تحليلات
مسؤول قطري يصف الإمارات بأنها عدو..
تقرير: من هم أصدقاء قطر الحقيقون؟
تعادي قطر معظم الدول العربية، ومع ذلك تحاول أن تنفي التهمة عن نفسها
احتفت وسائل الإعلام القطرية بفحوى مقابلة الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، مع وكالة “رويترز“، التي وصف بها دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها “عدو” لقطر.
وعلى الرغم من أن أكبر الباكر، هندي الأصل، وحصل على الجنسية القطري، ويعمل في شركة مدنية لا علاقة لها بالسياسة الخارجية للدوحة، إلّا أنه مثّل واقع الدوحة، ودلل على واقع تحول البلاد إلى رهينة بيد المجنسين الذين صاروا يشكلون السياسات الخارجية والداخلية لقطر -من عزمي بشارة الذي انتقل من الكنيست الإسرائيلي ليعمل مستشارًا للأمير في قصر الوجبة بالدوحة، ويصبح عرّاب التآمر الإعلامي والفكري على البلدان العربية، إلى يوسف القرضاوي المنفي من بلده مصر بتهم الإرهاب، وتوجته قطر كمرجعية للتنظيمات المتطرفة في الوطن العربي- وصاروا جميعهم قطريين أكثر من القطريين أنفسهم، ويحددون طبيعة العلاقات القطرية مع دول الخليج وغيرها.
ولا يعود السبب وراء اتكال النظام القطري على المجنسين، وتسليمهم مقدرّات البلاد والمراكز الحساسة فيها، إلى قلّة الكفاءات بين صفوف الشعب القطري، وإنما إلى استيراد الموالين للنظام، وهو الذي قام بتوظيف من يعملون بعقلية الطاعة مقابل المال، حتى استطاعوا الاستحواذ على مراكز صنع القرار في مؤسسات الدولة، وابتكروا أساليب عمل ونظريات سياسية بعيدة عن مصالح قطر والشعب القطري وارتباطه العربي والخليجي، كما استطاعوا أيضًا بعقليتهم “المنفيّة” نفي قطر عن عمقها العربي والخليجي، وأصبحت دولة مُقاطَعة تحتلها القواعد العسكرية التركية والأمريكية والإيرانية.
الإمارات ليست عدوة لقطر مثلما صرّح الباكر، ولكن قطر وسياستها الداعمة للإرهاب وتفتيت الدول هي العدو لمعظم الدول العربية؛ لسوريا وفلسطين ومصر والسعودية والإمارات وليبيا وتونس واليمن…
ويعترف حمد بن جاسم علانية، بدعم قطر وحكوماتها للمنظمات الإرهابية في سوريا، خصوصًا جبهة النصرة.
وفي تقرير بثّه التلفزيون القطري، كرّم أمير قطر الجنود القطريين الذين شاركوا إلى جانب حلف “الناتو” في قصف ليبيا، ثم سلموها للتنظيمات الإرهابية.
وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية المصري في كلمة ارتجالية بحضور مسؤولين قطريين.
من هم أصدقاء قطر؟
يبدو واضحًا تآمر قطر على الدول العربية، فقد خططت لتقسيم السعودية، ودمرت كلًا من سوريا وليبيا، وأدخلت الإرهاب إلى مصر، بعدما استضافت الإرهابيين الهاربين من بلدانهم، وفتحت لهم الفضائيات، وأغدقت عليهم بالتمويل من أجل تخريب أوطانهم، ومحاولة خلق وقيعة بين الشعب والجيش، مقابل وعود قطرية للهاربين بتسليمهم السلطة على أنقاض أوطانهم المهدمة!
وبعد أن عرفنا من هم أعداء قطر، نعرف الآن من هم أصدقاء تلك الإمارة الغنية.
يعترف الأمير الأب بعلاقات قطر بإسرائيل، ويفتخر بوضوحها، مثلما افتخرت القنوات القطرية بتصريحات أكبر الباكر.
الصديق الثاني المهم لقطر هو القوات الأمريكية الضاربة في الدول العربية والإسلامية، التي تحاول الدوحة استمالة مواقفها بعد أن اتهمتها بدعم الإرهاب. وتجري محاولات الاستمالة عبر أساليب كثيرة، آخرها مساعي احتوائها في قاعدة “العديد”؛ إذ وقعت قطر اتفاقية جديدة مع الولايات المتحدة، لتستضيف أيضًا القوات البحرية (المارينز) في “العديد” بعد توسيعها على حساب قطر الخاص، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية دائمة وأبدية.
الصديق الثالث لقطر هو السلطان العثماني إردوغان، الرئيس الذي حوّل بلاده الديمقراطية إلى دولة ديكتاتورية، بعدما سجن جميع معارضيه، وأنشأ دولة وبُناها التحتية بقروض خارجية، ليحولها شكليًا إلى دولة متقدمة، بينما تغريدة واحدة من ترامب كادت أن تدمر اقتصاد تركيا وتُدمر عملتها المحلية.
واستطاعت تركيا، برغم ضعفها وهشاشة اقتصادها، أن تبني طموحات لها للسيطرة على الوطن العربي، وتعيد استعماره، بعدما تحالفت مع الآلة الإعلامية القطرية ووكلائها من حركات الإسلام السياسي، دون أن تمتلك أي مشروع حضاري أو إنساني، اللهم إلّا المتاجرة بالدين.