الشهيد"، الذي يحتفل به الحوثيون كل عام في فبراير، مشيراً إلى أن معظمهم من طلاب الصف الخامس والسادس.

وأكد مسؤول في وزارة التعليم بذمار، رواية المدرس. وتحدث الاثنان شريطة عدم الكشف عن هويتهما بسبب الخوف من العقاب.

روايات مؤلمة لتجنيد الأطفال من قبل الحوثيين واستخدامهم في الحرب

"حرب وقودها الأطفال"

وأفادت الوكالة الإخبارية الأمريكية، بأن كبار المسئولين الحوثيين يثنون على الجنود الأطفال والشباب الذين ماتوا في صراع وصفوه بأنه "حرب مقدسة ضد أمريكا وإسرائيل وغيرها من القوى الخارجية" التي يعتقدون أنها تحاول السيطرة على البلاد.

وأوضحت أنه في ظل وزارة الدفاع التي يسيطر عليها الحوثيون، اتبعت جماعة الحوثيين ما تسميه "حملة تطوعية وطنية".

لكن الأطفال والآباء والمربين والأخصائيين الاجتماعيين وغيرهم من اليمنيين الذين قابلتهم وكالة "أسوشييتد برس" أكدوا أن سياسة الحوثيين تجاه تجنيد الاطفال "حملة عدوانية تستهدف الأطفال، وليست دائماً طوعية بالكامل".

وتوضح الوكالة أن المسؤولين الحوثيين يستغلون وصولهم إلى هيئة السجل المدني والسجلات الأخرى لجمع البيانات التي تسمح لهم بتضييق نطاق قائمتهم المستهدفة من الأسر الأكثر احتياجا في القرى ومعسكرات النازحين، وأولئك الأكثر احتمالاً لقبول عروض نقدية مقابل التجنيد.

وفي صنعاء، العاصمة اليمنية، يقوم الحوثيون بـ"طرق أبواب المنازل لإخبار الآباء بأنه يجب عليهم إما تسليم أبنائهم للجبهات أو دفع مال مقابل المجهود الحربي"، بحسب ما قاله السكان للوكالة.

وقال صبي يبلغ من العمر 13 عاماً ويدعى صالح، لـ"أسوشيتد برس"، إن الحوثيين اقتحموا منزل عائلته في منطقة بني مطر شمال صنعاء صباح يوم سبت وطالبوا منه ووالده بزيارة إلى الخطوط الأمامية للقتال، فرد والده عليهم قائلاً: "ليس أنا وابني"، ثم رفع بندقيته عليهم. ويتذكر الصبي: "لقد سحبوه بعيداً، وسمعت الرصاص، ثم انهار والدي ميتا".

وقال صالح إن الحوثيين أخذوه معهم وأجبروه على أداء واجب الحراسة في نقطة تفتيش لمدة 12 ساعة في اليوم.

يتحول الأطفال في مناطق الحوثيين إلى وقود للحرب، وفقاً لـ"أسوشيتد برس"

ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أن الحوثيين لا يسمحون لوكالات الإغاثة الدولية العاملة في برامج حماية الطفل في شمال اليمن بمناقشة استخدام الجنود الأطفال، خشية أن يمنع الحوثيون وكالاتهم من إيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطرون عليها، وفقاً لأربعة من عمال الإغاثة الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم. وقال أحدهم "هذا من المحرمات".

وكشف عبد الله الحامدي، نائب وزير التربية والتعليم الذي انشق في وقت سابق من هذا العام من الحكومة التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن: إن الحوثيين "لا يثيرون قضية الأطفال".

وقال الحامدي إن الأطفال المستهدفين بالتجنيد ليسوا أبناء عائلات حوثية مهمة أو قادة كبار في جماعتهم، بل هم عادة أطفال من قبائل فقيرة يتم استخدامها "كحطب للحريق في هذه الحرب" حد تعبيره.

وأخبر العديد من سكان صنعاء وكالة "أسوشييتد برس" بأن الحوثيين يقسمون العاصمة إلى مربعات أمنية، كل مشرف يشرف على مربع يجب أن يفي بحصص متداولة لجلب المجندين الجدد. يجمع معلومات عن العائلات التي تعيش في مربعه من خلال طرق أبواب كل منزل وطلب عدد الأعضاء الذكور وأسمائهم وأعمارهم.

وقال صحفي يمني كان يعمل في منطقة الحوثي، بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب مخاطر الحديث عن الحوثيين: "يبدو الأمر عشوائياً من الخارج، لكنه في الواقع ليس كذلك. هناك فرق ذات مهام محددة وبنية واضحة".

