تحليلات

الزواج الأبيض..

تقرير: حيوان الدعارة يفترس المجتمع الإيراني

ارشيفية

تفشت ظاهرة ما يعرف بالزواج الأبيض تحت حكم الملالي داخل إيران بصورة كبيرة، وهذا المصطلح يقصد به ممارسة الشباب والفتيات كل الممارسات الزوجية دون عقد زواج، مثل ظاهرة البوي فريند في الغرب.

وقد انتقد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي هذه الظاهرة، معتبرًا أنها أحد مخططات أعداء بلاده لهدم الأسرة، قائلًا «قرر أعداء الإنسانية من تيار الرأسمالية والصهيونية منذ قرابة المائة عام القضاء على نظام الأسرة بين البشر».

وقال خامنئي في كلمة له مؤخرًا: إن هذه الظاهرة من أحط أنواع الحياة الزوجية وأخسها، وإنها جاءت للقضاء على الأسرة ؛ للترويج للشهوات والقضاء على الحياء والعفة، معتبرًا أنها اليوم أحد مخططات العدو.

 

انتشار كارثي

وقالت عضو اللجنة الاجتماعية في البرلمان الإيراني، حميدة زر آبادي: إن انتشار هذه الظاهرة يشكل تهديدًا خطيرًا للعائلات، وستكون له عواقب وخيمة على المجتمع الإيراني.
 
ونقلت وكالة أنباء البرلمان الإيراني «خانه ملت»، عنها قولها: «إن العائلة والبرلمان والحكومة قد فشلوا في الزواج؛ لأنهم لم يتمكنوا من توفير البنية التحتية اللازمة للزواج لتسهيل الأمر على الشباب لاتخاذ الخطوات الصحيحة».
 
ووصفت الظاهرة بأنها «عمل إجرامي»، مشددة على ضرورة اتخاذ تدابير خاصة لمنع انتشارها، وقالت: «للأسف، بسبب المشكلات الاقتصادية والبطالة وانعدام الأمن الوظيفي للشباب مع زيادة العمر في زواج الشباب، نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوات جادة لتحسين سبل العيش وتوظيف الشباب من قبل البرلمان والحكومة».
 
وأكدت عضو البرلمان الإيراني، أن البطالة هي مصدر كل الأذى الاجتماعي، وذكرت «أن البطالة تسببت بالعديد من المشكلات، مثل عمالة الأطفال، وزيادة الطلاق، والسرقة، والإدمان، والزواج الأبيض».

وفي السياق ذاته أعلن محمد إسلامي نائب المدير الفني في مكتب خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية بوزارة الصحة الايرانية، أن وزارة الداخلية أبدت قلقها من ظاهرة انتشار الزواج الأبيض بين الشباب والفتيات الإيرانيات، خلال الأشهر القليلة الماضية، مبينًا أن الداخلية تنسيقًا مع دوائر وزارة الصحة شرعت بتشكيل لجنة؛ لبحث دوافع انتشار هذه الظاهرة.

تدخل الداخلية

وقال في تصريح لوكالة محلية إيرانية: إن «وزارة الداخلية قررت التدخل في قضية انتشار ظاهرة الزواج الأبيض بين الشباب والفتيات»، مبينًا أن «الزواج الأبيض الذي يتم بين الشباب عادةً، لا يتخلله عملية إنجاب أطفال أو ربما يتم التخلص من العمل عبر الإجهاض».

من جانبه قال «محمد إسماعيل مطلق» مدير شؤون الأسرة في المدارس والجامعات الإيرانية، إنه ليست لديه أرقام دقيقةً.

وكان وزير الثقافة الإيراني علي جنتي، في نوفمبر الماضي قد أكد ارتفاع معدلات الطلاق والزواج الأبيض خلال الأعوام الثلاثة الماضية، معتبرًا أن هذه الظروف ستفتت المجتمع.

وكان قائم مقام وزارة الداخلية للشؤون الاجتماعية والثقافية «مرتضى مير باقري»، قد أشار إلى تغير نمط الحياة، وتحول ظاهرة الزواج الأبيض إلى عرف اجتماعي.

فيما ذكرت صحيفة الشرق الإيرانية الإصلاحية، أن القضاء الإيراني حجب مجلة؛ لتشجيعها العلاقات خارج رباط الزواج؛ إذ يعيش الطرفان تحت سقف واحد تحت ما يسمى «الزواج الأبيض» في الجمهورية الإسلامية.

وخلال العام الماضي نشرت مجلة زنان امروز عددًا خاصًّا، يناقش موضوع الزواج الأبيض وأسبابه، وقالت: إن عددًا متزايدًا من الإيرانيين والإيرانيات يعيشون معًا دون زواج وفي أبريل 2015، تم إيقاف المجلة.

وتحاول السلطات الرسمية التستر على حجم هذه الظاهرة؛ لذا لا توجد إحصاءات رسمية صحيحة بشأن هذه الظاهرة.

