الرياضة

سولسكاير.. من بديل احتياطي إلى الوظيفة الحلم..

جهود مضاعفة تنتظر المدرب الجديد أولي غونار

مدرب واعد

لندن

أحيانا يسمح المجهود الإضافي لبعض اللاعبين “المرابطين” في أنديتهم بالظفر بحقبة مميزة، وقد تدوم طويلا للكثيرين منهم من أمثال ديدي دروغبا نجم تشيلسي الإنكليزي السابق وأيضا فيليب لام القائد المثالي لبايرن ميونيخ الألماني وبالمثل الظاهرة باتريك كلايفرت نجم أياكس الهولندي، إلى ما بعد اتخاذ قرار اعتزالهم ومغادرتهم المستطيل الأخضر. والسرّ وراء هذه الاستمرارية، إضافة إلى نجومية هؤلاء وظهورهم بمستويات جيدة، يبدو كامنا في اللاعبين أنفسهم، حيث يختار الكثير منهم إما التدريب وصعود السلم درجة درجة وإما شغل مناصب فنية في إدارة الفريق.

وتبدو المهمّة الأولى هي الأقرب إلى قلب نجم مانشستر يونابتد الإنكليزي السابق أولي غونار سولسكاير الذي كان قد صنع اسما لنفسه كلاعب في صفوف الفريق من خلال قدرته على صنع الفارق عندما يشارك احتياطيا، ويبدو أنه نقل عدوى نجاحاته إلى مجال التدريب حيث صنع الفارق في نتائج فريقه بعد أن استلم المهمة قبل ثلاثة أشهر بشكل مؤقت.

لكن نتائج الفريق في المباراتين الأخيرتين زادت من حدة التضييق على المدرب الجديد ووضعته أمام امتحان المراجعة وإعادة ترتيب أوراقه من جديد إذا ما كان عازما على مقارعة الكبار في الدوري المحلي أو في الظفر بمركز مؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، والأهم من ذلك اللقاء الذي ينتظر الفريق أمام برشلونة في سباق رابطة الأبطال.

إيمان كبير

فقط قلة من الأشخاص توقعوا أن يستمر سولسكاير إلى ما بعد فترة إعارته من نادي مولده النرويجي في نهاية الموسم الحالي، عندما استلم تدريب مانشستر يونايتد بشكل طارئ في ديسمبر الماضي خلفا للبرتغالي جوزيه مورينيو. لكن إدارة النادي أكدت ثقتها في المدرب ومنحته عقدا لمدة ثلاث سنوات.

واستدعي المدير التنفيذي في مانشستر يونايتد سولسكاير على عجلة من مولده الذي قاده إلى إحراز اللقب المحلي مرتين، علما وأنه تجربته الوحيدة السابقة في الدوري الإنكليزي الممتاز لم تكن مشجعة لأنها انتهت بسقوط فريقه كارديف سيتي إلى مصاف الدرجة الأولى.

سولسكاير يعد من أبرز اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان يونايتد خلال حقبة المدرب السير أليكس فيرغسون، إذ سجل 126 هدفا في 366 مباراة خاضها بقميصه بعد انتقاله إلى "أولد ترافورد" عام 1996

ونجح سولسكاير المبتسم دائما في إعادة البسمة إلى غرفة الملابس الكئيبة في عهد مورينيو والأهم أن ذلك ترافق مع نتائج إيجابية على أرضية المستطيل الأخضر، حيث نجح في الفوز في 14 مباراة من أصل 19 خاضها كان أبرزها تحقيق “الريمونتادا” في مواجهة باريس سان جرمان الفرنسي في دوري أبطال أوروبا.

فبعد خسارة فريقه على أرضه بهدفين نظيفين، نجح في قلب الطاولة على منافسه في ملعب بارك دي برانس بنتيجة 3-1 وينتزع بطاقة التأهل إلى ربع النهائي حيث تنتظره مواجهة قوية ضد برشلونة الإسباني.

وما يزيد من حجم إنجاز المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد ضد سان جرمان أنه قلب الأمور لصالحه في غياب 10 لاعبين مصابين. كما سجل سولسكاير انتصارات لافتة خارج ملعبه ضد توتنهام في الدوري وضد أرسنال وتشيلسي في مسابقة الكأس.

كافأ نادي مانشستر يونايتد مدربه النرويجي سولسكاير على نتائجه الجيدة، بعد حلوله مؤقتا في 19 ديسمبر الماضي بدلا من البرتغالي المقال جوزيه مورينيو بمنحه عقدا لثلاثة أعوام.

ونجح المهاجم السابق ليونايتد في العودة للمنافسة على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا التي بلغ فيها أيضا الدور ربع النهائي، حيث يواجه برشلونة الإسباني الأسبوع المقبل. لكن سقوط الفريق الأخير أمام ولفرهامبتون في افتتاح المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الإنكليزي بعث بالعديد من الرسائل، أولها إلى سولسكاير نفسه بأن عليه مراجعة الكثير من الأمور إذا كان ينوي البقاء بمنصبه.

