تقارير وتحليلات
إخوان اليمن..
تقرير: قبائل اليمن بين إرهاب الحوثيين وإجرام الإخوان
ظلت القبيلة اليمنية إلى وقت قريب عاملاً مساعداً في استقرار البلاد، لما تمثله من عراقة تاريخية، وامتلاكها موروثاً للحكم في اليمن الذي شهد اضطرابات عديدة.
وشكلت القبيلة اليمنية ثقلاً سياسياً وعسكرياً لعب دوراً هاماً في استقرار اليمن، فمع كل الاضطرابات التي شهدها البلد العربي، كانت القبيلة اليمنية تلعب دوراً مهماً في إيجاد حلول الاستقرار سواء بالأعراف القبلية أو بدعم سلطات الدولة.
معاداة القبائل
وأدى خوف الحوثيين من القبيلة اليمنية، إلى رفعهم منذ وقت مبكر شعار "معاداة القبيلة اليمنية في الشمال"، بدعوى أنها تسعى للنيل من "سلالتهم الهاشمية"، مستقطبين بذلك العديد من اليمنيين الذين تعاطفوا مع ما يعرف "بالهاشميين" بدعوى أنهم يمنيون وجزء من النسيج اليمني، إلا أن الحوثيين المدعومين من إيران رأوا أنه لا بد من التخلص أولاً من القبيلة.
ورصدت تقارير إخبارية مقتل زعماء قبائل وعشائر يمنية في صعدة وحرف سفيان وعمران، على أيدي الحوثيين بدعوى أنهم يناهضون "فكر الميليشيا".
إعدام بدم بارد
ويقول زعماء قبائل في بلدة حرف سفيان القريبة من صعدة، إن الحوثيين أعدموا زعماء قبائل بدعوى دعمهم لقوات الجيش اليمني خلال ما عرف "بالحروب الستة في صعدة"، وهو ما شكل إرهاباً لدى القبائل الأخرى التي تجنبت مواجهة الحوثيين خشية من أن يلاقوا مصير زعماء تلك القبائل "القتل أو السجن".
وقتل المئات من زعماء وأفراد القبائل اليمنية في صعدة وعمران وحرف سفيان بين 2004 و2009، قبل أن يتمدد الحوثيون صوب صنعاء العاصمة.
وطال الانتقام الحوثي القبائل الموالية لهم، حيث حاصر مسلحون حوثيون منزل زعيم قبيلة "حاشد" كبرى قبائل الزيدية في الشمال، الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر، وهددوا بقتله.
نهب
وتقول مصادر يمنية في صنعاء، إن الحوثيين اقتحموا منازل شيوخ قبائل يمنية في صنعاء ونهبوا من منزل شيخ 50 ألف دولار أمريكي، وكان من بين المسروقات أيضاً "جنبية" تقدر قيمتها بـ3 آلاف دولار أمريكي.
إعدام جماعي
ويقول ناشطون حقوقيون يمنيون، إن هناك صعوبة في معرفة الانتهاكات الحوثية ضد القبائل اليمنية، لكن هناك ما يجب الإشارة إليه وهو عملية إعدام 5 من زعماء قبائل "آل عمر" في محافظة البيضاء في 2017.
جرائم الإخوان
ووثقت تقارير حقوقية قيام تنظيم "الإخوان" الموالي لقطر بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد القبائل اليمنية، وتركز ذلك في محافظة مأرب، حيث توجد أعرق القبائل اليمنية، وتم قتل العديد من أفراد تلك القبائل جراء التعذيب في سجون سرية "للإخوان"، كان آخرها واقعة اغتيال قائد عسكري ينتمي إلى قبيلة "مراد".
وبينت تقارير حكومية، أن الضابط ضيف الله السوادي المرادي قتل في سجن سري "للإخوان" عقب عملية تعذيب دامت أسابيع.
وقالت الحومة اليمنية، إن السبب وراء اعتقال وقتل الضابط ضيف الله، ضبطه لشحنة أسلحة فتاكة بينها طائرات مسيرة كانت في طريقها إلى الحوثيين.
وتشهد مأرب بشكل متواصل مواجهات بين ميليشيات تابعة "لإخوان اليمن" والقبائل هناك، كان آخرها اشتباكات أمس السبت، والتي خلفت قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى من القبائل فيما لم تعرف حصلة الطرف الآخر.
ويتعرض أفراد قبائل يمنية فروا من انتهاكات الحوثيين لمضايقات في مأرب، وقال ناشطون، إن مواطنيين قدموا من مدينة الحديدة الساحلية إلى مأرب تعرضوا للاعتقال والمساءلة بتهمة أنهم على علاقة بالحوثيين.
وقال ناشط حقوقي يمني طلب عدم ذكر اسمه، إن القبائل اليمنية باتت بين مطرقة الميليشيات الحوثية وسندان ميليشيات الإخوان في مارب.