اهتمت الصحف العربية بصفقة القرن، في ضوء زيارة صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره إلى المنطقة، وسط تحذيرات من تحويل الولايات المتحدة للصراع وتغيير مبادئه الرئيسية.

ومن جهة أخرى، وحسب الصحف الصادرة اليوم الأربعاء تتصاعد الأزمة الإيرانية، وسط تأكيدات أمريكية جديدة باستمرار العمل بالضغط على إيران. 

بين رفض وبرود 
تعرضت صحيفة العرب لمحاولات الولايات المتحدة إقرار "صفقة القرن"، وزيارة صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى المنطقة، وزيارته إلى الأردن والمغرب.

وقالت مصادر للصحيفة إن هدف الزيارة هو الحصول على تغطية عربية لمؤتمر البحرين في نهاية يونيو(حزيران) المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك الأمريكي يصطدم بهجوم فلسطيني واسع، وقلة التفاعل العربي معها،  وتخبط إسرائيل في قضايا الانتخابات، والعجز عن تشكيل الحكومة.

وتحدثت مصادر للصحيفة عن أردني لصفقة القرن صفقة القرن، إذا لم تلب مطالب الأردن، وتُحصن المملكة بمجموعة من المواقف والسياسات لمواجهة ما بعد الصفقة.

تحويل صراع 
في صحيفة القدس الفلسطينية قال للدكتور أحمد جميل عزم، إن الولايات المتحدة ترغب في تحويل الصراع في الشرق الأوسط، بتغيير الأولويات لدى أطراف هذا الصراع، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع أهمية القضية الخلافية تلقائياً، ونشوء مصالح مشتركة بديلة.

وأشار عزم إلى سعي الولايات المتحدة إلى طرح تسهيلات اقتصادية وإغراق الفلسطينيين في الديون، وهو ما يعى إليه جيسون غرينبلات، وديفيد فريدمان، وجاريد كوشنير، موضحاً أن الحديث عن الاستثمار والوظائف، هدفه تبريد الجو، وتحويل الأولويات والأجندات.

وختم الكاتب بالقول إن الفلسطينيين مطالبين بوقفة وخطاب متماسك، وإعلان أن القضية الأساسية هي الاحتلال، وتوضيح استحالة أي ترتيبات اقتصادية قبل زوال الاحتلال.

حسابات إيران
في الكويت قالت صحيفة القبس، نقلاً عن مسؤول أمريكي رفيع إن التهديد الإيراني للوجود الأمريكي في المنطقة حقيقي، مضيفاً "لا نريد من إيران ولا من شركاتها أن يخطئوا في حساباتهم".

واضاف هذا المصدر أن الولايات المتحدة تتوجس من تسرع إيران بالهجوم على أمريكا أو مصالحها في الخليج، لأن "ردنا سيكون سريعا وقاسيا وعنيفا جدا ضد الإيرانيين مباشرةً وليس ضد شركائهم" بحسب المصدر.

وقال المصدر للصحيفة إن المرحلة ليست مجرد حرب نفسيه وإعلامية، مشيرا إلى معلومات موثقة عن نية إيران ومن خلال شركائها افتعال أزمة محدودة في العراق، قائلاً إن الولايات المتحدة تحاول إقناع الإيرانيين بأنه لا مجال للعبث بالمنطقة.

تشتيت جهود
من جهتها قالت صحيفة الجريدة الكويتية نقلاً عن خبراء ومسؤولين، إن تصاعد التوترات مع إيران يهدد بتقويض استراتيجية البنتاغون الرامية إلى التركيز على المنافسة كقوة عظمى، والتصدي خاصةً لروسيا والصين.

واشارت الصحيفة إلى أن تصاعد التوترات مع إيران من شأنه أن يضعف التصدي للصين تحديداً، 
ونقلت عن مارا كارلن، المسؤولة السابقة بالبنتاغون والتي تعمل حالياً لدى معهد بروكينغز، أن "الطريقة المثلى لوأد استراتيجية الدفاع القومي وتركيزها على المنافسة على المدى الطويل والاستعداد لاحتمال نشوب صراع مع الصين وروسيا، هو بدء حرب أخرى في الشرق الأوسط".

وقالت كارلن إن الحرب مع إيران ليست وحدها التي ستصرف أنظار وزارة الدفاع عن استراتيجيتها، بل إن التخطيط ذاته يمكن أن يستنزف الموارد.