تقارير وتحليلات
مع اقتراب إعلانها "إرهابية"..
تقرير: شبكة إخوان اليمن تتقطع وقطر وتركيا ملاذ أخير
مع اقتراب إعلان الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، استنفرت تركيا وإيران لانتقاد القرار المتوقع.
فما إن أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تدرس وضع الإخوان على لائحة الجماعات الإرهابية مع ما يستتبعه هذا التصنيف من عقوبات قد تطال من يتعامل مع الجماعة، حتى خرج الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، منتقدا الموقف الأميركي، قائلاً إن القرار إذا اتخذ "سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط".
بدوره خرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الأربعاء، ومن قلب الدوحة، لينتقد الخطوة الأميركية.
أما قطر فلا تزال ملتزمة الصمت "الرسمي" حتى الآن، على الرغم من أن الدوحة لطالما كانت ملجأ لأبرز قيادات جماعة الإخوان.
الدوحة ملاذ لأبرز القيادات
فعلى مدى سنوات طويلة تبنى النظام القطري، الدفاع عن جماعة الإخوان، كما شكلت الدوحة ملاذاً لقياداتها المطلوبين من دولهم، على رأسهم "يوسف القرضاوي"، و"أشرف بدر الدين"، و"حمزة زوبع" و"عبد الرحمن عزّ"، وفق ما ورد عن برنامج جامعة جورج واشنطن للتطرّف.
ووفقا للعربية نت فقد موّلت قطر قادة الإخوان بمبالغ ضخمة، تجاوزت 350 مليون يورو.
وعام 2004 تأسّس "اتحاد علماء المسلمين" في الدوحة، ليشكل أحد ركائز التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في نشر دعاياته المتطرفة.
إلى ذلك، منحت قطر دعاة الإخوان منابر منتظمة على وسائلها الإعلامية المتعددة.
أما آخر الدعم لجماعات الإخوان، فما كشفه الكتاب الفرنسي "أوراق قطر" بالوثائق من تمويل الدوحة المباشر وغير المباشر لجماعات تحت مسميات مختلفة تدور في فلك الإخوان وفكر الجماعة للتأثير على "الإسلام" في أوروبا.
الحضن التركي
أما في تركيا، فيعيش قيادة الإخوان (تحديدا إخوان مصر) في "رغد"، يتزعمهم محمود حسين، الأمين العام للجماعة وجمال حشمت وعمرو دراج ويحيى موسى وسيف الدين عبد الفتاح، وحمزة زوبع ووجدي غنيم ومحمد عبد المقصود ويحيى حامد ومدحت الحداد ومختار العشري، وبعض الإعلاميين والصحافيين المنتمين للجماعة والفارين من مصر مثل قطب العربي وأحمد عطوان وهيثم أبو خليل ومحمد ناصر ومعتز مطر وسامي كمال الدين وغيرهم.
ووفقا لذات المصدر فإن قادة الإخوان في تركيا ينقسمون إلى جناحين: الأول يقوده محمود حسين أمين عام الجماعة وهو من يمسك بخيوط التنظيم ماليا وإداريا، ويتولى مهمة رعاية عناصر الإخوان الهاربين لتركيا، والمطلوبين أمنيا وقضائيا من قبل الدولة المصرية. كما أصبح يتولى في الفترة الأخيرة المسؤولية الكاملة عن فصائل المعارضة المصرية المقيمة في تركيا.
أما الجناح الثاني فيترأسه عمرو دراج ويحيى حامد ويتبنى هذا الجناح فكرة التصعيد ضد الدولة المصرية بعكس جناح محمود حسين الذي يرى أن مهمة القيادة حاليا هو إعادة الجماعة، والحفاظ على ما تبقى منها بعد الضربات الأمنية المتتالية والتي أضعفتها وتكاد تقضي عليها وتجعلها في طي النسيان.
ويقوم عناصر الإخوان المقيمون في تركيا بـ 3 مهام رئيسية: الأولى هي الترويج بكثافة للجماعة وتواجدها وتأثيرها منعا لانفراط عقدها وإعادة تشكيلاتها والقيام بعمل مكتب الإرشاد من تركيا بدلا من القاهرة، والثانية العمل على زعزعة الدولة المصرية وهز استقرارها وتمويل العمليات الإرهابية وتقديم الدعم الكامل للعناصر الإرهابية المنفذة لها، من خلال إشراف مباشر من القيادي بالجماعة يحيى موسى المسؤول الأول عن أغلب العمليات التي جرت في مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013.
ويبقى السؤال كيف ستتصرف كل من قطر وتركيا إذا تم تصنيف الإخوان جماعة إرهابية في المستقبل القريب، وما هي العقوبات التي قد تطال البلدين "الحاضنين" لقيادات تلك الجماعة؟
-العربية