وقال سولسكاير في بيان لنادي “الشياطين الحمر” قبل التوقيع على عقد التدريب، “شعرت كأني في بيتي منذ اليوم الأول في هذا النادي المميز. يسعدني أن أكون لاعبا في يونايتد وأبدأ مسيرتي التدريبية هنا”.

وتابع “كانت الأشهر الأخيرة تجربة رائعة وأريد أن أشكر كل المدربين، اللاعبين والجهاز على العمل الذي قمنا به حتى الآن”.

وارتبط سولسكاير (46 عاما) بيونايتد لفترة ناهزت 15 عاما، كلاعب بين 1996 و2007، وبعدها كمدرب للفريق الرديف. كما خاض تجربتين تدريبيتين مع كارديف سيتي لبضعة أشهر عام 2014، ومولدِه النرويجي.

وأردف قائلا “حلمت دوما بهذه الوظيفة وأنا أكثر من متحمس لقيادة الفريق لهذه الفترة الطويلة وآمل فيها تحقيق نجاح يستحقه جمهورنا الرائع”.

إرث فيرغسون

يعد سولسكاير من أبرز اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان يونايتد خلال حقبة المدرب الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون، إذ سجل 126 هدفا في 366 مباراة خاضها بقميصه بعد انتقاله إلى “أولد ترافورد” عام 1996 من مولدِه.

وأشار الرئيس التنفيذي ليونايتد إد وودوارد إلى أن “أكثر من الأداء والنتائج، يجلب أولي تجربة غنية كلاعب ومدرب، مع رغبة في منح اللاعبين الشبان فرصتهم وفهم كبير لثقافة النادي”.

وبعد إقالة مورينيو في 16 ديسمبر الماضي، وصل سولسكاير من نادي مولده النرويجي “على سبيل الإعارة” حتى نهاية الموسم.

واستلم سولسكاير الذي أمضى 11 موسما في ملعب أولد ترافورد كلاعب، الفريق في المركز السادس ضمن الدوري الإنكليزي بفارق 11 نقطة عن الأربعة الأوائل.

وغرد زميل سولسكاير السابق الحارس الدنماركي بيتر شمايكل “تهانينا صديقي، تستحق ذلك تماما. فلنحرز بعض الألقاب”.

كما رحب زميله السابق غاري نيفيل الذي يعمل راهنا كمحلل “سعيد لأولي. لم أعتقد أن هذا الأمر سيحصل عندما تم تعيينه. لكن النتائج وروح الفريق في النادي كانت رائعة منذ قدومه ويستحق ذلك. يحتاج الآن إلى الدعم في سوق الانتقالات على صعيد التمويل والموارد الصحيحة!”.

وغرد زميل آخر للمدرب الشاب وهو المدافع ريو فرديناند “نعم، أولي رسميا في القيادة…”.

وكان سولسكاير ألمح مطلع الشهر الحالي إلى إمكان بقائه في الموسم المقبل، مؤكدا أنه بحث مع إدارة النادي المملوك من عائلة غلايزر الأميركية، في مستقبل الفريق “نعم، قمت بذلك. نحن نبحث في مستقبل النادي”.وأضاف “قمنا بذلك قبل أن أفوز بمباراتين أو ثلاث مباريات ويبدأ الحديث عما إذا كان علي البقاء أم لا. عقدي ينتهي في الصيف لكني لا أزال، كما كنت دائما مع مانشستر يونايتد، أقدم كل ما لدي بنسبة 100 بالمئة”.

وتابع المدرب، الذي استلم مهامه خلفا لمورينيو المقال على خلفية أسوأ بداية للفريق في الدوري المحلي منذ 1990، “علينا التخطيط. حتى وإن لم أعد هنا، علي أن أقدم وجهة نظري بشأن من أريد أن أراه (في الفريق) كمشجع”.

وتُوّج النرويجي مع يونايتد بعشرة ألقاب (إضافة إلى لقبين في درع المجتمع)، بينها الثلاثية الشهيرة (الدوري والكأس ودوري الأبطال) عام 1999، وتعد أبرز محطة له مع الفريق، تسجيل هدف الفوز (2-1) على فريق بايرن ميونيخ الألماني في الوقت بدل الضائع من المباراة النهائية لدوري الأبطال في العام المذكور. واعتزل صاحب الوجه الطفولي اللعب عام 2007 بعدما عانى من الإصابات المتكررة، لاسيما في الركبة ولم يلعب إلا قليلا في السنوات الأربع التي سبقت اعتزاله، واعتبره فيرغسون أفضل مهاجم احتياطي في تاريخ النادي وحتى في العالم.

وتولى سولسكاير تدريب فريق الشباب في يونايتد بين 2008 و2010، قبل الإشراف على مولدِه مطلع عام 2011. وفي مطلع 2014، تولى تدريب فريق كارديف سيتي الويلزي لبضعة أشهر سقط خلالها إلى الدرجة الإنكليزية الأولى، قبل العودة إلى مولدِه في 2015.

