تقارير وتحليلات
صراع مسلح ضد ميليشيات الحوثيّ..
قبائل اليمن تكتب بالنار نهاية انقلاب الحوثي
اتسعت رقعة الثورة التي أشعلتها القبائل في «اليمن»، فبعد الاشتباكات التي خاضتها قبائل «حجور» في محافظة «حجة»، دخلت قبائل «الضالع» و«عمران»، في صراع مسلح ضد ميليشيات الحوثيّ، ذلك ما اعتبره المراقبون بداية النهاية للمليشيا الإرهابية في «اليمن».
فيما قتل اليوم السبت 16 فبراير، أكثر من 30 عنصرًا من الميليشيات الحوثي في المواجهات مع القبائل الثائرة في محافظة «حجة» غربي اليمن، وسط دعم من التحالف العربي الذي شن غارات على معاقل الحوثيين.
معارك الاسترداد
قد أعلن الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي، إطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير بقية مديريات محافظة حجة (شمال غرب اليمن)، وفك الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي الانقلابية على قبائل «حجور» في مديرية «كُشَر» شرق حجة.
فيما تسيطر القوات الحكومية على مديريتي «ميدي» و«حيران»، وأجزاء واسعة من مديرية «حرض»، شمال المحافظة، ويذكر أن «كُشَر» تبعد عن أقرب انتشار للجيش نحو 30 كيلومتراً.
وعلى صعيد متصل، شنت قوات التحالف العربي ثلاث غارات جوية على تجمعات للميليشيا الإرهابية، أصابت خلالها عرباتٍ ومدفعيةَ «هاون» خاصة بالميليشيات الحوثية، بمنطقة «المندلة» شرق «العبيسة»، في مديرية «كشر».
ثورة القبائل
يأتي ذلك مع وجود أنباء عن مقتل محافظ «عمران» اليمنية، «فيصل جمعان»، المُعيّنْ من قِبَل ميليشيا الحوثي الانقلابية، وفقًا لما أعلنته فضائية «العربية» نقلًا عن مصادر محلية.
إثر ما تمّ فتحت قبيلة «ذو سودة» في «عذر» بمحافظة «عمران»،أمس الجمعة 15 فبراير، جبهة ثالثة ضد الميليشيات الحوثية، فيما اندلعت مواجهات مسلحة بين مسلحين قبليين في «قفلة عذر» وعناصر الميليشيات الإرهابية، ذلك على خلفية قيام القبائل بقطع خط الإمداد أمام الحوثيين في اتجاه مديرية «حجور».
وقد قال الشيخ القبلي البارز «فهد دهشوس»: «إن جبهة جديدة فتحت ضد ميليشيا الحوثي، هي جبهة «قارة» لتلتحم مع جبهتي «كشر» في «حجة» و«عذر» في «عمران»، مؤكدًا أن شباب العصيمات وقبائل حاشد تتجهز لنجدة إخوانهم في «عذر»، في وقت تواصل قبائل «حجور» تصديها للميليشيات الانقلابية وتطهير مناطقها من الوجود الحوثي».
الحالة الإستراتيجية
فيما تعد محافظة «عمران» واحدة من أهم المعاقل الإستراتيجية لميليشيا الحوثي، بعد محافظة «صعدة» لقربها من «صنعاء» وانحدار أغلب قيادة الجماعة من «عمران»، بمن فيهم زعيم الجماعة «عبد الملك الحوثي» الذي تعود أصول أسرته إلى «منطقة حوث» التابعة إداريًّا لمحافظة «عمران» ومساندة زعماء القبائل للميليشيات الحوثية منذ وقت مبكر خلال المواجهات الدامية مع الجيش اليمني، قبيل سيطرتها على صنعاء في العام 2014م.
ويذكر أنه في نوفمبر الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، بين ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأفراد من قبيلة «همدان» إحدى قرى قبائل طوق صنعاء، خلفت عددًا من القتلى والجرحى من الطرفين، مما يرسم ملامح المرحلة المقبلة في اليمن ودور القبائل في حسم مصير الحوثي.
الطريق إلى صنعاء
يشكل انقلاب القبائل على الحوثي ورقة استراتيجية في يد الجيش اليمني والتحالف لإنهاء انقلاب الحوثي، حيث يوجد أكثر من مائتى قبيلة في اليمن؛ ما يضيف للقبائل أهمية سياسية في بناء الدولة؛ إذ تلعب دورًا رئيسيًّا في صناعة القرار السياسي، بحسب أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة «عدن»، الدكتور «سمير الشميري»، في بحثه المعنون بــ«القبيلة والسلطة.. القوة والضعف».
ويرى مراقبون أن كسر شوكة ميليشيا الحوثي في «حجة» و«عمران» على يد ثورة القبائل سيفتح جبهات جديدة على مشارف العاصمة «صنعاء»، وسيضاعف الضغط على التعزيزات القادمة من «صعدة»، مع حضور كثيف لطيران التحالف العربي في تتبع لخطوط الإمداد.
وأضاف المراقبون أن الوضع في مناطق قبائل «حاشد» و«بكيل» كبرى قبائل اليمن، معد للانفجار الذي يعتمد على إدارة التحالف للجبهات الجديدة وتوقيت تحركها وفق المعطيات الميدانية والتنسيق مع شيوخ القبائل.
من جانبه، قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، «كامل الخوداني»: «إن القبائل في اليمن باتت على المحك من الانتفاضة المسلحة في وجه ميليشيا الحوثي، وإن ارتفاع غضب القبائل يؤشر على اقتراب نهاية الحوثي، واقتلاعه من اليمن».
وأضاف «الخوداني»، في تصريح لـ«المرجع»: «أن قبائل اليمن؛ خاصة «طوق صنعاء»، سيكون لها دور في حسم الصراع إذا وجدت الشرعية قوية والحوثيين ينهارون في الجبهات، موضحًا أن الغلبة بين الطرفين تميل للأكثر قوة وتمويلًا وتخطيطًا وتحالفًا».