في بداية الأمر، يؤكد الحوثيون للعائلات أنه لن يتم الزج بأبنائهم لمناطق المعارك، ولكن سيتم إرسالهم للعمل خلف الخطوط في نقاط التفتيش على الطرق. لكن وبمجرد أن يسيطر الحوثيين على الأطفال، فإنهم يرسلونهم في كثير من الأحيان إلى معسكرات التلقين والتدريب، ثم الخطوط الأمامية، وفقاً لطفلين قابلتهما وكالة "أسوشيتد برس" ومسؤولين من مجموعتين لحماية الأطفال. تحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب المخاوف من أن الحوثيين قد ينتقمون عن طريق منع مجموعاتهم من العمل في اليمن.

 

اليونيسيف: 7 ملايين طفل يمني يذهبون إلى فراش النوم وهم جياع

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في وقت سابق من ديسمبر الجاري، أن نحو نصف مليون طفل يمني اضطروا لترك الدراسة ومئات الأطفال يُقتلون في الصراع العسكري الدائر في اليمن، ما يرفع العدد الإجمالي للأطفال المحرومين من التعليم إلى مليوني طفل.

وقال خِيرْت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان بختام زيارته لليمن في 6 ديسمبر الجاري، إن "الحروب والأزمات الاقتصادية وعقود من التراجع في التنمية لا تستثني أي فتاة أو فتى في اليمن"، مؤكداً أن معاناة الأطفال هذه كلها من صنع الإنسان.

وأضاف: "إن حصيلة أربع سنوات تقريباً من الحرب في جميع أنحاء اليمن مرعبة، فأكثر من 2700 طفل تجندوا للقتال في حرب الكبار، كما تحققنا من أن أكثر من 6700 طفل قُتلوا أو أُصيبوا بجراح بالغة. أجبر حوالي 1.5 مليون طفل على النزوح، العديد منهم يعيشون حياة بعيدة كل البعد عن الطفولة".

ويعيش اليمن منذ ما يقارب الأربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

واستطرد كابالاري في البيان الذي اطلعت عليه حينها، وكالة "ديبريفر" للأنباء: "اليوم في اليمن، هناك 7 ملايين طفل يخلدون للنوم كل ليلة وهم جياع. في كل يوم يواجه 400 ألف طفل خطر سوء التغذية الحاد، ويتعرضون لخطر الموت في أي لحظة".

وأشار إلى أن أكثر من 2 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، أما الذين يذهبون إلى المدرسة فيواجهون تعليم ذا جودة متدنية داخل غرف صفية مكتظة.


إحصاءات مرعبة لليونسيف عن وفاة الأطفال في اليمن نتيجة الجوع

وفاة 85 ألف طفل يمني بسبب الجوع

وتوقعت هيئة "إنقاذ الطفولة" البريطانية أن يكون نحو 85 ألف طفل في اليمن تحت سن الخامسة، قد لقوا حتفهم جراء الجوع الشديد منذ اندلاع الحرب الدامية في هذا البلد الفقير مطلع عام ٢٠١٥.

وقالت الهيئة ومقرها الرئيس لندن في بيان لها أواخر نوفمبر الفائت، إن تقديرات متحفظة تستند إلى بيانات للأمم المتحدة تشير إلى أن 84 ألف و700 طفل تقريبا يعانون من سوء التغذية الحاد ربما ماتوا في الفترة بين أبريل 2015 وأكتوبر  2018.

وأضافت: "نشعر بالفزع من أن نحو 85 ألف طفل في اليمن ربما توفوا بسبب عواقب الجوع الشديد منذ بدء الحرب. مقابل كل طفل تقتله القنابل والرصاص، يموت العشرات من الجوع والمرض وكل هذا يمكن الوقاية منه".

وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.

وتؤكد الأمم المتحدة إن اليمن بات يعاني من "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، في الوقت الراهن، إذ سقط عشرات آلاف بين قتيل وجريح غالبيتهم نتيجة غارات طيران التحالف، فيما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية في هذا البلد الفقير.

حزب الله وإسرائيل: بين حرب الاستنزاف ومفاوضات وقف إطلاق النار


من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط: تاريخ طويل من الجريمة المنظمة لـ "حزب الله"


إسرائيل تدمر معدات نووية إيرانية حيوية: تطورات جديدة في المواجهة الإقليمية


أسود الأطلس في اختبار صعب أمام الغابون: الحفاظ على سلسلة الانتصارات