حلم الأساطير

دائما ما يردد سولسكاير “منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى يونايتد كنت دائم الشعور بأنني في بيتي وأنتمي إلى هذا الفريق المميز”. ويضيف المدرب الذي لا تفارق الابتسامة محياه “حلمت دوما بهذه الوظيفة وأنا أكثر من متحمس لقيادة الفريق لهذه الفترة الطويلة وآمل فيها تحقيق نجاح يستحقه جمهورنا الرائع”.

وكان مانشستر يونايتد يتخلف عن المركز الرابع بفارق 11 نقطة عندما استلم سولسكاير منصبه لكنه قلص الفارق إلى نقطتين في الوقت الحالي.

وأشاد قائد مانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل بتثبيت سولسكاير مدربا بقوله “النتائج والعروض كانت أكثر من مدهشة لدرجة المثالية”. وقال زميله نيفيل، الذي لعب إلى جانبه في الحقبة الذهبية للفريق، “في الشهرين أو الثلاثة الأخيرة، شعرت بالإثارة من خلال ما رأيته للمرة الأولى منذ فترة طويلة، الأجواء في المدرجات عادت إلى سابقها، وكذلك الفرحة على وجوه أنصار الفريق والتفاعل بينهم وبين اللاعبين”.

سولسكاير المبتسم دائما نجح في إعادة البسمة إلى غرفة الملابس الكئيبة في عهد مورينيو والأهم أن ذلك ترافق مع نتائج إيجابية على أرضية المستطيل الأخضر

ويسجل لسولسكاير أنه أعاد الثقة إلى أبرز نجوم الفريق الذين كانوا يتخوفون من العقاب بإشراف مورينيو في حال عدم تقديمهم لأفضل مستوياتهم، وعلى رأسهم الفرنسي بول بوغبا ومواطنه أنطوني مارسيال. وقال بوغبا “إنه فعلا مدرب سعيد وقد أعاد الثقة إلى اللاعبين”.

وأضاف النجم الفرنسي الذي كثرت التكهنات في الفترة الأخيرة بنية انتقاله إلى ريال مدريد في الإسباني “هذا الأمر أعطانا الحرية للعب والاستمتاع بكرة القدم من جديد لأننا ربما افتقدنا إلى ذلك في ظل النتائج التي حققناها في السابق”.

وتحسن الفريق في كافة الخطوط، فقد أعاد سولسكاير التوازن إلى خط الدفاع كما أن فريقه بات يقدم عروضا هجومية رائعة كما لم يتردد في منح الفرصة للاعبين الشبان في أكاديمية النادي وعلى رأسهم مايسون غرينوود وتاهيت تشونغ.

وأشاد الرئيس التنفيذي ليونايتد إد وودوارد بمدربه “أكثر من الأداء والنتائج، يجلب أولي تجربة غنية كلاعب ومدرب، مع رغبة في منح اللاعبين الشبان فرصتهم وفهم كبير لثقافة النادي”.

وأبدى سولسكاير انفتاحه على إمكانية العمل مع إداري فني يعمل لوقت كامل في أولد ترافورد، مقرا بحقيقة أن المدرب في العصر الحديث لا يمكنه تحمل كافة الأعباء بمفرده.

وقال النرويجي إنه يجري مناقشات مع إد وودوارد نائب الرئيس التنفيذي وجويل جليزر الرئيس الشريك للنادي بحثا عن حل.

وقال سولسكاير للصحافيين خلال مؤتمر صحافي قبل لقاء الفريق في مواجهة وولفرهامبتون “كرة القدم تغيرت وهيكل أندية كرة القدم كذلك، هكذا تسير الأمور، لا يمكن للمدرب القيام بما كان يقوم به مدربي (أليكس فيرغسون) عندما بدأ على سبيل المثال”.

يبدو هناك ملامح تغيير في الأفق يسير نحوها الفريق الإنكليزي الذي منح ثقته في مدرب شاب طموح، بعد فترة التراجع التي عرفها الفريق مع جوزيه مورينيو، لكن ما هو مؤكد قياسا بالمقابلتين الأخيرتين للفريق فإن الكثير من الجهد مازال ينتظر سولسكاير خصوصا وأن جميع المسابقات دخلت المنعطف الأخير. ويبقى الأمر متروكا للنرويجي للرد على كل المشككين في قدراته على إخراج الفريق من أزمته مع نهاية الموسم.

إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان خيارات بديلة لإطلاق سراح الرهائن في غزة


أوروبا تهدد إيران بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة: استئنفوا المفاوضات فورًا


الهجرة غير الشرعية إلى اليمن وتداعياتها على مستقبل البلاد.. تحليل


بعثة الأمم المتحدة في الحديدة تستمر لستة أشهر رغم وصفها بـ"الشكلية"