تحليلات
مأزق جديد لـ الحوثي..
تقرير: تداعيات تخفيض ميزانية الجيش الإيراني على ميليشياته
حسن روحاني
جدد المشروع المقدم من الرئيس الإيراني حسن روحاني، بتخفيض ميزانية الجيش والحرس الثوري «الباسيج» إلى النصف، الحديث عن الدعم الذي تقدمه إيران لميلشياتها في المنطقة، والتي تحرص على بقائها في ظل الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها النظام الإيراني مؤخرًا، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية.
ورأى مراقبون أن لجوء النظام الإيراني إلى تخفيض ميزانية الجيش والحرس الثوري الإيراني إلى النصف قد يكون مؤشرًا على الأزمة التي تعيشها إيران، إلا أنها في الوقت نفسه لا تشير بشكل مؤكد إلى تخلي إيران عن ميليشيا الحوثي التي تنفذ أجندتها حتى لو أثرت على الدعم المقدم للميليشيا، خاصة أن الحرس الثوري والجيش الإيراني لديهما موارد اقتصادية ضخمة ولا يعتمدان على الميزانية فقط.
معركة منتظرة
الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، قال في تصريح لـ«المرجع» إن الحديث عن علاقة تخفيض ميزانية المؤسسات العسكرية في إيران وتأثير ذلك على دعم الميليشيات الحوثية أوغيرها يستلزم أن يتم لفت النظر إلى عدة اعتبارات منها أن هذا التخفيض لا يزال اقتراحًا حكوميًّا من قبل الرئيس روحاني ومن ثم ولكي يتم تمريره لابد من موافقة البرلمان «مجلس الشورى الإسلامي» وهو بالطبع ما سيثير معركة حامية الوطيس ربما يكون الانتصار فيها لصالح عدم التخفيض خاصة أن بعض البرلمانيين الكبار أعلنوا وبشكل استباقي رفضهم لهذا التخفيض كون أن ذلك لا يتناسب مع ما تمر به إيران من تحديات أمنية وعسكرية.
وأشار الهتيمي إلى أن هذا التخفيض يأتي في إطار التعاطي مع العقوبات التي تعانيها إيران وما تبع ذلك من تراجع في سعر العملة المحلية وانخفاض أسعار النفط بل وانخفاض أيضًا في معدلات بيع النفط الإيراني، وهو ما يعني أنه جزء من سياسات حكومية تقشفية، إضافة إلى أن الفارق بين ما تم اعتماده للعام الجديد وما تم في العام الماضي ربما سيتم توجيهه لبنود أخرى كرفع الأجور والمعاشات إلى النسبة التي تم الإعلان عنها مؤخرًا وهي 20% .
للمزيد.. إيران ترد على استبعادها من «مشاورات السويد» بإبقاء السلاح في يد الحوثيين
مصادر تمويل ذاتية
«الهتيمي» رأى أن إيران وفيما يخص الميليشيا الحوثية راعت وبشكل دقيق أن لا يكون لأية تطورات خاصة بتوتر الأجواء فيما بينها وبين أمريكا انعكاسًا كبيرًا على علاقتها بالدعم المقدم للحوثيين، ولهذا نراها قد دفعت بكشل كبير الطرف الحوثي للمشاركة في المباحثات التي استضافتها السويد مؤخرًا والتي أسفرت عن اتفاق السويد للتهدئة في الحديدة، والذي هو بلا شك فرصة كبيرة للحوثيين لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف خاصة.
ويشير الهتيمي إلى أن ذلك جاء في الوقت الذي تعرضت فيه الميليشيات لهزائم متتالية في الأسابيع الأخيرة وهو ما سيخفف الضغط على الحوثيين ويمنحهم فرصة الاستفادة بما كانوا قد تحصلوا عليه طيلة السنوات الماضية إذ أشارت بعض التقارير إلى أن الحوثيين يجمعون ما نحو خمسة مليارات دولار من الموانئ التي كان لهم السيطرة عليها.
وأوضح الباحث في الشأن الإيراني أن مسألة مصادر تمويل الحرس الثوري الإيراني التي يندرج ضمن فيالقه «فيلق القدس» المسؤول عن التواصل مع الميليشيات في الخارج ومن بينها الحوثيون إذ من الخطأ الاعتقاد بأن الحرس الثوري يعتمد في تمويله على ما تخصصه الحكومة في ميزانيتها المعلنة فذلك فقط أحد مصادر التمويل المعلنة.
وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، لقد بات معلومًا أن للحرس الثوري مصادر أخرى فهو يسيطر على نسبة كبيرة من النشاط الاقتصادي في البلاد، ويمتلك المئات من الشركات التي لا تندرج لما يخضع له القطاع الاقتصادي وهو ما يدر عليه دخلًا كبيرًا لا يمكن تحديده بدقة، وبالتالي فإنه وفي حال تم تخفيض ميزانية المؤسسات العسكرية بالفعل فإن ذلك سيكون تأثيره محدودًا على نشاط الحرس الثوري واستمرار دعم الميليشيات في المنطقة.