تقارير وتحليلات
الحرب في اليمن..
شريان النفط الإيراني يُغذي «ذراع» طهران في اليمن
كشف تقرير دولي، استمرار نظام المرشد الإيراني علي خامنئي في تمويل ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراعها في اليمن، عبر تجارة النفط المهرب، في ظل فرض عقوبات أمريكية على تصدير النفط الإيراني.
وقال تقرير للجنة خبراء في الأمم المتحدة إن عائدات وقود مشحون من موانئ في إيران بموجب وثائق مزيفة، لتجنب تفتيش الأمم المتحدة للبضائع، يُسهم في تمويل جهود الحوثيين في اليمن ضد الحكومة الشرعية، وحددت اللجنة عددًا صغيرًا من الشركات، سواء داخل اليمن أو خارجه، تعمل كشركات في الواجهة من خلال استخدام وثائق مزيفة لإخفاء التبرعات النفطية، والتي تذهب إلى دعم الحوثي.
وأوضح التقرير المؤلف من 85 صفحة أنّ عائدات النفط الإيراني كانت «لفائدة فرد مدرج» على لائحة الأمم المتحدة للعقوبات، مؤكدًا أن «العائد من بيع هذا الوقود استخدم في تمويل الحوثيين»، فيما أكد تقرير سابق للجنة، أن الخبراء يُحققون في تبرعات وقود إيرانية شهرية بقيمة 30 مليون دولار.
أوجه الدعم الإيراني
إلى جانب الدعم المالي عبر عائدات النفط، تتعدد أوجه دعم إيران لميليشيا الحوثي في اليمن، سواء عبر الإمداد بالسلاح، إذ اعترف نائب القائد العام لميليشيات الحرس الثوري، العميد حسين سلامي، علنًا في 22 نوفمبر 2018، خلال مؤتمر لدعم الحوثيين في العاصمة طهران، بأن إيران تقدم أشكال الدعم كافة لميليشيات الحوثي، قائلًا: إن ذلك يأتي في إطار «الأخوة والوحدة»، على حد تعبيره، وفي مارس 2016، أكد نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال مسعود جزايري، أن طهران تدعم الحوثيين و«صالح» في اليمن.
كما عرضت وزارة الخارجية الأمريكية، في 29 نوفمبر 2018، أدلة جديدة على الدعم العسكري الإيراني للحوثيين في اليمن، وشملت أجزاء الأسلحة المعروضة صاروخًا من طراز (صياد-2) «أرض-جو»، الذي ضبطته السلطات السعودية في أوائل العام الحالي وهو في طريقه للحوثيين في اليمن، واستشهدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بشعار شركة دفاعية إيرانية في القسم المخصص للرأس الحربي، وكذلك بكتابة اللغة الفارسية على الصاروخ من بين الأدلة على أن الأسلحة إيرانية.
وفي أغسطس 2018، قدمت لجنة خبراء تقريرًا سريًّا لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، تقول فيه: إن الحوثيين مازالوا يتزودون بصواريخ باليستية وطائرات بلا طيار من إيران، بعد فرض الحظر على الأسلحة في العام 2015.
كما أرسلت إيران عشرات الخبراء من الحرس الثوري وعناصر حزب الله اللبناني؛ فأعلن العميد مسفر الحارثي، قائد اللواء 19 مشاة في اليمن، في سبتمبر 2016، وجود 3 خبراء إيرانيين وآخر لبناني، يقاتلون ضمن ميليشيات الحوثي في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، جنوبي البلاد.
وكشفت العقوبات التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، في مايو 2018، أن 5 خبراء من الحرس الثوري الإيراني يقومون بتهريب ونقل الصواريخ والأسلحة إلى الميليشيات في اليمن، وهم «مهدي آذر بشه، ومحمد آقا جعفري، ومحمود باقري کاظم آباد، وجواد بردبار شير أمين، وسيد محمد علي حداد».
وإلى جانب الخبراء العسكريين من الحرس الثوري الإيراني، هناك القيادي في حزب الله ناصر أخضر، ووفقًا لتأكيدات مصدر يمني، فهو المسؤول الأول عن الملف اليمني، وهو إحدى حلقات الوصل مع إيران أيضًا؛ إذ إن مسؤولي إدارة الملف اليمني في طهران يتشاركون المعلومات والقرارات مع «أخضر» وسفارة طهران في صنعاء وشخصيات استشارية يمنية تقدم دراسات ومقترحات للجانب الإيراني.
دعم متكامل الأوجه
ويقول القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، في تصريح لــ«المرجع»، إن ما ذكره التقرير الأممي يؤكد الدور الإيراني الإرهابي في اليمن، ودعمه لميليشيا الحوثي الكهنوتية من أجل اتخاذ اليمن منصة لمواجهة المملكة العربية السعودية.
وأضاف «الخوداني» أن دعم إيران للحوثيين لم يكن بالمال فقط، لكن أيضًا هناك تقارير ووثائق تؤكد الدعم الإيراني للميليشيا الكهنوتية بالسلاح والخبراء، والدعم الإعلامي طريق تدريب إعلاميي الحوثي في قنوات تابعة لحزب الله اللبناني، بالتعاون مع قناة «الجزيرة» ذراع قطر الخبيثة في الإعلام العربي.
وقال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، إن الدعم الإيراني للميليشيا أيضًا شمل تدريب الحوثيين على عمليات زراعة الألغام البحرية، وكذلك العمليات الانتحارية عبر «الزوارق المفخخة»، متابعًا أن الإيرانيين اعترفوا بدعم الحوثيين بالصواريخ، وفقًا لما صرح به رئيس مقر «عمّاريون» الاستراتيجي للحروب الناعمة بالحرس الثوري، مهدي طائب، بأن إيران زودت الحوثيين بالصواريخ القصيرة وبعيدة المدى.