تحليلات
جيوش أوروبا على ساحل أفريقيا..
تقرير: هزيمة الإرهاب في القارة «مسألة وقت»
جيوش أوروبا
تواصل أغلب الدول الأوروبية مواجهة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي؛ ما يشير إلى أن الوقت المقبل قد يكون للتخلص من الجماعات الإرهابية الداعمة لتنظيم القاعدة، بعدما أعلنت قوات التحالف الدولي قرب هزيمة تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا، مقتل القيادي القاعدي الجزائري جمال عكاشة المعروف بـ«يحيى أبوالهمام»، أمير إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أعلنت ألمانيا تقديم دعم عسكري لبوركينا فاسو لمواجهة الجماعة ذاتها.
ألمانيا في بوركينا فاسو
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الجمعة، إن بلادها ستعزز الدعم العسكري لبوركينا فاسو لمكافحة متطرّفين إسلاميين؛ حيث تنشط ما تسمى جماعة «أنصار الإسلام» التي ظهرت قرب حدود مالي في ديسمبر 2016، والتي بايعت تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
وفرنسا أيضًا هناك
وكانت فرنسا وافقت في ديسمبر الماضي على إطار عسكري جديد مع بوركينا فاسو من شأنه تسريع انخراط قواتها في مكافحة المتشددين الإسلامويين الناشطين في المنطقة الحدودية الشمالية للبلاد.
وكانت أنصار الإسلام أول قوة إرهابية يتم تشكيلها داخل بوركينا فاسو مع انتشار العنف من مالي؛ حيث استولى متطرّفون على مدن الصحراء الكبرى عام 2012، قبل أن تطردهم القوات الفرنسية.
وقالت ميركل خلال اجتماع مع رئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوري، في برلين أمس، إن ألمانيا مستعدة لإبرام اتفاقية المشورة التي تمت مناقشتها بالفعل على مستوى وزارتي الدفاع، مشيرة إلى أهمية السرعة كي يلاحظ المواطنون عملًا لأجلهم، في ظل هذا التهديد الملموس تمامًا.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، إن مقتل أبو همام، زعيم «إمارة الصحاري» في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو المسؤول الثاني في التحالف الجهادي الذي يتزعمه المالي من الطوارق إياد أغ غالي أمير «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين».
وأكدت الوزيرة أن أبا همام، كان «المخطط والممول للعديد من الهجمات ضد قيمنا ومصالحنا المشتركة التي نشاركها وندافع عنها مع الدول الخمس في قوة الساحل».
قمة الدول الأفريقية الساحلية
ومطلع الشهر الحالي، عُقدت قمة دول منطقة الساحل الأفريقية الخمس؛ لبحث سبل تعزيز التنسيق لمحاربة الجهاديين، وذلك غداة هجوم إرهابي دامٍ شهدته بوركينا فاسو، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا.
واجتمع قادة قوة مجموعة دول الساحل الخمس التي تضم بوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، وموريتانيا، والنيجر في واغادوغو؛ لتعزيز التنسيق في المعركة ضد الجهاديين الذين تسببوا بمقتل مئات المدنيين، وبأضرار اقتصادية.
وقال الرئيس البوروندي السابق بيار بويويا، ممثل الاتحاد الأفريقي في القمة: إن «بوركينا فاسو التي تستضيف هذه القمة كانت بين الدول الأكثر مسالمة في العالم باتت اليوم ضحية اعتداءات يشنها إرهابيون أهدافهم رجعية».
واندلع التمرد الإسلامي في منطقة الساحل في أعقاب الفوضى التي اجتاحت ليبيا عام 2011، فشهد شمال مالي هجمات جهادية.
ومع ارتفاع حصيلة الضحايا، تم إطلاق خطة تدعمها فرنسا العام 2015 لنشر قوة مشتركة مكونة من خمس دول وتضم 5000 عنصر.
لكن نقص التمويل والتدريب والمعدات شكلت جميعها عوامل قوضت المبادرة، وتعرض مقر القوة في مالي في يونيو الماضي لهجوم انتحاري مدمر أعلنت مجموعة مرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عنه.
ومنذ عام 2014، تنشر فرنسا 4500 عنصر في الساحل في إطار عملية برخان التي تهدف إلى مكافحة الجماعات الجهادية العاملة في المنطقة وفي الصحراء الكبرى.
وعلى الرغم من نجاح التدخل العسكري الفرنسي في عام 2013 الذي سمح باستعادة شمال مالي بعد احتلالها من الجهاديين، لاتزال مناطق كاملة من البلاد خارجة عن سيطرة القوات المالية والأجنبية، وتتعرض لهجمات بشكل دوري.
وانتقلت الهجمات تدريجيًّا من شمال نحو وسط وجنوب مالي، ومنذ وقت قصير وصلت إلى النيجر وكذلك بوركينا فاسو؛ حيث يبدو الوضع أكثر إثارة للقلق.