قضايا وحريات
الحرب في اليمن..
«قنص المدنيين».. استراتيجية الحوثيين للانتقام من اليمنيين
في انتهاك جديد لاتفاق السويد، الذي تم التوصل إليه بين الحكومة الشرعية في اليمن والمليليشيات الانقلابية، شنّ الحوثيون هجمات جديدة على مديرية «كُشر» بمحافظة حجة، إلا أن قبائل «حجور» أفشلت التقدم العسكري للميليشيا المدعومة إيرانيًّا.
وقال المتحدث الرسمي باسم قبائل حجور الشيخ وليد مفلح الحجوري، في تصريحات صحفية: إن الميليشيات شنّت هجمات بالرشاشات الثقيلة على منطقة «العبيسة»، كما حشدت مقاتليها عبر مكبرات الصوت لاقتحام المديرية، إلا أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، كما تمكنت القبائل من تدمير عربتين عسكريتين، والاستيلاء على مدرعة تابعة للحوثيين، خلال مواجهات في «بني حليس» شرق «كُشر».
وأوضح «الحجوري»، أن فاتورة الخسائر البشرية للحوثيين بلغت 75 قتيلًا، وأصيب أكثر من 150 انقلابيًّا آخرين، خلال المعارك الضارية التي بدأت منذ أسبوعين تقريبًا، ومازالت قائمة حتى الآن، كاشفًا أن القبائل تمكنت من تأمين المرتفعات الجبلية الاستراتيجية التي كانت تستخدمها الميليشيات لقصف القرى.
الضربات الموجعة التي نفذتها القبائل اليمنية ومن خلفها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ضد الحوثيين، جعل الميليشيا تتقهقر على أصعدة عدة؛ حيث أحكمت القبائل سيطرتها على معسكر المنصورة الاستراتيجي، الذي كان واقعًا تحت سطوة الحوثي ويستخدمونه كمعسكر تدريبي.
استهداف المدنيين
وأمام تقدم الجيش اليمني من ناحية، والضربات الاستباقية التي نفذها التحالف العربي من ناحية أخرى، لم يكن أمام الميليشيا التي تنحصر سيطرتها يومًا بعد يومٍ، إلا تنفيذ ضربات عشوائية ضد جميع الأهداف سواء كانت مدنية أو عسكرية.
وفي هذا الصدد، وجهت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران نيرانها صوب طبيبة يمنية، في إحدى نقاط التفتيش بمدينة «تعز» جنوبي البلاد؛ إذ لقيت الطبيبة «هبة نبيل معجب» مصرعها بعد إطلاق مسلح حوثي في نقطة «الربيعي» غربي المدينة، النار على السيارة التي كانت تقلها وزوجها إلى مكان عملها.
وفي تقرير لها، أوضحت فضائية «العربية»، أن مسلحي الحوثي أرادوا القبض على زوج الطبيبة الذي كان معها في السيارة بعد توقيفها في النقطة، وعندما حاول إقناعهم بأن عليه إيصال زوجته والعودة إليهم، أطلق مسلح حوثي النار على السيارة، ما أدى إلى مقتل الطبيبة في الحال.
يشار إلى أن ميليشيا الحوثي تنتهج عمليات «قنص المدنيين» منذ سيطرتها على بعض البلدان في عام 2014 بعد الانقلاب على الشرعية اليمنية؛ ويأتي ذلك في سياق تخوف العناصر الإجرامية من مساعدة المدنيين للجيش اليمني والتحالف العربي وجهودهما الرامية إلى تحرير اليمن من تلك الأيادي الإيرانية.