تقارير وتحليلات
أيلول الاسود..
تقرير: ذكرى إعلان الحرب على الجنوب تاريخ لا ينتسي
27 ابريل تأريخ يوم أسود على الجنوب، أرضاً وإنساناً، يوم لا ينسى ضمن سلسلة تواريخ سوداء سيئة صنعتها لهم ما تسمى ” الوحدة اليمنية ” ذلك المشروع الفاشل والخطأ الاستراتيجي الذي دمر دولة الجنوب وحولها لأرض محتلة من قبل دولة اليمن الشمالية.
لم ينس أي جنوبي هذا التأريخ الذي أعلن فيه علي عبدالله صالح رئيس ” الجمهورية العربية اليمنية ” الحرب الشعواء على دولة الجنوب ” جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ” بعد اربع سنوات من توقيع وحدة خاطئة دفع فيه الجنوب كل إرثه الكبير جغرافياً وثقافياً واقتصادياً وثروات ونفط وجيش ونظام وقانون، نحو الشمال نتيجة لظروف زمينة لحظية أدركت قيادة الجنوب خطأها فيما بعد.
تأريخ حول الجنوب الى مستعمرة لأسوأ إحتلال عرفه التأريخ، إحتلال لا يدرك إلا كيف يقتل وينهب ويبطش ويتقاسم البر والبحر والثروة في باطن الأرض، تحول معها شعب الجنوب الى غنيمة حرب وفيد، تحت طائلة فتاوى دينية فاشية اصدرها التيار الديني لسلطة علي عبدالله صالح.
تهيئة الحرب ضد الجنوب
بعد اعلان علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب، كان قد شكل قبل اربع سنوات بعد اشهر من توقيع الوحدة اليمنية في عدن، حزباً رديفاً لحزب المؤتمر الشعبي العام، أطلق عليه تسمية ” حزب التجمع اليمني للإصلاح “بقيادة قيادات استخباراتية كانت تعمل مع صالح وحزبه طوال سنوات في اليمن الشمالي.
وتهيئة لتلك الحرب، شكل صالح تحالف ” سياسي ديني قبلي ” اطلق عليه ” تحالف 94 ” المكون من ” حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للاصلاح ورجال القبائل والتجار الشماليين “.
كلف صالح قيادات الاصلاح باتخاذ المسار الديني والقاء المحاضرات داخل معسكرات الشمال لتهيئتهم نفسياً، وطاف زعيم الدين المتشدد ” عبدالمجيد الزنداني ” القيادي بحزب الاصلاح اليمني، المعسكرات مطلقاً للجنود فتاوى دينية بمحاربة الجنوبيين ووصفهم بـ” الكفار والملحدين ” متخذاً من الدين سلماً لتحقيق رغبات صالح ومصوراً ان اجتياح الجنوب يعد نصراً للاسلام وفتح بلاد كافرة. بالمقابل بقي صالح وحزبه المؤتمر، متخذاً المسار السياسي والعسكري، تهيئة للحرب ضد الجنوب، ومكلفاً علي محسن الاحمر بالسفر الى افغانستان والسودان لجلب الارهابيين او من كان يطلق عليهم حينها ” المجاهدين العرب والافغان “.
اعلان الحرب على الجنوب
في 27 ابريل 1994 القى علي عبدالله صالح في ميدان السبعين خطاب الحرب على الجنوب، وفي 1 مايو من نفس العام التقى صالح بمعسكر اللواء الثالث، وجدد اعلان حربه على الجنوب مدعياً انها حرب للحفاظ على الوحدة اليمنية، فيما هي حرباً طامعة في الجنوب وأرضه وثرواته.
وهو ما اثببته سنوات ما بعد انتصار صالح وحلف 94 واحتلالهم الجنوب وتقاسم الارض والبحر وتطمس كل ما في الجنوب من مؤسسات ومكتسبات، وتدمير الجنوب أرضاً وانساناً واحالة مئات الالاف الى التقاعد القسري في أسوأ قرار لم يرتكبه حتى أكبر المجرمين في تأريخ العالم.
فدمر صالح مئات الاسر وحرمها من حقها في الحصول على مرتباتها، وحرم اربابها من الحصول على العمل، ومارس اشنع الممارسات والجرائم والفضائع التي لا تسقط بالتقادم عنه او عن حلفائه وكل من شاركه في تلك الجرائم .
27 ابريل.. دمار اليمن شمالاً وجنوباً
لم يدرك صالح ولا حلفائه ان اعلانهم الحرب على الجنوب، وانتصارهم فيها، ليست إلا مرحلة ستمر، لتعيدهم الى مربع الدمار والشتات بعد تدمير البلد الذي ظل منهكاً في ظل حكام نظام صالح المنتصر في الحرب بسبب تحويله وحلفائه السلطة الى مكسب شخصي وسلطة فساد تقاسم ونفوذ تقوم على كسب المصالح وجني الاموال وزيادة الارصدة في بنوك الخارج، فيما الشعب المحكومة بالقوة والحديد والنار يموت جوعاً ويفقد كل مقومات الحياة في الجنوب او الشمال.
لكن الجنوب كان الأكثر ضرراً باعتباره شعباً فقد النظام والقانون والامن والاستقرار والحياة الكريمة، وفقد قيمه في ظل استهداف ممنهج لتدمير التعليم الذي يعد الشيء الاساسي في حماية القيم والمبادئ والتنمية العلمية والعملية.
فاوصل صالح البلد الى كارثة الدمار، وحول الجنوب الى مرتع للجرائم الممنهجة والتدمير والطمس والاستهداف والاهانة والاذلال لشعب الجنوب الذي لم يعرف الاهانة والذل في تأريخه، وكل ذلك كان بسبب خطأ الوحدة اليمنية، التي يناضل الشعب الجنوبي من حينها لإنهاء تلك الوحدة واستعادة دولة الجنوب التي تعتبر كرامة لكل جنوبي وحريته وامنه واستقراره . .