تقارير وتحليلات
الحرب في اليمن..
اليمن: انتفاضة قبائل حجور تهدد وجود الحوثي
تعد انتفاضة قبائل «حجور» في محافظة حجة اليمنية من أهم التهديدات التي تواجه وجود ميليشيات الحوثي المدعومة من نظام الملالي فى طهران، لا سيما في المحافظات الشمالية، حيث يتحصن قادة التمرد الانقلابي ويتخذون من الشمال معقلًا لقوتهم.
ويعول اليمنيون على تلك الانتفاضة في قمع الميليشيات لأنها حال نجاحها سوف تعطي دفعة قوية للقبائل الشمالية الأخرى في محافظات صعدة وحجة وحتى العاصمة صنعاء نفسها، ويرى الحوثيون في تلك الانتفاضة تهديدًا وجوديًّا كونها صادرة من قلب معاقله في الشمال، ما يشكل ضربة قاصمة لدوافع التمرد الحوثي الذي طالما برر جرائمه بكونه يدافع عن حقوق الشماليين المهدورة، على حد زعمه.
وقد تواصلت المعارك بين المتمردين الحوثيين ، ورجال قبائل حجور في مديرية كُشر بمحافظة حجه،وتمكن رجال القبائل من التصدي لهجوم عنيف شنته الميليشيات على منطقة درب المرو، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين الذين أطبقوا حصارًا على كُشر.
كما صدوا هجمات عنيفة في موقعي قرايات والطواية، وسط استمرار الانقلابيين بالدفع بتعزيزات ضخمة إلى المنطقة مع معدات عسكرية كبيرة تشمل الدبابات والمدرعات وراجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة والمتمركزة في جبل المشبه وجبال بني شهر، وواصلوا قصف القرى الواقعة جنوب مديرية كشر منها قرى الشعاثمة وبني رسام.
وواصلت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تتزعمه الرياض شن غاراتها على مواقع المتمردين، في المندله شرق العبيسة صاحبها تحليق مستمر فوق المديريات المجاورة لإرهاب الميليشيات.
وأسفرت الغارات التي استهدفت تجمعات الحوثيين في وادي مور وبلاد ذو نحزه شرق العبيسة، عن مقتل أكثر من عشرين وإصابة آخرين.
وقطع الحوثيون شبكات الاتصالات عن المنطقة، في مسعى لعزلها عن العالم والتعتيم عن الانتهاكات والجرائم التي تقترفها بحق المدنيين من قصف متعمد لمساكنهم ومنع دخول المواد الغذائية والدواء.
ولَم يقتصر قطع شبكات الاتصالات والإنترنت على كُشر فحسب، بل شمل المديريات المجاورة لها وهي أفلح الشام، كحلان الشرف وقارة وشحة.
وأطلق شيوخ قبائل حجور استغاثة مما يتعرض له أبناء المنطقة جراء قصف وحصار الميليشيات الإرهابية للقرى السكنية، ومنع وصول الغذاء والدواء، مؤكدين أن حصار الحوثيين امتد إلى محاصرة مديرية قارة وبعض قبائل قفلة عُذر في محافظة عمران، ودعوا رجال القبائل المجاورة للانضمام إليهم.
من جهته أكد محمد علاء الدين، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن الميليشيا الحوثية المدعومة من نظام الملالي، تواجه مأزقًا صعبًا لأن قبائل «حجور» تتمركز في قلب الحاضنة الشعبية التي يزعم الحوثي أنها مؤيدة له ويتحدث باسمها، فهي تقع في مناطق الشمال وتُصنف ضمن القبائل الزيدية المؤيدة للتمرد الانقلابي، وهو المفهوم الذي تم كشف زيفه تمامًا بانتفاض تلك القبائل ضد الحوثي.
ولفت علاء الدين في تصريحاته لـ«المَرْجِع» إلى أن هذه القبائل تحتاج الى دعم ومساندة كي تتشجع المناطق الأخرى للثورة على الحوثي ودحره، مبينًا أن ميليشيات الحوثي صعدت هجماتها على قبائل حجور، كي ترهب سكان المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها.