تقارير وتحليلات
دحر الميليشيات
تقهقر الميليشيات على أكثر من جبهة في اليمن
أكد الجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الإثنين، السيطرة على مواقع جديدة في مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة شمال غربي اليمن، بعد معارك مع ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وكان الجيش اليمني مدعوما بقوات التحالف العربي قد حقق تقدما ملحوظا يوم الأحد على الجبهتين الجنوبية والشرقية لمعسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي غرب محافظة تعز.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن رجال الجيش الوطني نفذوا هجوما محكما على مواقع الانقلابيين جنوب شرق مدينة ميدي الساحلية، تمكنوا من خلاله من السيطرة على عدة مواقع.
وأضاف المركز، أن عددا من جثث الحوثيين وقوات صالح ما تزال منتشرة في الصحراء، دون الإشارة إلى حصيلتها.
وأكد المركز أن قوات الجيش تمكنت خلال الهجوم من استرداد دورية عسكرية وعددا من الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وتدور معارك عنيفة بين الطرفين في جبهة ميدي منذ أكثر من عامين، استطاعت من خلالها قوات الجيش الوطني بمساندة قوات التحالف العربي من السيطرة على ميناء ميدي ومواقع استراتيجية أخرى.
وأكد اللواء أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف العربي أنه بعد عامين من انطلاق العمليات في اليمن أصبحت الحكومة الشرعية تسيطر على 85 بالمئة من الأراضي اليمنية.
وبين عسيري في تصريحات تلفزيونية أن "الجيش اليمني اليوم يبعد عن مطار صنعاء أقل من 14 كلم، ومدفعية الجيش اليمني تصل مناطق كثيرة داخل العاصمة"،
واتهم اللواء عسيري إيران بأنها كانت تستهدف تحويل اليمن إلى قاعدة عسكرية تهاجم منها المملكة العربية السعودية.
وقال "كان المخطط أن ينجح الانقلاب، ويستولي الحوثيين على الحكومة، ويصبحوا حكومة صورية، ويأتي الإيرانيون من خلفهم لكي يحولوا اليمن إلى قاعدة عسكرية إيرانية، ينطلقون منها إلى مهاجمة المملكة، في ظل عدم وجود مسؤولية قانونية لإيران في اليمن".
وأردف "لم نكن بحاجة لأن ننتظر إلى أن تصبح اليمن قاعدة صاروخية أخرى تهدد أمن وسلامة السعودية". وبين أنه لو كان نجح هذا المخطط لأصبح هناك تهديد صاروخي للمملكة من الشرق (حيث إيران)، ومن الجنوب (اليمن).
وعن سبب إطالة أمد الحرب في اليمن، قال عسيري "الحديث عن نصر عسكري هو عدم فهم لواقع العملية في اليمن، حيث إن هناك قوات تحالف تساعد الحكومة الشرعية؛ ولذا فإن البحث عن نصر هو غير موجود".
وتابع "نحن نبحث عن تحقيق ثلاثة أهداف: أولا الحفاظ على الدولة اليمنية وهيكلها وحكومتها، وثانيا تقليل الأخطار على المواطنين اليمنيين، وثالثا حماية الحدود السعودية، وهي أهداف تحقق جزء كبير منها".
وبين أن التحالف استخدم إستراتيجية "النفس الطويل" في الحرب للحفاظ على حياة المدنيين.
ورأى أن إستراتيجية "النفس الطويل" وضعت "الميليشيات الانقلابية تحت الضغط؛ فهي اليوم محرومة من الإمداد المادي، والأسلحة في أقل حد ممكن (إذا استثينا ميناء الحديدة)، وهم خسروا عددا كبيرا من مقاتليهم المدربين وقادتهم، وهم يتآكلون يوما بعد يوم، والوقت في صالح قوات التحالف".
ويقود التحالف العربي منذ 26 مارس 2015، عمليات عسكرية في اليمن ضد ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكريًا، في محاولة لمنع سيطرة الجماعة وقوات صالح على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة ومناطق أخرى بقوة السلاح.