تقارير وتحليلات
إخوان على مشنقة الحوثي..
تقرير: كيف تحولت علاقة الاصلاح والحوثي من التعاون إلى الاعدام؟
شهدت علاقة حزب التجمع اليمني للإصلاح، ذراع جماعة الإخوان- السياسية -في اليمن، بميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، صعودًا وهبوطًا من آنٍ لآخر، ولكنها وصلت في الآونة الأخيرة إلى طريق مسدود.
اخوان على مشنقة الحوثي
وذلك على خلفية إصدار المحكمة الجزائية المتخصصة والخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، أحكامًا بالإعدام تجاه 31 قياديًّا في حزب التجمع اليمني للإصلاح، مع تبرئة 5 آخرين.
ومن ضمن الصادرة بحقهم أحكام بالإعدام من التجمع اليمني للإصلاحي القيادي يوسف البواب، أستاذ اللسانيات في جامعة صنعاء، والقيادي نصر السلامي موظف في البنك الإسلامي اليمني، وغيرهما من القيادات بالحزب.
وأعلنت ميليشيا الحوثي أن هؤلاء المتهمين نفذوا أعمالًا إرهابية، بعد تدريبهم في معسكرات في محافظات يمنية، متهمة دولًا عدة بتمويلهم، ولكنها لم تقدم أي دليل ملموس على اتهاماتها.
واعتبر رئيس منظمة سام للحقوق والحريات الواقعة في جنيف توفيق الحمدي، أن الأحكام منعدمة قانونيًّا؛ وذلك لأن المحكمة ليس لها ولاية قانونية، وصادرة من جهة غير معترف بها ولا بشرعيتها بصورة دولية، معتبرًا أن المحاكمة شهدت انتهاكات جسيمة، وتمت ممارسة الإرهاب من القضاة ضد الخصوم.
بداية العلاقة
لم تكن علاقة «التجمع» مع ميليشيا الحوثي علنية في البداية؛ نظرًا لانقلاب الميليشيا الإيرانية على الشعب اليمني، ولكن ظهرت بوادره عندما سلم الفريق علي محسن الأحمر، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، معسكرات الفرقة الأولى مدرع الواقعة تحت إدارته في صنعاء وعمران، بكل ما تملكه من قوات وآليات وصواريخ وعتاد عسكري إلى الميليشيا الإرهابية؛ ما منحها دفعة عسكرية قوية.
وكان هذا التراجع العسكري غير المبرر للقيادي الإخواني معارضًا للتوجهات العلنية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، والذي أكد مرارًا وتكرارًا في بيانات صحفية دعمه للشرعية الوطنية، ورفضه للانقلاب الإيراني عبر ميليشيا الحوثي، ولكنه لم يستمر في ذلك طويلًا، وأظهرت اجتماعات «صعدة» صحة وحقيقة التقارب ما بين الطرفين.
ثم منح حزب التجمع طوق النجاة لميليشيا الحوثي، خصوصًا بعد تدخل التحالف العربي لاستعادة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية وقدرته على استعادة مناطق جغرافية واسعة من سيطرة الحوثي، وتمثل طوق النجاة الإخواني في إعلانهم عن اتفاقية «تعايش وتفاهم» مع الحوثيين.
وروج التجمع لهذه الاتفاقية في مدن يمنية عدة، وعلى رأسها تعز؛ ما سمح لهم بإعادة تسليم هذه المدن مرة أخرى إلى ميليشيا الحوثي، ومنها ما فعله اللواء 117 المحسوب على التجمع اليمني للإصلاح، يونيو 2018، بتسليم مواقع جبهة قانية وجدار العرجا وعون سالم وجبل العز بمحافظة البيضاء، وذلك بعد قتال صوري.
ولكن بعد استغلال ميليشيا الحوثي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في الحصول على دعم عسكري وشعبي وسياسي أيضًا انقلبت عليه، وبددت آماله في تقاسم كعكة اليمن بعد سيطرة الميليشيا المدعومة من إيران على مقدرات الأمور في اليمن، ولكن كان للحوثي رأي آخر، وسارع بالتخلص من حزب الإخوان في اليمن.
وحول هذه القضية، يقول الخبير والكاتب اليمني محمود الطاهر في تصريحات لـ«المرجع»: إن المحكوم عليهم نشطاء سياسيون من مختلف الأحزاب والتجمعات السياسية، ولكن الإخوان استغلوها لصالحهم الشخصي، وأعلنوا أنهم كلهم تابعون لهم؛ وذلك لإبعاد النظر عن تحالفهم مع الميليشيا الإرهابية، ولكنهم متحالفون معهم منذ 2017، وما حدث استغلال من أعضاء التجمع اليمني للإصلاح للقضية لصالحهم.
وبخصوص مستقبل العلاقة بين الطرفين، يقول الخبير والكاتب اليمني: تدهور العلاقة بينهما في المستقبل أمر مستحيل؛ لأن مشروعهم واحد وهو ولاية الفقية أو المرشد، كما أن المؤسس واحد وهو بريطانيا، إلا أن كل طرف لديه أجندة خاصة به، والخلافات عادية وتحدث بين كافة الأطراف، ولكنها لن تتطور إلى قطيعة في الفترة المقبلة، فالأمور بسيطة بينهما، والجماعتان لديهما مرجعية واحدة ودعم قطري تركي إيراني واحد.