أكدت الإمارات على صلابة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن وعلى متانة العلاقات السعودية الإماراتية حيث تشكل الدولتان العمود الفقري للتحالف الذي تصدى على مدى أربع سنوات للمحاولات الإيرانية للإخلال بالتوازنات الإستراتيجية في المنطقة، فيما يواصل مهمته بخطى ثابتة ومدروسة.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش في تغريدات على صفحته بتويتر "التحالف العربي في اليمن وفي قلبه المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات صلب وقوي وعزز آلياته امتحان الأزمة والحرب، التحالف يستعد للمرحلة القادمة بأدواته السياسية والعسكرية وبإصرار على تحقيق أهدافه الإستراتيجية".
وتقطع تغريدات قرقاش الطريق على أي تأويلات لعملية إعادة انتشار القوات الإماراتية العاملة في اليمن التي تمت وفق خطوات تكتيكية ولأهداف استراتيجة.
كما تأتي لإزالة أي لبس في هذا الشأن حيث عمدت بعض وسائل الإعلام الاخوانية والحوثية لترويج إشاعات مغرضة تستهدف التشويش على العلاقات الوثيقة بين البلدين والتشويش على دور التحالف العربي.
وتأتي تغريدات قرقاش لتؤكد أيضا استمرار الإمارات في لعب دورها المعلن منذ انخراطها إلى جانب السعودية في الحرب على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران ولتؤكد الحرص الإماراتي على استعادة اليمن لأمنه واستقراره.
ونجحت الإمارات ضمن التحالف العربي في تحرير العديد من المناطق وضمان أمنها واستقرارها بعد تحريرها، فيما تستمر الجهود لتحرير باقي الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون.
واعتمدت أبوظبي على مقاربة عسكرية وإنسانية وتنموية، حيث تواصل تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المحررة وساعدت في إعادة تهيئة البنية التحتية فيها وتطوير المرافق الصحية والتعليمية إلى جانب المساهمة في مشاريع مد الكهرباء لتلك المناطق واستحداث مشاريع تنموية تساعد اليمنيين على تحسين ظروف عيشهم.
وفي المقابل قدمت قواتها عددا من الشهداء ضمن عمليات تحرير عدد من المناطق في سبيل إعادة الاستقرار لليمن.
ورغم ظروف الحرب المعقدة والصعبة، لم تدخر الإمارات جهدا في مواجهة الانقلاب على الشرعية في اليمن وفي مواجهة محاولات التمدد الإيراني في المنطقة.
وساهم التدخل الإماراتي إلى جانب السعودية في تحقيق التحالف العربي انجازات كبيرة ومجموعة من أهدافه الإستراتيجية فيما يواصل لعب دوره في التصدي لأجندة إيران ووكلائها في المنطقة.
وقال الوزير الإماراتي في تغريدة ثانية "الحروب الحديثة معقدة وأفغانستان والعراق وسوريا أمثلة على ذلك وبالمقارنة حقق التحالف العربي مجموعة من أهدافه الإستراتيجية وعلى رأسها صد محاولات تغيير التوازنات الإستراتيجية في المنطقة وعودة الدولة وتحرير الأرض ويبقى أمامه مشروع الاستقرار السياسي واستدامته".
وأصبح اليمن مرشحا بقوة بفعل الأنشطة الإيرانية والحوثية ساحة تؤجج التوترات القائمة، ما يستدعي تحركا لقطع الطريق على محاولات التغلغل الإيراني، حيث تعمل إيران جاهدة على ايجاد موطئ قدم ثاب لها في اليمن بموقعه الاستراتيجي المطل على ممر بحري بالغ الأهمية للملاحة الدولية ولحركة التجارة العالمية خاصة مضيق باب المندب الذي يصل خليج عدن بالبحر الأحمر.
وكان المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث قد تحدث بالفعل عن هذه المسألة مؤكدا أنه يسعى للنأي باليمن عن التوتر بين واشنطن وطهران.
وأكد الأسبوع الماضي خلال لقاء جمعه في العاصمة السعودية الرياض مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أنه يسعى لإبقاء اليمن خارج التوترات في المنطقة.
لكن حديث غريفيث يجانب الصواب ويبدو بعيدا عن منطق الواقعية في التعاطي مع الأزمة الراهنة، حيث تدفع إيران وكلاءها ومن ضمنهم الحوثيون لخوض مواجهة بالوكالة عنها.
وكانت الرياض قد اتهمت طهران بالإيعاز للحوثيين بشن هجمات على أهداف سعودية منها مطارا أبها وجازان ومحطتين لضخ النفط في شرق المملكة.
وانخراط الحوثيين في الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة يجعل من تحييد اليمن عن التواترات الحالية أمرا صعبا، فالمتمردون باتوا جزء من المشكلة المتفاقمة ويلعبون دورا أكبر في تهديد الاستقرار الإقليمي وفي تهديد الملاحة البحرية في بحر عمان والبحر الأحمر وتحديدا في باب المندب.