تقارير وتحليلات
مطاردة الأحداث
ولد الشيخ يحاول اللحاق بالأحداث المتسارعة في اليمن
بدا المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وهو يدعو المجتمع الدولي للضغط على أطراف الصراع اليمني للاستجابة للمبادرات التي يطرحها، أقرب إلى مطاردة دور للأمم المتحدة في ذلك الملف بعد أن تجاوزتها الأحداث بفعل سلبيتها وتردّدها وتسويتها بين السلطات الشرعية والمتمرّدين في مخالفة لقرار صادر عن مجلس الأمن جاء صريحا في إدانته للطرف الأخير وتحميله مسؤولية لما يجري بالبلد.
وتعرّضت الأمم المتحدة لانتقادات شديدة بعد رفضها مقترحا تقدّم به التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية مؤخرا بأن تتولّى المنظّمة الإشراف على ميناء الحديدة بغرب اليمن لضمان وصول المساعدات الواردة عبره إلى مستحقيها ومنع تحويله من قبل المتمرّدين إلى منفذ لتلقّي السلاح الإيراني المهرّب.
وطالب ولد الشيخ مجلس الأمن الدولي بـ”استخدام كل ثقله الدبلوماسي لدفع الأطراف المعنية إلى تقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق نهائي قبل إزهاق المزيد من الأرواح”.
وجاءت هذه المطالبة في وقت تلوح فيه مؤشرات على قرب إطلاق التحالف العربي عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة محافظة الحديدة التي تعتبر بوابة الحسم النهائي للحرب على المتمرّدين.
ولم يخرج ولد الشيخ عن خطّ المنظمة التي دأبت على التلويح بالورقة الإنسانية كلما لاحت بوادر حسم عسكري ضدّ المتمرّدين الحوثيين المحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، معبّرا عن”بالغ قلقه إزاء الحالة الإنسانية والاقتصادية المتدهورة بسرعة وسط التصعيد المقلق للعمليات العسكرية”.
وقال إن “الوسيلة الحقيقية الوحيدة لمنع تدهور الوضع في اليمن هي التوصل إلى حل سلمي لهذا الصراع المأساوي الذي طال أمده”.
وجاء ذلك في بيان أصدره المبعوث الأممي وذكر فيه أنه أطلع أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة عقدت عصر الأربعاء بتوقيت نيويورك على “الأوضاع في اليمن والجهود المبذولة لمواصلة المفاوضات حول عملية السلام”.
وأوضح أنه قدم إلى أطراف الصراع “إطارا يتضمن مجموعة من التدابير السياسية والأمنية المتسلسلة التي صممت لضمان الإنهاء السريع للحرب وسحب التشكيلات العسكرية ونزع السلاح وإنشاء حكومة انتقالية شاملة”.
وحث أعضاء مجلس الأمن على “الضغط على الأطراف للمشاركة البناءة في مناقشة الإطار، حيث يتعين أن توافق الحكومة اليمنية على إجراء محادثات على أساسه ويتعين على جماعة أنصارالله والمؤتمر الشعبي العام إنهاء رفضهما المستمر منذ فترة طويلة لإجراء مناقشات جادة حول الترتيبات الأمنية”.
وأردف قائلا “قدمت إلى أعضاء المجلس صورة قاتمة عن الحالة الراهنة وحذرت من أن تأثير الصراع على الاقتصاد والأمن الغذائي سيستمر الشعور به طويلا في المستقبل وسيهدد محاولات استعادة الاستقرار”.