تحليلات

مرحلية الزي الإسلامي..

تقرير: هل عاش الإخوان في جلباب حسن البنّا؟

حسن البنّا

وكالات

يستدعي المنتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، سيرة المؤسس «حسن البنّا»، باعتباره مُنزهًا عن الخطأ، فلا ينظرون بعقلية ناقدة فيما أقره وعدل عنه، أو ما أقرّه في مرحلة من عمر الجماعة ثم دفعته المصلحة للتراجع عنه، إذ كان الدفاع المستميت من المرشد الأول، عن العمامة والجلباب- في بداية حياته- من مشاهد الفخر، التي احتفى بها الإخوان في ذكرى اغتياله، قبل أيام (12 فبراير 1949)، دون البحث في أسباب تخليه عن ما يسمى بالزي الإسلامي.

بداية التكوين

 

في مدرسة المعلمين التي التحق بها «البنّا» قبل بلوغه الستة عشر عامًا، ومقرها بمدينة  دمنهور (عاصمة محافظة البحيرة الواقعة بدلتا مصر)، حدثت مشادة كلامية بينه وبين «حسن راغب» مدير التعليم آنذاك؛ كان بسبب اعتراض الأخير على زي «البنا»، مشددًا على أن يلتزم بالزي المدرسي كبقية زملائه.

لم يستجب «البنا» لما طُلب منه، وقال في كتابه «مذكرات الدعوة والداعية» إنه التزم بما سماه الزي الإسلامي الذي وصفه بأنه شبيه لـ«ملابس الإحرام»، إذ دخل على ناظر مدرسته مرتديًا، عمامة ذات عذبة ( تأثرًا بالنزعة الصوفية وانتمائه للطريقة الحصافية في طفولته)، ورداءً أبيض فوق الجلباب، وينتعل حذاءً يكشف ظاهر قدمه ويغطي أسفل القدم فقط، وهو ما أثار غضب مدير التعليم، وقد أورد في سيرته الذاتية الحوار الذي دار بينه وبين مدير التعليم، فقال :« سألني لماذا ألبس هذا الزي؟»، فأجبت: «إنه سنة»، فسألني: «وهل عملت كل السنن؟»، فقولت: «لا، ونحن مقصرون كل التقصير ولكن ما نستطيع أن نفعله نفعله»، فقال :«بهذا النظام خرجت عن النظام المدرسي»، وسألته: «لم يا سيدي؟»

بعد مشادة كلامية بين الطرفين، تمسك خلالها «البنا» بعدم تنازله عن زيه، وأنه لا يخالف النظام المدرسي، فنصحه مدير التعليم قائلًا: «إذا تخرجت وأصررت على هذا الزي، سوف لا يسمح مجلس المديرية بتعيينك؛ حتى لا يستغرب التلاميذ هذا المظهر»، وفي تحدٍ لـ«راغب»، رد «البنا» : «إن الأرزاق بيد الله، ووقت التعيين لم يحن بعد».

الشيخ «الأفندي»

في السنة الرابعة من  كلية دار العلوم، التي التحق بها مؤسس الإخوان،  اشتدت الرغبة في تغيير الزي، وتهيأت لها نفس الطالب، إذ قال: «بدت دار العلوم بضعة شهور يدخلها عدد من الأفندية وعدد من الشيوخ وفي كل يوم يزداد المطربشون ويقل عدد المعممين حتى لم يبق إلا طالبان هما الشيخ إبراهيم الورع وأنا معه».

 حين جاء دور التمرين العملي، طلب  ناظر المدرسة من كليهما أن يذهبا إلى المدارس التي سيتم تمرينهم فيها بالزي الجديد؛ حتى لا يظهروا أمام التلاميذ بمظهر المنقسمين، فريق معممون وفريق مطربشون.

وأردف:« رغم أن كلمته الطيبة لم تكن تحمل معنى الإلزام إلا أن قوة تأثيرها واحترامنا لرأيه جعلنا نعده بذلك، وننفذ وعدنا فنرتدي البدلة والطربوش بدلًا من الجبة والعمامة وذلك قبل أن نتخرج بقليل».

ارتكب «البنّا»الجرم الذي طالما أدانه، وهو ارتداء «البدلة والطربوش»، وتخلى عن الجلباب والعمامة التي تحدى بها ناظر مدرسته ومدير التعليم، وأصبحت «البدلة والطربوش» هي الصورة التي يظهر عليها «البنا» في كل المناسبات وأخذ يصول ويجول بها مصر والخارج.

النزاهة على المحك.. تحليل قانوني لفضيحة السيرة الذاتية لرئيس وزراء السودان المؤقت


"كوسباس-سارسات" في الإمارات: تعزيز التعاون الإنساني بتقنيات الأقمار الصناعية


دبلوماسية أم حرب؟ مفاوضات روما تواجه شبح الهجوم الإسرائيلي على إيران


بعد عقود من الفوضى: هل يتمكن لبنان من نزع سلاح المخيمات وحزب الله؟