وقال علماء اجتماع لوكالة «إيسنا» الطلابية للأنباء: إن من الأسباب الأخرى لانتشار ظاهرة الزواج الأبيض؛ الارتفاع المطرد لمعدلات الطلاق التي سجلت ازديادًا ملحوظًا في إيران خلال السنوات الأخيرة، وفق الإحصائيات الرسمية.

وكان إمامي كاشاني في إحدى خطبه، الجمعة في العاصمة طهران قال: إن التفكك الأسري، وعدم التمسك بالمعايير الأخلاقية في الحياة الزوجية، هما من ميزات الثقافة الغربية البائسة.

وأضاف: يتمتع الرجل والمرأة اللذان يقيمان حفلة طلاق بروح شيطانية ولا يحظيان بقيم إنسانية، كما انتقد مكارم شيرازي أيضًا هذه الظاهرة وقال: سمعت بأن بعض الأزواج يقيمون حفلات الطلاق لدى الانفصال، وانتشار هذه الظاهرة يدل على أننا نعيش في مجتمع غير سليم.

دعارة مشرعنة

وبالرغم من أن مكاتب توثيق الزواج فى إيران تفتح أبوابها لراغبي «زواج المتعة»، أو الزواج المؤقت الذي تقصر مدته إلى ساعة أو نصف ساعة، إلا أن ذلك لم يحد من ظاهرة الزواج الأبيض، التي تعبر عن ضجر الشباب من حكم الملالي والحوزات الشيعية.

وتشير الإحصائيات إلى أن أكبر نسبة لهذا الزواج يتم في مدينة «قم» التي تضم أكبر حوزة للعلوم الدينية.
 
وقالت صحيفة «ملت» الإيرانية في تقرير لها عن هذه الظاهرة: إن المكتب يقوم بتسجيل أسماء الأشخاص ومواصفات الزوجة الدائمة وزوجة المتعة، التي يرغبون فيها مقابل دفع مبلغ من المال.

وقد أدت انتشار ظواهر المتعة والزواج الأبيض لانتشار اللقطاء في مدينتي قم ومشهد المقدستين في المذهب الشيعي، حتى إن مساعد محافظ قم، مدينة الحوزة ورجال الدين، اعترف مرة في اجتماع لكبار مسؤولي المحافظة، بأن عدد بائعات الهوى في هذه المدينة المقدسة يتجاوز 20 ألفًا.

وتشير الصحف الإيرانية إلى أن مدينة قم أيضًا، تحولت إلى مرتع خصب لتجارة المخدرات.

وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن 80% من الفتيات الإيرانيات يمارسن الجنس قبل الزواج، بغض النظر أكان عن طريق المتعة أو حتى دونها.

ولا يدفع الرجل مقدمًا ولا مؤخرًا للزوجة ولا نفقة ولا أي مسؤولية، وإنما أجر محدد على مقدار متعته.

ويكفي القول لتوضيح مدى الفساد الاجتماعي الذي وصل إليه المجتمع الإيراني في العلاقة بين الرجل والمرأة، أن نشير إلى أن نكاح المتعة لا يعتبر جائزًا ومباحًا فحسب، بل هو أصل من أصول العقيدة، فطبقًا لما جاء في كتاب «من لا يحضره الفقيه» لابن بابويه القمي الملقب بالصدوق، فإن (الإيمان بالمتعة أصل من أصول الدين، ومنكرها منكر للدين).

ومع التغلغل الإيراني في دول الجوار، يسعى الإيرانيون لنقل تلك الظواهر إلى الدول العربية، ففي عام 2016 قامت مؤسسة إيرانية، ولأول مرة، بافتتاح فرع لها في العراق لزواج المتعة المؤقت؛ لتشجيع الرجال والنساء على إقامة هذه العلاقات، مع توفير أماكن لذلك، مقابل أجور مالية محددة.
وأعلنت «جمعية طريق الإيمان الخيرية» بدء نشاط فرعها في العراق، من خلال إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف، بعد حصولها على الموافقات الرسمية لممارسة نشاطها في المدن العراقية.
 
وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن تعليمات الجمعية التي يقع مقرها في الجادرية مقابل جامعة بغداد، تفيد أن لديها قوائم بأسماء النساء الراغبات بزواج المتعة في كل المحافظات العراقية، عدا إقليم كردستان، الذي تقطنه أغلبية سنية ولا يخضع لسيطرة الحكومة المركزية في بغداد.

النزاهة على المحك.. تحليل قانوني لفضيحة السيرة الذاتية لرئيس وزراء السودان المؤقت


"كوسباس-سارسات" في الإمارات: تعزيز التعاون الإنساني بتقنيات الأقمار الصناعية


دبلوماسية أم حرب؟ مفاوضات روما تواجه شبح الهجوم الإسرائيلي على إيران


بعد عقود من الفوضى: هل يتمكن لبنان من نزع سلاح المخيمات وحزب الله؟